شارع الحج.. «ورش عشوائية» تنفث السموم

  • 5/4/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يشكل شارع الحج أهمية كبرى بين شوارع مكة المكرمة، خاصة في موسم الحج، إلا أن هذه الأهمية تشوهها الورش الصناعية المنتشرة على جنباته، ما يعرض قاطني الأحياء الملاصقة لأمراض الربو والحساسية، كما يشكو سكان حي شارع الحج من تلوث بيئي وإزعاج مستمر خاصة في الأوقات المتأخرة من الليل، إلى جانب تشويهها للمنظر الجمالي للمناطق السكنية. أوضح لـ«عكاظ» المواطن عيدان الزهراني، أن الورش الصناعية باتت بيئة خصبة للتستر التجاري حيث يحقق المقيمون أرباحا خيالية فيما يدفع المواطن ضريبة باهظة خلال تردده على المستشفيات بحثا عن العلاج من الأمراض الصدرية والحساسية والربو نتيجة الغازات السامة والأبخرة المتصاعدة من داخل الورش العشوائية على حد قوله. وأضاف أنه لا يمر شهر دون تسجيل موعد مع طبيب الأمراض الصدرية له ولأطفاله بعد انتشار الربو بين أفراد أسرته. وتابع «لا تتوفر الإنارة في شوارع الحي منذ 34 عاما». ويرى ممدوح العتيبي، الحل في عدم تجديد تراخيص تلك الورش وإجبار أصحابها على نقلها للمنطقة الصناعية، وعدم التساهل في إصدار تراخيص لمثل تلك النشاطات في المستقبل، لتسببها في إتلاف الطبقة الأسفلتية والأرصفة بسبب مرور المركبات الكثيف، مضيفا أن قرب الورش من المساكن يسبب اختلاط النفايات الصناعية مع نفايات المنازل، شكل خطرا على البيئة وسبب الأمراض الوبائية. وأشار العتيبي، إلى تضرر سكان شارع الحج من الورش خاصة أنها تعمل لساعات متأخرة من الليل، لافتا إلى أن أغلب الورش تجاور المحلات الخدمية الأخرى ما يسبب حرجا للعائلات لتجمع العديد من الشباب في تلك الورش. وبين المواطن أحمد الزهراني أن بعض السيارات تالفة ومتوقفة في الشوارع والساحات منذ سنوات، وقال «نضطر للوقوف في أماكن بعيدة عن سكننا، كما أن الباعة الجائلين تنتشر في الحي فضلا عن مياه الصرف الصحي الراكدة، في ظل عدم تدخل البلدية المباشر». وأردف الزهراني: أصوات الآليات والمطارق الصادرة من ورش تصليح السيارات المنتشرة وسط الحي السكني تسبب إزعاجا للسكان، وخاصة المرضى وكبار السن الذين لا يتحملون الضوضاء والأصوات العالية، ناهيك عن انتشار القوارض والحشرات لانعدام النظافة داخلها. وزاد «نسمع عن خطة لإزالة الورش من داخل المناطق السكنية، دون أن نرى تحركا جديا بهذا الاتجاه». ويرى محمد عسيري، أن انتشار ورش السيارات وسط الأحياء السكنية يخالف الذوق العام، خاصة بعد تحول هذه المواقع إلى مكب للنفايات وبقايا الزيوت المحترقة التي يتخلص منها العمال بسكبها على الأرض، مؤكدا ضرورة تدخل البلدية وتنفيذ جولات ميدانية تفتيشية على تلك الورش للتأكد من نظافتها. من جانبه، أوضح عمدة حي ريع ذاخر فهد الحربي، أن المنطقة الصناعية يعود تخطيطها إلى وقت سابق، وكانت في السابق منطقة غير صالحة للسكن نظرا لوقوعها في مجرى سيل، وهي محل أنظار المسؤولين، وسوف يعالج كل ما يثير الإزعاج بالمنطقة الصناعية، والعمل على الرفع عن كل المخالفات التي تستوجب حلولا سريعة. إلى ذلك، أكد الدكتور اسماعيل محمد متخصص في الأمراض الصدرية، ان قرب الورش الصناعية من المناطق السكنية يشكل خطرا على الصحة العامة وخاصة لمن يعانون من أمراض صدرية، وهؤلاء قد يتعرضون للسرطان البلوري، وقال «ترتفع نسبة الإصابة بالأمراض بقرب المسكن من الورش»، مضيفا أن الورش الصناعية في شارع الحج تمثل ورشا للنجارة والحدادة وتصليح المركبات، وهو ما يصدر عنه خليط من الأبخرة السامة والضارة.

مشاركة :