خمس قطع فنية استثنائية تنضم إلى المجموعة الدائمة لمتحف «اللوفر أبوظبي»

  • 4/5/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

مع بدء العد التنازلي لافتتاح متحف «اللوفر أبوظبي» أعلن أمس عن إضافة خمس قطع فنية جديدة ضمن المجموعة الدائمة للمتحف تتنوع في تاريخها ومصادرها ما بين الحضارة الفرعونية وأوروبا والدولة العثمانية واليابان. * لوحتان بفن نامبان يلفت النظر في المجموعة لوحتان بفن نامبان تصفان خريطة العالم ومملكة اليابان مرسومة بألوان زاهية على خلفية من الأزرق الداكن، وتصف اللوحتان خرائط في غاية البهاء للمملكة اليابانية والعالم في مشهد آسر يضفي طابعا جماليا قويا، علما بأنه لا يتوفر منها في جميع أنحاء العالم سوى عشرين نسخة منذ هذه الحقبة الزمنية. ويرجح الخبراء أن هذه الخرائط قد تكون مصممة لهدف رمزي أو علمي، وكانت موجّهة للشخصيات السياسية التي تتحلى برؤية غربية فيما يتعلق بالتقسيمات الجغرافية والمنطقة التي كانت تحتلها المملكة اليابانية. وتنتمي هذه الخرائط إلى مجموعة نادرة من اللوحات التي تم إنتاجها في مملكة اليابان في عصر موموياما (1573 - 1615) وأوائل فترة إيدو (1615 - 1868). وترجع جذور إنتاج هذه الخرائط إلى أول مدرسة أقامها اليسوعيون الإيطاليون في اليابان، ولاحقا على يد اليابانيين بعدما نالوا استقلالهم. اللوحة الأولى لوحة تمثّل خريطة العالم، وهي مأخوذة عن الخرائط البحرية الأوروبية التي تعتمد نظام الإسقاط الأسطواني، ولا تهدف إلى وصف الأرض كجسم كروي إنما تشير إلى خطوط العرض اعتمادا على خطوط مستقيمة. وفي هذا النوع المميّز من الإسقاط الجغرافي تتسع مناطق القطبين الشمالي والجنوبي. أما على اللوحة الأخرى فتظهر اليابان على خريطة بدائية غير دقيقة. وما يثير الاهتمام هو أن هذه الخرائط كانت قديمة وغير مستخدمة في الوقت الذي رُسمت فيها، ففي عام 1690 قطعت الخرائط الأوروبية شوطا كبيرا وأحرزت تقدما بمستوى أعلى بكثير من حيث دقة المعلومات المعروضة على خريطة العالم. وبالمثل، توجد بالفعل خرائط أكثر دقة تصف المملكة اليابانية، غير أن مثل هذه الخرائط التي تصف اليابان أو العالم بدقة كبيرة كانت مقتصرة على أعضاء الحكومة العسكرية آنذاك. * مجموعة الأميرة حانوت طاوي أما العمل الثاني الذي ضم إلى مجموعة المتحف فيعبر عن الفن والإبداع لدى قدماء المصريين وعن أهمية الموت والحياة الأخرى في الفن المصري القديم. وتعود المجموعة الجنائزية للأميرة حانوت طاوي للسلالة الثانية والعشرين، وتقدم مثالا رائعا على أعمال التحنيط. والسبب وراء تميّز هذه المجموعة الجنائزية يُعزى إلى حالة الجسد المحنّط الممتازة وجودة الخامات وزخارف المواد المستخدمة في التحنيط المصنوعة من الكتان أو ورق البردي والجص العتيق. وتتجلّى مكانتها الشخصية وأهميتها على نقوش التابوت الذي يحتفظ بجسمها المحنط. ويحمي الأميرة مجسّم كرتوني غني بالزخارف ثمّ ثلاثة توابيت خشبية، اثنان منها لا تزال بحالة سليمة بينما لم يتبق من الثالث سوى أجزاء قليلة. ومن مدينة بروج ببلجيكا يعود أصل العمل التالي «كتاب الساعات»، وهو مخطوطة فنية تمت كتابتها في مدينة بروج ثم تصديرها إلى إنجلترا من قبل «ورشة عمل ويليام فريلانت» خلال الفترة 1470 - 1475 تقريباً. ويرجح أن تكون المخطوطة صنعت خصيصا لأحد الأساقفة الإنجليز الأثرياء. ورغم حركة الإصلاح الديني والدمار الذي لحقته بكل أشكال الفنون فإن نحو 250 نسخة من مخطوطة «كتاب الساعات» وجدت طريق النجاة، علما بأنها كانت في الأصل صادرة من الإقليم الفلامندي البلجيكي إلى السوق الإنجليزية خلال الفترة 1390 - 1520. ومن بين هذه المخطوطة كتاب «استخدام ساروم» تظهر فيها صفحات واضحة تصف مقتل «رئيس أساقفة كانتربري: القديس توماس بيكيت»، وأصل قصة اغتياله. وعرضت صفحات أخرى رسومات تصف جنون حركة تحطيم الرموز الدينية والدمار الذي سببته. أما باقي الصفحات الحالية فتُبرز الإبداع والجمال الفني الذي لا يُضاهى، وهي تتميّز بثرائها بالصور المرسومة (17 رسما بحجم صفحة كاملة، و8 صور بحجم نصف صفحة و22 توقيعا بالحروف الأولى)، إلى جانب إسناد من فنان معروف. * خوذة حماية من الدولة العثمانية تنتمي هذه القطعة إلى نوع محدد من الخوذ التي كان يرتديها محاربو إيران والأناضول خلال الفترة بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر. وساد الاعتقاد أن هذه الخوذة مملوكية، غير أنها بالأساس أناضولية المنشأ، تحديدا قبيلة آق قويونلو. وترمز الكلمات المكتوبة والشكل التصميمي إلى السلطة والقوة، وعادة كانت قطع الأسلحة الفاخرة بما فيها الخوذ يتم تصنيعها بهدف التزيّن في الاحتفالات وليس للحروب، كما أن مثل هذه التصاميم والزخارف الأمامية الرائعة سمة مميّزة في الحياة العسكرية بأغلب الدول الإسلامية، وذلك وفقا لما جيء في المخطوطات الإسلامية التاريخية. وكان يرتدي الأسلحة الفاخرة الرحّالة وشاعر بلاط السلطان قويونلو آق - خليل في الأناضول الشرقية. تتميّز هذه الخوذة الكبيرة الاستثنائية في تصميمها بنقوش دائرية متموّجة، تتناقص تدريجيا وتندمج من المحيط وصولا إلى أعلى الخوذة، وربما عمد مصمموها ذلك لتشبه الأقمشة المستخدمة في العمامات. وتغطي هذه الخوذة كليا زخارف انسيابية من الفضة المطعّمة وخلفية تكشف عن الزخارف المصنوعة بأسلوب التذهيب الأصلي. أما الجزء المركزي من الخوذة فيظهر منحنيا ومزينا بزخارف زهرية بفن الأرابيسك التي تتميّز بكونها «طويلة وملتوية»، في حين تنقسم الزخارف المرصّعة إلى خطوط أفقية تتألف من زخارف زهرية ومتشابكة. ومن بين هذه الخطوط الأفقية تظهر كتابات بخط «الثُلُث»، أما الجزء السفلي من الخوذة فيتزيّن بمجموعة من الزخارف الفضية المتموّجة. وتُرفق مع الخوذة شبكة حماية مصنوعة من وصلات الحديد المبرشمة والنحاس الأصفر، وهي تغطي محيط الخوذة بما في ذلك الجزء الأوسط. ويتم ربط هذه الشبكة المعدنية بالخوذة باستخدام حلقات صغيرة، والغرض منها هو حماية الرقية والأذن والوجه. * لوحة «ذا كاربيان باريد» ويفريدو هو رسام كوبي ولد في عام 1902 لأب صيني وأم إسبانية - كونغولية. يرجع تاريخ لوحة «ذا كاربيان باريد» إلى السنوات التي شهدت ذروة إبداع ويفريدو، ففور عودته إلى موطنه كان قد تحرر من القيود واشتعلت جذوة الوحي بداخله. وخلال الفترة 1943 - 1944 بالتحديد، تحرر ويفريدو من التراث الأوروبي لا سيما تأثره بالاتجاه الفني التكعيبي الذي اشتهر به الفنان بيكاسو والحركة البدائية الأوروبية، ونجح في خلق عالمه ولغته الخاصة مع التركيز على الثقافة الأفروكوبية.

مشاركة :