انتهت العطلة الخاصة بالاحتفال برأس السنة الفارسية الجديدة، عيد النوروز، يوم الاحد 2 آبريل، واستيقظ الإيرانيون يوم الاثنين ليستعدوا للدخول في فترة الانتخابات الرئاسية، والتي من المفترض أن تجري في 19 مايو. يبدو أن الرئيس الحالي حسن روحاني يتصدر قائمة المرشحين للفوز بالانتخابات القادمة، لكن سيكون هناك بعض الصعوبات والتحديات أمام إعادة انتخابه، خاصة وأن الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد يدعم أحد مساعديه السابقين، وهو حامد باغاي، الذي رشح نفسه مع بعض المتشددين الآخرين. بشكل عام، إذا أراد أي رئيس أن يرشح نفسه لفترة رئاسية ثانية في إيران، يتم التوقف عن اتخاذ قرارات سياسية واستراتيجية لمدة شهرين على الأقل قبل انتهاء فترته الأولى، والرئيس حسن روحاني ليس استثناء في هذه القضية. المناظرات بين المرشحين في الانتخابات ستتناول جميع القضايا الهامة التي تهم إيران، مثل الأزمة في سوريا والعلاقة مع الغرب والوضع الاقتصادي والشؤون الدولية، جميع هذه الأمور سيتم نقاشها خلال المناظرات الرئاسية بين المرشحين. في هذا الموسم الانتخابي، طلب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي من السياسيين الابتعاد عن الجدل والتوتر الذي يمكن أن يهدد الأمن القومي. لعل الرئيس روحاني سيستعرض اثنين من إنجازاته الرئاسية في المناقشات: الاتفاق النووي وتحسين العلاقات الاقتصادية مع الغرب. فقد تسحن الاقتصاد بشكل بطيء ولكن فعال خلال الثمانية عشر شهراً الماضية وتحسنت الظروف المعيشية للإيرانيين، ولكن لا يزال هناك العديد من الأسئلة التي يطرحها المتشددون حول ظروف وشروط هذا التطور الاقتصادي. وللحفاظ على مكانة وأهمية إنجازات الاتفاق النووي الذي تحقق في عهده، على الرئيس حسن روحاني ان يحافظ على الهدوء ويدع عاصفة الانتقادات والهجمات المباشرة من قبل المتشددين تمر بسلام. إن الهدف الرئيسي لروحاني حاليا، إلى حين إعادة انتخابه، هو الحفاظ على بقاء الاتفاق النووي ومواصلة العمل مع الغرب وإدارة العلاقات الإيرانية المضطربة مع الإدارة الأميركية بشكل جيد. من بين جميع التحديات التي قد يواجهها الرئيس روحاني في المناظرات الرئاسية القادمة، يبدو أن التساؤلات حول علاقته المضطربة مع جيران إيران وسياسته الناعمة مع الغرب، والتي لم تعجب المتشددين في إيران، تقع في جوهر المناقشات. لكن الحكَمَ سيكون هو الشعب الإيراني الذي سيدلي بصوته في 19 مايو، حيث سيختار بين الاستمرار مع سياسة الرئيس روحاني الحالية، أو تغيير المسار – وهو أمر بعيد الاحتمال. ان التوقعات الحالية تتنبأ بفوز سهل محتمل للرئيس روحاني ما لم تحدث مفاجأة كبيرة تغير مسار الانتخابات. المناقشات والجدل حول الانتخابات ستدور بحدة في الصحف والتلفزيون الوطني، وسوف تغطي النقاط والمواضيع التي تهم الإيرانيين بشكل كبير. في هذا الوقت القصير الذي سيكون مكرساً لدعاية الانتخابات الرئاسية، سيكون لدى الجمهور فرصة مباشرة لسماع بعض المعلومات عما يحدث خلف الكواليس. المهم هو جدول الأعمال الذي يجب على الرئيس روحاني ان يتبعه خلال ولايته الثانية إذا تم انتخابه، وما يتوقعه منه المرشد الأعلى علي خامنئي. تابعوا معي من خلال هذه الزاوية هذه الانتخابات التي تعتبر أهم حدث موسمي في المنطقة.
مشاركة :