رحمك الله يا فقيدنا الغالي “أبا خالد”

  • 4/5/2017
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

لم أكن أتصور أن فقد العزيز مرٌ بهذه الصورة ، ولَم أكن أعرف حتى الشعور الذي يداهم الفاقدين من الحزن و الألم ، و كنت أحسب أن الفقد ليالٍ عدة ثم يتلاشى معنى الفقد فيصبح نسياً منسيَّا . لكن الحياة علمتني .. و الحياة كفيلة بالتعليم .. أن فقد العزيز مثل غصة بقبضة من الشوك في نزولها ألم في طلوعها عذابُ . و كنت أحسب أن فقد العزيز هو غياب عن العين ، لكني تعلمت أنه حضور في القلب كل حين . و كنت أرى أن بعد الفقد عهد و جيلٌ جديد ، لكني تعلمت أن بعد الفقد خسرانٌ كبيرُ . رحمك الله يا فقيدنا الغالي .. فبفقدك فقدنا الأب المعطاء .. ذو الأخلاق عالية .. فأنت أصبحت مثلاً سامياً في التعامل و التآلف و احترام الآخرين ، و خاصةً التواضع الذي اتسمت به فرفع الله قدرك بسببه تحقيقاً للقول المأثور : ( من تواضع لله رفعه ) . الموت بالنسبة لنا عبرة و سؤال يبعث على الدهشة و القلق و الذعر .. ولكنه بالنسبة للكون شيء آخر ، إنه ضرورة حتمية حتى إذا جاء خلقٌ جديد وجد له مكاناً على هذه الارض .. و حياة لأن الحياة إذا خلت بالموت امتلأت بالأحياء الجدد .. و فضيلة لأنه إخراج للإنسان الفاضل إلى عالم أفضل .. و نعمة لأن ذلك مذكور في القرآن الكريم في سورة الرحمن : (( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ * فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ )) الرحمن . و آلاء هي مجموعة نِعْم .. و يقول الدكتور مصطفى محمود : الموت يبدو مكملاً للحياة بل إنه بانٍ في ثوب هادم و حاول أن تتخيل الدنيا بلا موت من آدم عليه السلام إلى هذه اللحظة ؟! ( فاللهم أنزل الماء على قبور من اشتقنا إليهم .. و أروهم برحمتك .. و اغسلهم بالماء و الثلج و البرد .. اللهم اسقهم غيثاً ترتوي منه أرواحهم .. و تغسل معها ذنوبهم .. يا رب اغفر بأرواح تراها و لا نراها .. ضمها تراب القبر فاشتقنا لها وهي عندك .. يا رب اجعل مأواهم الجنة .. و ارحمهم بواسع رحمتك .. إنك أنت الغفور الرحيم ) رحمك الله يا أبا خالد ( أحمد عبدالرحمن اليوسف ) و أسكنك فسيح جناته .

مشاركة :