مدريد - أجرت السلطات الاسبانية الثلاثاء مداهمات استهدفت أملاكا لرفعت الأسد عم الرئيس السوري بشار الأسد وعائلته في منتجع ماربيا ، وقامت بمصادرتها حسب ما أفاد مصدر قضائي. وأوضح المصدر أن المداهمات التي يقوم بها الحرس الوطني تتم خصوصا في ميناء بويرتو بانوس الفخم لليخوت في منطقة الأندلس، مشيرا إلى أنها على ارتباط بتحقيق في فرنسا حول شبهات بقيام رفعت الأسد باختلاس أموال عامة وتبييض أموال. وتقدر أملاك رفعت الأسد وعائلته في إسبانيا بـ691 مليون يورو بحسب المصدر الذي أشار إلى "مصادرة كل هذه الأملاك". وتابع أن "القاضي خوسيه دي لا ماتا ينسق عملية قضائية ضد رفعت الأسد، عم الرئيس السوري الحالي، في قضية تبييض رساميل ضمن عصابة منظمة في بويرتو بانوس وماربيا". وبحسب القضاء الإسباني فإن حافظ الأسد سلم آنذاك شقيقه حوالي 300 مليون دولار سحبها من خزائن الدولة واستخدمت لشراء أملاك في فرنسا. ويعتقد أن رفعت الأسد البالغ من العمر اليوم 79 عاما اكتسب أملاكا عقارية طائلة في فرنسا، إنما كذلك في ليشتنشتاين ولوكسمبورغ وكوراساو، وأدى التحقيق الفرنسي والتعاون القضائي على المستوى الأوروبي إلى فتح تحقيق في إسبانيا. وأثبت التحقيق أن لرفعت الأسد وعائلته 503 أملاك في إسبانيا بين منازل صيفية وشقق فخمة ومواقف سيارات وحتى أملاك ريفية، وفق القضاء الإسباني. وجميع هذه الأملاك تقريبا في منطقة ماربيا وخصوصا بويرتو بانوس. كما أمر القاضي بتجميد حسابات مصرفية لـ16 شخصا و76 حسابا آخر تعود لكيانات معنوية. وتجري المداهمات في وقت صادق القضاء الفرنسي مؤخرا على مصادرة أملاك لرفعت الأسد في فرنسا. وردت محكمة الاستئناف في باريس في قرارات أصدرتها في 27 آذار/مارس طعونا قدمها رفعت الأسد، وأكدت على عمليات مصادرة الأملاك التي طاولت عدة شركات لديها أملاك عقارية في أحياء راقية من العاصمة الفرنسية. وبين الأملاك مسكنان فخمان في الدائرة السادسة عشرة من باريس، أحدهما مساحته ستة آلاف متر مربع على جادة فوش، بحسب ما أفاد أحد المصادر. كما تم تجميد دين بقيمة 9.5 ملايين يورو كان مترتبا على مدينة باريس لحساب إحدى الشركات بعد مصادرة البلدية قطعة أرض لبناء مساكن اجتماعية. وبعد تقديم جمعية "شيربا" التي تكافح الجرائم الاقتصادية شكوى في عدة ملفات تتعلق بـ"ممتلكات غير مشروعة"، قدر المحققون بحوالي 90 مليون يورو قيمة أملاك رفعت الأسد وعائلته في فرنسا، وبينها عقارات في باريس ومجموعة مكاتب في ليون واسطبل للفروسية في منطقة فال دواز قرب باريس. ووجه القضاء الفرنسي إلى رفعت الأسد في التاسع من حزيران/يونيو تهم اختلاس أموال عامة وتبييض أموال بشكل منظم في إطار تهرب ضريبي خطير. ويشتبه قاضي التحقيق بأن رفعت الأسد اختلس أموالا عامة قبل انتقاله للإقامة في المنفى في أوروبا مع أسرته، لكن الأسد دافع عن نفسه مؤكدا تلقي هبات من الأسرة المالكة السعودية التي تدعمه سياسيا منذ ثمانينات القرن الماضي. وأشار رفعت الأسد خلال جلسة استماع في أواخر تشرين الأول/اكتوبر إلى العاهلين السعوديين الراحلين فهد بن عبد العزيز وعبد الله بن عبد العزيز ، بحسب مصدر قريب من الملف. كما قال إنه رجل سياسي لا يهتم بأملاكه وليس على اطلاع على الوثائق التي يوقعها، بحسب المصدر نفسه، لكن محكمة الاستئناف شككت في هذه الذريعة بعد الاستناد إلى تسجيلات هاتفية تكشف أن محاسبا كان يطلع رفعت الأسد "بانتظام" على وضع أملاكه العقارية. ورفعت الأسد هو الشقيق الأصغر للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وكان أحد نوابه قبل أن يطرده من سوريا في الثمانينات خشية أن يدبر انقلابا ضده. ومع اندلاع الأزمة السورية أعلن رفعت الأسد أنه يقف إلى جانب المعارضة ضد النظام السوري، في وقت شكك معارضون بموقفه.
مشاركة :