صحيفة وصف : أثار قرار وزير التعليم د. أحمد العيسى، بتحديد التحول للتعليم الرقمي، والاستغناء عن الكتب المطبوعة خلال 3 سنوات، وتخصيص 1.6 مليار ريال لمشروع التحول للتعليم الرقمي عبر 150 مدرسة للعام القادم، والسنة الثانية على 1500، والسنة الثالثة على جميع مدارس المملكة، أثار العديد من الآراء بين مؤيد ومعارض. من جانبه انتقد نائب وزير التعليم السابق حمد آل الشيخ خطوة خطوة وزارة التعليم بالاستغناء عن الكتاب المدرسي بحلول عام 2020م، مشيراً إلى أن الدول المتقدمة تعليمياً كسنغافورة ترفض التخلي عن الكتاب والقلم والورقة. وقال في تغريدات له “إن التقنية تعد وسيلة وليست هدفاً، متمنياً ألا ننتظر حتى عام 2020 لنكتشف أننا أخطأنا في ترتيب الأولويات”. وقال المواطن علي القحطاني “:سيكون نمو أدمغة الطلبة بطيئاً ولن تستقبل المعلومات الدسمة وستلجأ إلى المختصرات وحتى المختصر يُختصر. أما الدكتور ظافر العمري فقال: ”تحويل للمعرفة الحقيقيّة إلى معرفة شكليّة.. انتظروا جيلاً من الجهل المظلم.!”. وقال وكيل وزارة التعليم للمناهج والبرامج التربوية الدكتور محمد الحارثي رداً على تلك الانتقادات، إنه لن يكون هناك استغناء كامل عن الورقة والقلم، وقال: اتفاقيات التحول نحو التعليم الرقمي التي وقعها وزير التعليم ستسهم في تطوير التعليم خلال المرحلة القادمة بإذن الله. وأضاف “تطبيق التعليم الرقمي كوسيلة مساعدة في التعليم سيعزز التفاعل النشط، والتفكير الناقد، وحل المشكلات لدى الطلاب، مع مراعاة الفروق الفردية بينهم، وسيتعلم الطلاب في فصولهم ومع معلميهم ويستخدمون القلم والورقة لكن ستتاح لهم فرصة الوصول لمحتوى تفاعلي ثري مع التقنية”. وفي السياق ذاته قال المستشار التربوي والإعلامي الدكتور سعود صالح المصيبيح لـ”سبق”:” التحول من العالم الورقي التقليدي إلى العالم الرقمي الإكتروني أصبح واقعاً ملموساً لا يعترف به إلا مكابر مجاف للحقيقة، فالكتاب والإقبال عليه في تناقص ملحوظ وتوزيع الصحف الورقية والإقبال عليها قل بدرجة ملحوظة من خلال أرقام التوزيع الضعيفة”. وأضاف: “هذا ملاحظ عالمياً فمن خلال وجودي في أمريكا لم أجد تلك الوجوه المنشغلة بقراءة الكتاب أو الجريدة في القطار، أو صالات الانتظار وإنما المعلومة تأتي عن طريق الجوال وعن طريق المعلومة الإكترونية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي واليوتيوب وغيرها وهذا تغير يفرضه الواقع من خلال الثورة المعلوماتية الهائلة”. وحول أسباب رتابة التعليم وتهرب الطلاب من المدارس والتعليم بين عضو الأمان الأسري الأستاذ عبدالرحمن القراش الأسباب، وطرح الحلول، قائلاً: هل نحمّل المعلم وزر هذا الانحدار أم نحمّله وزارته المتهالكة التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟ نحمّله المجتمع الذي لم يجعل للمعلم قدراً وقيمة أم نحمّله الإعلام الذي لم يساهم في إنقاذ سمعة المعلم كما يجب؟ تساؤلات تحتاج لإجابه بكل شفافية”. وأضاف” لقد تسربت خلال السنين الأخيرة إلى مؤسساتنا التعليمية ممارسات تخالف روح التعليم وقيمه ومبادئه سواء من قبل الوزارة أو المعلم أو الطالب، فالوزارة منذ خمسين عاماً ووتيرة التعليم لم تُخرج لنا حتى الآن إنجازاً واحداً يجيّر لصالح المعلم أو العملية التعليمية بل لا نرى إلا انحداراً في كل شيء خصوصاً في حقوق المعلم ونصرته فهي الوزارة الوحيدة التي يتندر المجتمع بموظفيها والمسؤولون بها صامتون إما خوفاً من الرد وفتح باب الانتقاد عليهم أو أنهم سارحون في ملكوت الله لا يدركون شيئاً”. من جانبها تقول المعلمة بدرية سعد مدرسة في مدراس ثانوية للبنات لـ”سبق”: للأسف لم يعد التعليم كما كان ولكن هذا لا يعني أن جميع المعلمين والمعلمات على حد سواء، فهناك معلمات يعطين من كل قلبهن وبأمانة ويحاولن قدر الإمكان إيصال المعلومة بطريقة جميلة ومريحة للطالبات، ولكن هناك أيضاً معلمات يقرأن الدرس فقط، ومع ذلك تجد الاثنتين متساويتين في نهاية الخدمة، ولا تشجيع للمعلمة المتميزة إلا ما ندر مما يصيب المعلمة المجتهدة بالإحباط الذي قد يكون سبباً لتخفيف جهدها، ومع ذلك هذا لا يعتبر مبرراً، فالتعليم رسالة عظيمة يجب أن تعطى بحب”. أما المدرس غنام الحسن ويدرس في إحدى المدارس الخاصة فيقول” التعليم في المدارس الخاصة يختلف عنه في الحكومية، هناك مديرو مدارس خاصة يقيمون المدرس الجيد الذي يعطي بجد وبطريقة مميزة والمدرس الذي لا يجتهد قد يهدد بالفصل واستبداله بمعلم أمهر منه، أما في الحكومية فقد يكون الفصل صعباً، لذا المدرس لا يهتم كثيراً. ويقول: هناك طرق جميلة لإعطاء الطالب الدرس غير الطرق التقليدية مثل مشاركة الطالب في جعله معلماً صغيراً يعطي زملاءه معلومة هو توفق بها، أو اللعب قليلاً مع تمرير معلومات مهمة وقيمة من الدرس.. وإشراك الأجهزة الرقمية في التعليم خطوة جيدة إذا تمت المحافظة على الورق والقلم خصوصاً للصفوف الدنيا”. (0)
مشاركة :