د. إبراهيم بن محمد قاسم الميمن

  • 4/5/2017
  • 00:00
  • 90
  • 0
  • 0
news-picture

الدكتوراه الفخرية لخادم الحرمين الشريفين: يوم تاريخي لجامعتنا العريقة، وتقدير مستحق لشخصية عظيمة. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد: فإن من المناسبات الكبرى، والأيام المشهودة في هذه الجامعة المباركة العريقة، جامعة الوطن، الجامعة التي أصبحت مطمحًا ومطمعًا يشار إليها بالبنان، وحققت بقيادة معالي ربانها، وقائد مسيرتها، ابنها البار، معالي الوزير الأستاذ الدكتور/ سليمان بن عبد الله بن حمود أبا الخيل - حفظه الله - معالم الريادة والتميز، وحقق لها قفزات نوعية في كل مجال، من أيامها ذلك اليوم المبارك الذي صدرت فيه موافقة مليكنا المفدى، وإمامنا المبارك، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله وأمد في عمره على الطاعة والإيمان - على تشريف الجامعة بمنحه درجة الدكتوراه الفخرية في مجال خدمة علوم القرآن الكريم، وإنها لمناسبة عظيمة، ويوم من أيام جامعتنا الغراء، وحدث من أهم الأحداث، بل إنه من أعظم المنجزات التي تسجلها الجامعة في مسيرتها التاريخية، وعطاءاتها الوطنية، والعالمية في تقدير مستحق، وإشادة تقصر دون الإحاطة بجهوده - أيده الله - وتذكير بما يجب علينا تجاه أعماله الجليلة، وإسهاماته الفريدة، التي تحدث بها القاصي والداني، في كل شأن، وفي هذا المجال العظيم خصوصاً، فلا مزايدة على أن الله جل وعلا امتن على وطننا الغالي بمنن عظيمة وآلاء جسيمة، وخصنا بما يستوجب الثناء والحمد. ومن أعظم مننه نعمة الإسلام والإيمان، والتمسك بهذه الشريعة الغراء، والمحافظة على الأصول الشرعية، والثوابت الجليلة، التي كانت - بعد فضل الله - سبباً لدرء هذه الفتن. ومن أعظم منن الله علينا أيضاً قيادتنا الرشيدة، ممثلة في مليكنا الموفق، وإمامنا المسدد، وولي أمرنا المبارك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن نايف عبدالعزيز، وسمو ولي ولي العهد النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهم الله -، أولئك الرجال الأفذاذ، والقادة الأماجد الذين صدقوا الله فصدقهم، وتحملوا مسؤوليتهم تجاه وطنهم وأمتهم، وفتحوا قلوبهم قبل أبوابهم، وحرصوا على كل ما يحقق الاعتزاز بهذا الدين القويم، فكانت قيادتهم وولايتهم - بعد فضل الله - سببًا في جمع القلوب، والتفاف المسلمين من شتى أقطارلعالم على هذه البلاد، وتميزت العلاقات الإقليمية والدولية، يحال كل ذلك على تقوية الثوابت التي قام عليها وطننا العزيز منذ عهد الملك المؤسس موحد هذا الكيان العظيم على عقيدة التوحيد وتحكيم شريعة الله وخدمة الوحيين، فهي دولة العقيدة والقرآن والسنة، دولة الحق والعدل، وهذا ما يشهد به القاصي والداني، والعدو قبل الصديق، والمواطن والمقيم على هذا الثرى الطاهر، والوطن المقدس المملكة العربية السعودية. إن مدلولات هذا القبول بمنح هذه الدرجة الفخرية من مقامه - أيده الله - لا يمكن أن توصف عبر كلمات، فجهود خادم الحرمين الشريفين في كل مجال واضحة للعيان، شهد بها كل أحد، وفي مجال خدمة القرآن الكريم على وجه الخصوص، تعد من أهم منجزاته وأعظم مآثره، فإمامنا حافظ كتاب الله عز وجل في سن مبكرة، واحتفى به والده في محفل عظيم غرس فيه وفي إخوانه هذه العناية التي لا تستغرب، وانعكس ذلك على شخصية مليكنا أيده الله، فها هو يدعم كل جهد وعمل وحراك يخدم كتاب الله، يرأس جمعيات للتحفيظ، ويرصد الجوائز والحوافز لذلك، ولا أدل على ذلك من مسابقة خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبدالعزيز الدولية والمحلية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره للبنين والبنات، وهي مسابقة عظيمة النفع، غزيرة الفائدة، امتدت لأكثر من خمسين عامًا، وانتفع بأثرها القاصي والداني، وذاع صيتها بين أبناء المسلمين في أنحاء المعمورة، وبلغت جوائزها وحوافزها ما نحتسب على الله أن يكون في موازين حسنات ولي أمرنا، ومجمع الملك فهد للطباعة الذي يزود المسلمين في كل أقطار الدنيا بأجمل وأميز طباعة وترجمات متنوعة أوصلت هداية القرآن ومعانيه لكل فرد في أنحاء المعمورة، جهود عظيمة وبذل سخي، وأعمال لا يمكن حصرها، والمقصود التدليل على جهوده - أيده الله - ولا يمكنني الإتيان عليها في مثل هذه الكلمات الموجزات. كما أن لها دلالة في تخصيص هذه الجامعة وتشريفها بذلك، فجامعتنا جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية جامعة معطاء، وهذه الأعمال الجليلة، والجهود المباركة، والسعي الدؤوب لتحقيق الريادة والعالمية، والعمل المتواصل ليلاً ونهارًا الذي لا يعرف الكلل ولا الملل آتى ثماره، وشهد الجميع بأن هذه الجامعة خطت خطى نوعية نحو الإبداع بكافة المجالات والمسارات، وهذا المنح تقدير من قيادتنا لمسيرة الجامعة ومنجزاتها في خدمة ثوابت هذه الدولة، واستحقت هذا التشريف بأن تكون مانحة لإمامناوولي أمرنا لهذه الدرجة العالمية الفخرية في هذا المجال الذي لا يزايد أحد على أهميته وفضل العناية به. وإننا نحمد الله أن منَّ على إمامنا ومليكنا، واختصه بهذه النعم، ثم يشرفني أن نرفع لمليكنا المفدى، وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التهنئة الخالصة بهذا الدرجة الفخرية التي نشعر أنها تاج فخار على منتسب لهذا الوطن ولهذه الجامعة، والشكر لله جل وعلا على توفيقه، والدعوات الصادقة، أن يتم الله سبحانه على مليكنا وإمامنا نعمه، ويسبغ عليه فضله، ويكلأه برعايته، ويجعل هذا التقدير والمنح من عاجل بشراه في الدنيا، ويدخر له أجزل المثوبة، وأعظم الأجر في الآخرة، والله المسؤول أن يحفظ علينا ديننا وأمننا، وقيادتنا، وأن يجعل أعمالهم زادًا لهم إلى رضوان الله وجنته، إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. - وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية والأستاذ في المعهد العالي للقضاء

مشاركة :