الحكومة التونسية تسعى لإنهاء حالة التهميش التي تعيشها تطاوين

  • 4/5/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الحكومة التونسية تسعى لإنهاء حالة التهميش التي تعيشها تطاوينالتحركات الاحتجاجية التي تعيش على وقعها العديد من مناطق ولاية تطاوين تدخل هذه الأيام أسبوعها الثاني على التوالي. ولم تهدأ حالة الغضب المتصاعد التي تخيم على شباب الجهة المطالب بفرص عمل، رغم تطمينات السلطات المحلية والمركزية. ويطالب المحتجون بتفعيل فوري للوعود الرسمية، فيما تقترح الحكومة الإنجاز على مراحل حسب ما تمليه أولويات الجهة، وإمكانيات الدولة.العرب  [نُشر في 2017/04/05، العدد: 10593، ص(4)]منطقة غنية وشباب عاطل تطاوين ( تونس) - زار وفد عن حكومة الوحدة الوطنية تطاوين مع دخول الاحتجاجات الشعبية في هذه الولاية الواقعة جنوب شرق تونس أسبوعها الثاني من أجل مطالب تنموية بالأساس. وأقر محمد الطرابلسي وزير الشؤون الاجتماعية أن تطاوين عانت تهميشا تواصل لعقود، مشيرا إلى أن حالة التهميش خلفت استياء وغضبا لدى أهالي هذه المنطقة. وأكد لدى زيارته للمنطقة ضمن الوفد الحكومي أن الأطراف الرسمية تسعى لتأسيس علاقة مع أهالي تطاوين تقوم على التشاور والتشارك في مناقشة الحلول والقرارات التي تخدم الجهة. وأضاف أن الحكومة ستتشاور مع المواطنين عن طريق ممثلين عنهم يحظون بثقتهم للقيام بالخطوات اللازمة لفائدة المنطقة. وقال الطرابلسي إن الحكومة بصدد تحديد الأولويات التي يجب مباشرتها في مجال التنمية والتشغيل والبنية التحتية. وزار وفد وزاري مكلف من قبل رئيس الحكومة يوسف الشاهد المنطقة التي تعيش حالة احتقان منذ أيام احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية والتنموية المتردية. ويتكون هذا الوفد الرسمي من وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي، ووزيرة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة هالة شيخ روحو، والناطق الرسمي باسم الحكومة إياد الدهماني، وكاتب الدولة للاتصالات حبيب الدبابي، والرئيس المدير العام لصندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية عماد التركي. واجتمع الوفد الحكومي بمسؤولي الجهة وممثلين عن المواطنين والمجتمع المدني والأطراف النقابية بتطاوين بمقر الولاية لبحث مطالب المتظاهرين واحتياجات الجهة الأولية خاصة ما يهم التشغيل والتنمية والبنية التحتية. ويعتبر هذا الاجتماع استكمالا لاجتماعات الأطراف الحكومية التي كانت قد بدأتها منذ انطلاق الاحتجاجات بمقر رئاسة الحكومة لدراسة الأوضاع والنظر في مطالب المحتجين.محمد الطرابلسي: تطاوين تعاني التهميش منذ عقود وهو ما خلف استياء وغضبا لدى الأهالي وتطورت الاحتجاجات الميدانية في تطاوين لتشهد توسعا شمل العديد من مناطق الولاية. وقطع المحتجون مساء الاثنين العديد من منافذ المدينة منها الطرقات التي تسلكها شاحنات النفط والغاز، والطريق المؤدية إلى المعبر الحدودي البري مع ليبيا الذهيبة-وازن. وتنشط في الجنوب التونسي، وخصوصا بمحافظة تطاوين التي يقدر إجمالي السكان فيها بنحو 149.4 ألف ساكن، العديد من الشركات الأجنبية العاملة في مجال التنقيب في المخزون الكبير الذي تزخر به المحافظة من نفط وغاز. والتقى عدد من الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية وجمعيات المجتمع المدني بتطاوين الإثنين بمقر الاتحاد المحلي للفلاحين لتدارس الوضع بالجهة. وغاب عن الاجتماع ممثلون عن المحتجين، كما انسحب الاتحاد المحلي للشغل بسبب حضور اتحاد عمال تونس، وانسحبت أيضا حركة الشعب والحزب الجمهوري والتكتل ومنظمة كوناكت. وأدى اعتصام محتجين أمام مقر الشركة المحلية للنقل بتطاوين إلى تعطل حركة الحافلات خاصة المعنية بالنقل المدرسي، حيث تعذر على البعض من التلاميذ الالتحاق بصفوفهم الدراسية. كما انتشرت خيام وتجمعات معتصمين بمناطق عديدة من تطاوين. ويتفق الأهالي على حاجة المنطقة إلى إجراءات حكومية تنقذها من حالة التهميش التي تعيشها، على غرار الكثير من الجهات الداخلية في البلاد، حيث نتج عن هذا الأمر وضع مترد على جميع المستويات. غير أن توسع رقعة الاحتجاجات واتجاهها المتواصل نحو التصعيد أكثر فأكثر أصبحا يثيران المخاوف. ودفعت هذه التطورات والأوضاع الأمنية المتأزمة وحالة الاحتقان العديد من الأطراف إلى المطالبة بتدخل حكومي عاجل يجنب تطاوين المزيد من تأزم الأوضاع. ويحتج الشباب للمطالبة بتوظيفهم في حقول النفط، أو توفير فرص عمل أخرى. ويرون أنه من المفارقة أن يكون هنالك عدد كبير من الشركات الأجنبية في تطاوين في وقت تشهد فيه المدينة أعلى معدّلات البطالة في البلاد. وقال الطيب المدني النائب عن حزب نداء تونس بتطاوين في مجلس نواب الشعب “نساند السكان في مطالبهم، ونؤكد ضرورة الالتزام بالطابع السلمي للاحتجاجات، وينبغي التوصل إلى حل لمعضلة تسريح أبناء تطاوين ممن كانوا يعملون في حقول النفظ”. وتؤكد المعطيات الرسمية أن نسبة البطالة في تونس بلغت خلال الربع الأخير من العام 2016 نحو 15.5 بالمئة. ويرى المتابعون للشأن التونسي أن البعض من الأحزاب المعروفة بتأثيرها في جنوب البلاد تريد أن تتوسع دائرة الاحتجاجات لإثبات فشل الحكومة، وغاياتها في ذلك سياسية بحتة. وكانت السلطات المحلية قد تفاوضت مع المحتجين منذ أيام وتوصلت إلى وقف التحركات، غير أن عدم التفعيل الفوري للوعود سبب تجدد الاحتجاجات. وقاطع البعض من شباب تطاوين المطالبين بفرص عمل اجتماع الوفد الحكومي الذي زار الولاية، بعد أن قال وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي إنه لا وجود لحلول فورية لمشاكل الجهة. وذكر المتحدث باسم الحكومة إياد الدهماني خلال الاجتماع إن وضع الحلول للصعوبات التنموية التي تعيشها تطاوين يجب أن يكون بشكل تدريجي، حسب ما تمليه أولويات الجهة، والتي يتم تحديدها بمشاركة الشباب العاطل عن العمل.

مشاركة :