برلين: المجلة ينام الشخص العادي نحو ثلث حياته. النوم حيوي للتجديد البيولوجي والنفسي ويمكن أن تؤدي قلة النوم إلى مشاكل صحية خطيرة. وفيما يلي رأي الخبراء عن الأرق وكيفية الوقاية منه: ما هو عدد ساعات النوم الصحي؟ وفقا لوكالة الأنباء الألمانية الإخبارية، يوصي الخبراء بالنوم نحو سبع ساعات ونصف الساعة يوميا على مدار العمر. وهذا، على حد قولهم، النوم الصحي. وحيال الفارق بين عدم النوم بشكل جيد واضطراب النوم، فإن الصعوبة العرضية في النوم أو البقاء نائما مساء لا يعد مؤشرا على اضطراب النوم. ولكن إذا كان هذا يحدث ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع على مدار أكثر من ثلاثة أشهر، فهذا يعرف بصعوبة النوم أو مشكلة في النوم المتواصل. ويرتبط الأرق وهو اضطراب شائع في النوم بالإجهاد طوال اليوم، وكذلك العلاقات الاجتماعية الضعيفة والأداء الوظيفي. وبخصوص نسبة شيوع اضطرابات النوم، قال نحو 80 في المائة من الموظفين الذين استطلعت آراءهم شركة «دي إيه كيه» الألمانية إنهم يعانون من «مشاكل في النوم» بين الحين والآخر، وهي أعلى بواقع 66 في المائة منها في عام 2010. وأفاد واحد من كل عشرة أشخاص ممن شملهم الاستطلاع بالمرور بـ«مشكلات خطيرة في النوم»، وهي زيادة بنسبة 60 في المائة مقارنة بسبع سنوات ماضية. وقال أنجه فيتسه، مدير المركز متعدد الاختصاصات لطب النوم بمستشفى شاريته ببرلين، إنه مندهش من هذه الزيادة الحادة. إذن ما الذي يمكن أن يؤدي إلى اضطراب النوم وما الذي يمكن أن يؤدي إليه اضطراب النوم؟ يمكن أن تؤدي الضوضاء المستمرة ليلا إلى إفساد القدرة على النوم بشكل كبير. وبعد ثلاث ليال متتالية بهذا الشكل، يتأثر الأداء الوظيفي للشخص. ويمكن أن يؤدي أسلوب الحياة المتقلب الذي ينطوي مراحل من قلة النوم وفترات الراحة – ما إذا كان ذلك في العمل أو خلال فترة راحة المرء – إلى اضطراب النوم أيضا. ويقول أندرياس شتورم، رئيس مجلس شركة «دي إيه كيه»: «في حين أن المهام البدنية الثقيلة في العمل تراجعت على مدار عقود، ازداد الضغط النفسي»، مشيرا إلى أن الاستطلاع أظهر علاقة مترابطة بين المشاكل النفسية والأرق. ويمكن أن يؤدي الأرق إلى الاكتئاب أو القلق والعكس. ويمكن أن يؤدي أيضا إلى مشاكل بدنية مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري. عند الإصابة بالأرق، يجب أن تفكر أولا في طرق لتحسين النوم طبيعيا، قبل اللجوء إلى الحبوب المنومة. وتوصي الجمعية الألمانية للنوم بالاستيقاظ في الوقت نفسه يوميا والخلود إلى النوم عند الشعور حقا بالتعب، وممارسة التمارين بانتظام وتجنب قيلولة منتصف النهار والكافيين والكحول والنيكوتين قبل موعد النوم. وفيما يتعلق بالأدوية، قال الخبراء إن نصف كل المصابين بالأرق يلجأون للصيدليات للحصول على أدوية علاج الأرق غالبا دون استشارة طبية. وفي رأي فيتسه، غالبا لا يتحدث الصيادلة عن فوائد وضرر هذه الأدوية. وفي بعض حالات الأرق المزمنة، أحيانا يكون الاستخدام طويل المدى للحبوب المنومة ضروريا. غير أن هذا قرار يجب أن يتخذه الطبيب.
مشاركة :