ملامح تحرك دولي على وقع مجزرة بـ «الكيماوي» في إدلب

  • 4/5/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت أمس تحركاتٌ دبلوماسية دولية، بعد مقتل عشرات المدنيين في بلدة خان شيخون بإدلب السورية إثر قصف جوي قالت مصادر عدّة إن النظام نفّذه مستعيناً بغازات سامة. وفيما نفت موسكو أي علاقة لها بالقصف؛ أكد المبعوث “الأممي” إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، أن الهجوم الكيماوي كان من الجو، داعياً إلى المحاسبة. ووفق مصادر؛ سيجتمع مجلس الأمن الدولي بصفة طارئة، مساء اليوم، لبحث الأمر. وأفاد الموقعان الإلكترونيان لوكالتي الأنباء “فرانس برس” و”رويترز”؛ بأن عدد القتلى اختناقاً جرّاء الهجوم على خان شيخون بلغ 58 مدنياً على الأقل. فيما ذكر اتحاد منظمات الرعاية والإغاثة الطبية، وهو تحالف إغاثي دولي مقره باريس، أن عدد القتلى بلغ 100 ومرشح للارتفاع، مع تسجيل إصابة 400 آخرين بمشكلات في التنفس. وأشار الاتحاد، في بيانه، إلى قصف البلدة، الواقعة في جنوب إدلب، في بادئ الأمر قبل توجيه ضربات إلى مركز “الخوذ البيضاء” للدفاع المدني المستقل ومشفى الرحمة. وجاء في البيان: “شاهدنا أكثر من 40 ضريبة منذ الساعة 6:30 (صباحاً)”. ودعت المعارضة السورية، على الإثر، مجلس الأمن الدولي إلى فتح تحقيق فوري. واتهمت نظامَ بشار الأسد بشن هذه الغارات، التي قوبلت بإدانة دولية بالغة. واستناداً إلى مصادر طبية؛ أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل “58 مدنياً على الأقل بينهم 11 طفلاً (دون سن الثامنة) صباح الثلاثاء جراء إصابتهم بحالات اختناق، إثر تنفيذ طائرات حربية قصفاً بغازات سامة على مدينة خان شيخون في محافظة إدلب”. وتسبّب القصف في عشرات حالات الاختناق الأخرى، التي ترافقت، وفقاً للمرصد، مع “أعراض إغماء وتقيؤ وخروج زبد من الفم”. ولم يتمكن المرصد من تحديد نوع الغاز المستخدم في الهجمات؛ وما إذا كانت الطائرات التي نفذتها سورية أم روسية. لكن واشنطن أعربت عن اعتقادها بأن قوات الأسد هي من نفذت الهجوم، في وقتٍ نفت وزارة الدفاع الروسية صلتها. واعتبرت المعارضة أن الهجوم يضع مفاوضات السلام السورية، في جنيف، في مهب الريح.المعارضة السورية: المواقف الهزيلة تجاه الأسد شجعته على معاودة القصف بالغازاتتحركات دولية غاضبة بعد هجوم «كيماوي» قتل العشرات في إدلب الدمام، عواصم – الشرق، وكالات تراوح بين 58 و100 عدد المدنيين الذين قُتِلوا اختناقاً أمس في محافظة إدلب (شمالي غرب سوريا)، في قصفٍ جوي ذكرت مصادر وجهاتٌ عدة أن النظام نفذه بغازاتٍ سامة. وأفادت وكالتا الأنباء «فرانس برس» و«رويترز»، عبر موقعيهما الإلكترونيين، بمقتل 58 مدنياً على الأقل، في القصف، الذي استهدف بلدة خان شيخون. في حين قدّر اتحاد منظمات الرعاية والإغاثة الطبية، وهو تحالف إغاثي دولي يموّل مستشفياتٍ سوريةٍ، عدد القتلى بـ 100 على الأقل؛ والمصابين بـ 400 يعانون من مشكلات في التنفس. ورجّح الاتحاد، ومقره في باريس، زيادةً في عدد الضحايا. وجاء في بيانٍ له «قرية خان شيخون ضُرِبَت في بادئ الأمر قبل توجيه ضربات إلى مركز الخوذ البيضاء للدفاع المدني في القرية ومشفى الرحمة»، و«شاهدنا أكثر من 40 ضربة منذ الساعة السادسة والنصف (صباحاً)». ودعت المعارضة السورية، على الإثر، مجلس الأمن الدولي إلى فتح تحقيقٍ فوري. فيما ذكر مراسلٌ لقناة «العربية» التلفزيونية أن المجلس سيجتمع اليوم للبحث في الهجوم. واتهمت المعارضة نظام بشار الأسد بشن هذه الغارات، التي قوبلت بإدانات دولية واسعة. واعتبر البيت الأبيض أن الهجوم غير مقبول ولا يمكن تجاهله. في غضون ذلك؛ أعلن محققون في جرائم الحرب، يعملون في إطار الأمم المتحدة، أنهم يحققون في الغارات إضافةً إلى تقارير عن هجوم لاحق على منشأة طبية يُعالَج فيها مصابون. وذكّرت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا، في بيانٍ من جنيف السويسرية، بأن استخدام أسلحة كيماوية وأي استهداف متعمد للمنشآت الطبية «سيرقيان إلى جرائم الحرب والانتهاكات الخطيرة لقانون حقوق الإنسان». ونبّهت اللجنة، المستقلة في تحقيقاتها والتي يرأسها الخبير البرازيلي باولو بينيرو، إلى وجوب «تحديد الجناة في مثل هذه الهجمات ومحاسبتهم».«زبد من الفم» ونقلاً عن مصادر طبية؛ أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل «58 مدنياً على الأقل بينهم 11 طفلاً (دون سن الثامنة) صباح الثلاثاء جراء إصابتهم بحالات اختناق، إثر تنفيذ طائرات حربية قصفاً بغازات سامة على خان شيخون (جنوبي إدلب)». وكانت حصيلة سابقة أفادت بمقتل 35 شخصاً اختناقاً. وتسبّب القصف في عشرات حالات الاختناق الأخرى، التي ترافقت، وفقاً للمرصد، مع «أعراض إغماء وتقيؤ وخروج زبد من الفم». ووفقاً لـ «فرانس برس»؛ لم يتمكن المرصد من تحديد نوع الغاز المستخدم في الهجمات؛ وما إذا كانت الطائرات التي نفذتها سورية أم روسية. لكن موسكو نفت تنفيذ مقاتلاتها أي ضرباتٍ جويةٍ على خان شيخون. فيما قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، إن «هجوم إدلب المروّع كان بالكيماوي من الجو»، مطالباً بتحديد المسؤولية. وشدد المبعوث في تصريحٍ من العاصمة البلجيكية بروكسل: «أنا على ثقة بأنه سيكون هناك اجتماع لمجلس الأمن بشأن هذا» للمطالبة بالمحاسبة. وتداول معارضون سوريون صوراً، على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهِر مسعفين من الدفاع المدني (المستقل) وهم يضعون كمامات ويعملون على رش المصابين، في خان شيخون، الممددين على الأرض بأنابيب المياه. ويظهَر في صورةٍ أخرى رجلٌ ممدّد على متن شاحنة فيما الزبد الأبيض يغطي فمه وجزءاً من وجهه. ومحافظة إدلب تحت سيطرة فصائل معارِضة، وتتعرض غالباً إلى قصف جوي تنفذه مقاتلات تابعة للنظام وأخرى روسية. كذلك؛ تستهدف غارات أمريكية، بصفة دورية، أشخاصاً في المحافظة تقول إنهم قياديون في فرعٍ لتنظيم القاعدة الإرهابي.المطالبة بتحقيق فوري واتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في بيانٍ، قوات النظام بتنفيذ الغارات على خان شيخون باستخدام «صواريخ محملة بغازات كيميائية سامة تتشابه أعراضها مع أعراض غاز السارين». وطالب البيان مجلس الأمن بـ «عقد جلسة طارئة على خلفية الجريمة» و»فتح تحقيق فوري، واتخاذ ما يلزم من تدابير تضمن محاسبة المسؤولين والمنفذين والداعمين المتورطين فيها وفق الفصل السابع». واعتبر الائتلاف أن قوات الأسد ما كانت لتقوم بذلك وتكرره «لولا المواقف الدولية الهزيلة التي لا تعبأ بحياة المدنيين». ويأتي القصف أمس بعد أقل من أسبوع من اتهام الائتلاف قوات الأسد باستخدام «غازات سامة» خلال قصف جوي استهدف الخميس الماضي مناطق في ريف حماة الشمالي؛ وتسبب، وفقاً للمرصد، في إصابة حوالي 50 شخصاً بحالات اختناق. وأفادت منظمة «أطباء بلا حدود»، في بيانٍ الجمعة الماضية، بأن مروحية ألقت، في الـ 25 من مارس، قنبلةً انفجرت عند مدخل مستشفى اللطامنة الذي تدعمه في شمال محافظة حماة، ما أسفر عن مقتل شخصين أحدهما طبيب جراح. ونقلت المنظمة عن الطاقم الطبي أن «أسلحة كيميائية» تم استخدامها آنذاك، مشيرةً إلى ملاحظة مشاكل في التنفس لدى مرضى ومعالجين. وخلال السنوات الثلاث الماضية؛ اتهمت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية قوات الأسد باستخدام أسلحة سامة لمرات عدة. لكن النظام، الذي لا تحظى بياناته بمصداقية كبيرة، ينفي صحة هذه الاتهامات، وكرر ذلك، الثلاثاء، إذ زعم مصدر عسكري تابعٌ له، في تصريح لـ «رويترز»، أنه ليس لدى الجيش النظامي أي نوعٍ من الأسلحة الكيميائية. غير أن إفاداتٍ عدّة تشير إلى عكس ذلك. وأعربت واشنطن اعتقادها بأن قوات الأسد هي من نفذ هجوم الثلاثاء. ونقلاً عن مرصد حقوق الإنسان؛ كتبت «رويترز» أن الهجوم على خان شيخون تسبب في عديدٍ من الاختناقات والإغماءات؛ وأن البعض كانت تخرج رغاوي من فمه. وذكرت مصادر طبية أن هذه الأعراض إشارةٌ إلى هجومٍ بالغاز. وأعلن رئيس الهيئة الصحية في إدلب، منذر خليل، أن الهجوم أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصاً وإصابة 300. ولفتت «رويترز» إلى اطّلاعها على صورٍ تُظهِر رجال إنقاذ يرشون أطفالاً، يتلوون على الأرض، بالمياه. كذلك؛ حصلت الوكالة على صورٍ تُظهِر أشخاصاً يتنفسون عبر أقنعة الأكسجين ويرتدون بزّات واقية في حين يحمل آخرون جثث أطفال. كما ظهرت جثث ملفوفة بملاءات وممدّدة على الأرض. وذكر المرصد أن المقاتلات استمرت في قصف خان شيخون بعد الهجوم «على مقربة من المركز الطبي حيث كان ضحايا الهجوم الأول يتلقون العلاج». وذكر شاهد أن معظم شوارع البلدة أصبحت خالية من المارة. ويقول معارضون سوريون إن النظام لم يتخلّ عن ترسانته الكيماوية بالكامل. وكانت حكومته وافقت في 2013 على تفكيك هذه الترسانة، بعد اتفاق روسي أمريكي أعقب تعرض الغوطة الشرقية، أبرز معاقل المعارضة قرب دمشق، إلى هجومٍ بغاز السارين في الـ 21 من أغسطس من السنة نفسها. وأُحصِي مقتل المئات إثر ذلك الهجوم، لكن تم التوصل إلى الاتفاق بين موسكو وواشنطن، بعد تهديد الأخيرة بشن ضربات على مواقع في دمشق. وقالت مصادر في الرئاسة التركية، أمس، إن الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، تحدثا بعد وقوع هجومٍ بالغاز في محافظة إدلب. وأفاد بيانٌ في أنقرة نُسِب إلى مصادر رئاسية بأن «الرئيس أردوغان تأثر باستخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين في إدلب. الرئيس قال إن مثل هذه الهجمات غير الإنسانية مرفوضة». وجاء في البيان أن الرئيسين شددا أيضاً على أهمية الحفاظ على الهدنة السارية في سوريا منذ أواخر ديسمبر الماضي برعاية بلديهما. ويتعرض اتفاق وقف إطلاق النار إلى خروقات عدّة تؤكد المعارضة أن قوات الأسد، المدعومة من روسيا وإيران التي تدير ميليشيات عدّة، مسؤولةٌ عنها. وفي موسكو؛ نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع أن طائراتها لم تشن أي ضربات جوية في إدلب. ونسبت الوكالة إلى الوزارة قولها الثلاثاء «لم تنفذ الطائرات العسكرية الروسية أي ضربات جوية قرب خان شيخون في محافظة إدلب».تحرك فرنسي وفي باريس؛ دعا وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرو، إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن بعد هجومٍ، وصفه بالشائن، بالغاز على إدلب. وقال الوزير في بيان: «وقع هجوم كيماوي جديد وخطير هذا الصباح في محافظة إدلب. المعلومات الأولية تشير إلى أن هناك عدداً كبيراً من الضحايا بينهم أطفال. أدين هذا التصرف الشائن». وشدد: «في ظل هذه التصرفات الخطيرة التي تهدد الأمن الدولي؛ أدعو الجميع إلى عدم التملص من مسؤولياتهم. ومع وضع هذا الأمر في الاعتبار؛ أطلب اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن». ووفقاً لـ «فرانس برس»؛ لم يتضح على الفور ما الإجراء الذي تريد أن تتخذه فرنسا العضو الدائم في المجلس. وكانت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة طرحت في فبراير الماضي مشروع قرار لفرض عقوبات تستهدف مسؤولي نظام الأسد، على خلفية اتهامات بشن هجمات بأسلحة كيماوية خلال النزاع المستمر منذ 6 سنوات. وطرحت القوى الغربية المشروع استجابةً لنتائج تحقيقٍ للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. ووجد التحقيق الدولي أن قوات الأسد مسؤولة عن 3 هجمات بغاز الكلور؛ وأن تنظيم «داعش» الإرهابي استخدم غاز الخردل في الأراضي السورية. فيما وصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مشروع القرار بأنه «غير مناسب تماماً». واستخدمت بلاده، بدعم من الصين، حق النقض (الفيتو) 7 مرات لحماية نظام الأسد. وأكد وزير الخارجية الفرنسي، في بيانه الثلاثاء، أن «استخدام الأسلحة الكيماوية يشكل انتهاكاً غير مقبول لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، وهو مثال آخر للوحشية التي يتعرض لها الشعب السوري منذ سنوات». واعتبر، قبيل اجتماعٍ في بروكسل لبحث المساعدات لسوريا، أن أوروبا لا يمكن أن تلعب دوراً في إعادة إعمار هذا البلد دون فترة انتقالية ذات مصداقية. بدورها؛ وصفت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موجيريني، الأخبار بشأن إدلب بالمروعة. وقالت من بروكسل: «هذا تذكير مأساوي بأن الوضع على الأرض لا يزال مأساوياً في عدة أنحاء في سوريا»، و»من الواضح أن هناك مسؤولية رئيسية من النظام لأنه يتحمل المسؤولية الرئيسية لحماية شعبه». في ذات السياق؛ اعتبر وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، أن الأسد سيكون مذنباً بجريمة حرب إذا ما ثبت أن نظامه مسؤول عن هجوم بأسلحة كيماوية على إدلب. وأبلغ جونسون الصحفيين خلال مؤتمر صحفي في العاصمة البريطانية لندن: «إذا ثبت أن نظام الأسد هو من ارتكبه .. فسيكون ذلك سببا إضافيا للاعتقاد بأنها.. جريمة حرب». وشدد: «قصف مواطنيك المدنيين بأسلحة كيماوية هو دون أدنى شك جريمة حرب .. ويتعين أن يُحاسب عليها».

مشاركة :