صحيفة المرصد: أبدت الكاتبة الصحافية السعودية “هيلة المشوح” استغرابها من دعاء بعض المشايخ فوق المنابر على “الغرب” بالهلاك والدمار وذلك عبر مقال لها نشرته “عكاظ” بعنوان (ماذا لو هلك «الغرب الكافر»)؟ وقالت المشوح في نص مقالها إن أول تبعات تحقق استجابة هذا الدعاء هو فقدانك للمايكرفون الذي تصدح منه أيها الخطيب، ثم جهازك الذي حفظت فيه خطبتك وأدعيتك وغترتك وثوبك وسيارتك التي ستقلك إلى بيتك لتتمدد تحت مكيفات «الغرب الكافر»، وغذاؤك الذي تصنعه آلاتهم وكل ما يحيط بك، فمن سيصنع لك كل هذا؟ ومن سيعوضنا نحن كل التقنيات والصناعات.. أنت مثلاً”؟!. وأضافت: “الحمدلله ثلاثاً على نعمة الغرب الذي لولاه لبقينا في خيامنا نجلب الماء على ظهور جمالنا، ونقتات الأقط والضبان والجراد وخشاش الأرض، ونكرع حليب النوق، وعندما نتلوى من الجدري والطاعون والحمى فلا سبيل للعلاج إلا (لشطة) على قفانا بملقاط الجمر حتى تتقرح جلودنا ثم ندفن تحت كثبان الصحراء، ولا أمل حتى في تحللنا إلى بترول، فالغرب الكافر غير موجود لينبشنا من تحت طبقات الصحراء”!. وتابعت المشوح: “الغرب أنفع حين يكون جل نتاجنا الصراخ لهلاكهم، في الوقت الذي يصنعون (الحياة) بكل تسهيلاتها وتقنياتها ومبهراتها، وعندما يمسك سقم يا من تدعو عليهم تهرع إليهم وإلى أدويتهم وأشعاتهم وفحوصاتهم الدقيقة، الغرب لم يؤذني، ولم يعقد حياتي، بل حولها إلى نعيم بفضل اختراعاته وإبداعاته، وقبِل مئات الآلاف من شبابنا أن ينهلوا من علومه”. واختتمت الكاتبة بسؤال لماذا لا يوجه الدعاء على من أهلك الحرث والزرع وأفسد في الأرض وفجر أحياء الآمنين ومساجد الراكعين الساجدين، ولماذا تلهج الألسنة بالدعاء على الغرب فقط؟!.
مشاركة :