تركي الصهيل - الرياض كانت جائزة الملك فيصل العالمية على موعد في الرياض مع ليلة استثنائية من ليالي الوفاء لمن خدموا الإسلام والبشرية والسلام، وذلك عبر احتفائها بمنح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز جائزة خدمة الإسلام، نظير اهتمامه بـ 8 ملفات رئيسة تتصل بقضايا وشؤون واهتمامات الأمة الإسلامية، فضلا عن تكريم الجائزة لعلماء ومؤسسات من لبنان والأردن واليابان وهولندا. ووسط حضور رفيع من كبار مسؤولي الدولة وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمدين في السعودية، جرت مراسم تسليم الملك سلمان بن عبدالعزيز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام في دورتها الـ 39 في قاعة الأمير سلطان الكبرى بفندق الفيصلية، وسط تصفيق كبير كان جمهور الجائزة قد استقبل به خادم الحرمين فور دخوله إلى مقر الاحتفال. وكعادته، لم يرض مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية الأمير خالد الفيصل، إلا بتقديم يليق بمكانة الجائزة ومكانة الحائزين عليها، عاقدا مقارنة رفيعة وبلغة أدبية بليغة بين ما تعيشه بلاده السعودية من وضوح في رؤيتها المستقبلية وبين الاضطرابات التي تعصف ببعض الأقطار العربية قبل أن يستوقف جمهور الجائزة لتحية الملك سلمان بن عبدالعزيز نظير حصوله على فرع الجائزة في خدمة الإسلام. وكان خادم الحرمين الشريفين قد سلم العلماء والمؤسسات الفائزة في أفرع الجائزة الدراسات الإسلامية، اللغة العربية والأدب، الطب والعلوم. وتكتسب جائزة الملك فيصل العالمية أهمية بالغة في مسيرة الجوائز العالمية، حيث شكلت بوابة عبور لـ 18 من الفائزين فيها للحصول على جائزة نوبل للسلام، فيما حصل 13 عالما من الفائزين فيها على جوائز مؤسسة جيردنر، كما تم تتويج 11 آخرين بميدالية الوطنية الأمريكية للعلوم و9 مثلهم بجوائز لألبرت لاسكر للأبحاث الطبية الأساسية، في وقت توج فيه 8 من فائزي الفيصل ميداليات للملكية البريطانية، وتم منح 5 آخرين ميداليات لفيلدز في الرياضيات. وبإسدال الستار على الدورة التاسعة والثلاثين، تكون جائزة الملك فيصل العالمية قد احتفت بإنجازات 253 عالما وباحثا من الأفراد والمؤسسات من 44 جنسية، لتواصل بذلك الجائزة تقديم عطائها اللامتناهي لخدمة الإنسانية وترسيخ مبادئ وقيم نشر ونقل المعرفة كأولى خطوات توطينها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية.تقديرا لخادم الحرمين الفيصل وقف واستوقف بإيجاز يحمل الكثير من التفصيل، شكلت الكلمة التي ألقاها الأمير خالد الفيصل في حفل تسليم جوائز الملك فيصل العالمية في دورتها الـ 39 ، قطعة فنية في بنائها اللغوي ورسائلها، لدرجة لا يمكن لمتلقيها إلا أن يقدمها وفق النص الذي قيلت فيه، فيما تداعى الجمال فيها حينما طلب من نفسه والحضور الوقوف لتحية ملك خدمة الإسلام سلمان بن عبدالعزيز.«بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سلمه الله أصحاب السمو أصحاب المعالي أصحاب السعادة.. العلماء الفائزون بجائزة الملك فيصل أيها الأخوة والأخواتالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته عالم بجشع الإنسان يضطرب.. وكبار للصغار تحترب،ونذير شر في البرية يقترب وقيم استبدلت بقيم.. ليس فيها من القيم شمم، وأسماء ليس فيها من علم ومملكة تشع نور وحكمة.. وتطرح نهجا جديدا ورؤية وتكرم العلم والعلماء قدوة.. نبني على قواعد المجد صرحا، ونعالج جسد العروبة جرحا ونرسم على تجهم المسلمين فرحا.. إذا ادلهم الليل أشعلنا العقول وإذا احتار الغيض ابتكرنا الحلول فلا مكان بيننا لعابث أو جهول.. قفوا معي وحيوا ملك خدمة الإس الم، وعلماء الفكر والس الم. وجائزة فيصل الإمام.. والسلام .»خادم الإسلاممبررات اختيار الملك سلمان1 عنايته الفائقة بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.2 اهتمامه بالسيرة النبوية ودعمه لمشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية وتنفيذه بدارة الملك عبدالعزيز3 إنشاؤه لمجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية بالمدينة المنورة لحفظ التراث العربي والإسلامي.4 سعيه الدائم لجمع كلمة العرب والمسلمين لمواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها الأمتان العربية والإسلامية.5 جهوده في إنشاء التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب واستضافة مقره بالرياض.6 مواقفه العربية والإسلامية عبر عقود من الزمن تجاه قضية فلسطين المتمثلة في الدعم السياسي والمعنوي والإغاثي.7 ترؤسه وإشرافه المباشر على عدد من اللجان الشعبية والجمعيات الخيرية لإغاثة المنكوبين والمحتاجين في عدد من الدول العربية والإسلامية.8 إنشاؤه لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ودعمه بسخاء ليقدم العون للشعوب العربية والإسلامية المحتاجة.الفائزون: • الدكتور رضوان السيد من لبنان جائزة الملك فيصل العالمية فرع الدارسات الإسلامية نظير جمعه في أعماله ودراساته بين الإطلاع المدقق الواسع على التراث العربي الإسلامي الفقهي والسياسي والإحاطة بمنهجيات البحث الحديثة. • مجمع اللغة العربية الأردني، تسلمها رئيسه الدكتور خالد الكركي جائزة الملك فيصل العالمية عن فرع اللغة العربية والأدب. تقديرا لجهود المجمع العلمية المتميزة في ترجمة العلوم والتقنية ونقل المصطلحات العلمية ووضعها في السياق العربي وإدخال التعريب في التعليم الجامعي في الوطن العربي سعيا إلى توطين العلم والتقنية. • أستاذ المناعة في مركز فرونتير لأبحاث المناعة بجامعة أوساكا باليابان البروفيسور تادامتسو كيشيموتو من اليابان جائزة الملك فيصل العالمية عن فرع الطب نظير دوره الرائد في اكتشاف وتطوير علاج بيولوجي جديد وناجع لأمراض المناعة الذاتية. • الدكتور دانيال لوس من سويسرا • الدكتور لورينس مولينكامب من هولندا جائزة الملك فيصل العالمية فرع العلوم (فيزياء بالمشاركة) تم منح الجائزة ل ألول لكونه من أهم رواد النظرية الخاصة بديناميكية دوران الالكترونات وتماسك الدوران في النقاط الكوانتية وتطبيقاتها الممكنة في الكمبيوترات الكمية. ومنحت الجائزة لمولينكامب نظير مساهمته بدرجة كبيرة في المجال التجريبي لعلم دوران الالكترونات.الص�?حة التالية >
مشاركة :