رحمك الله يا أمي ... يا فقيدة قلبي

  • 12/21/2018
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

إلى من يسأل عن حالي وعن سبب غيابي! أقول له، أنا لست على خير حال... فإن فراق أمي موجع أشعل في قلبي ناراً لا يطفئها سوى الله سبحانه وتعالى. فمنذ وفاة أمي وحزني في قلبي كبير ومصابي فيها جليل... فحتى اليوم لم أفق من صدمة موتك يا أمي وألم فقدانك. آآه يا أمي... عندما سمعت خبر وفاتك توقفت نبضات قلبي وتجمدت الدماء في عروقي وصرختي خرجت كاللهب من جمرة اشتعلت في قلبي. فاعذروني بعد رحيل أمي، فلم أعد أنا كما أنا، ولم تعد للسعادة عندي معنى... غابت ضحكتي وتبعثرت خطوتي وتشتتت أفكاري، فأصبح العالم في عيني صغيرا وفراغا كبيرا. آآه يا أمي كم كانت صعبة علي أن أكتب هذه الكلمات، فيدي تترجف وقلبي يعتصر، وما أن امسح دمعي حتى يحل مكانه دمع آخر... يتسابق الدمع في عيوني التي افتقدت رؤيتك وغاب عنها نور وجهك. ما أصعب رثاءك يا فقيدة قلبي... ما أصعب الحياة بعدك. والله لم أعرف معنى الفقدان إلا بعد رحيلك. ولم اعرف معنى الحرمان إلا بعد حرماني من سماع صوتك وانتِ تناديني. اشتاقت يداي لاحتضانك. واشتاقت شفتاي لتقبيلك. فان آخر قبلة قبلتك اياها كات قبلة الوداع... ذاك الوداع في ذلك المكان الموحش وانت مُسجَاة بلا حِراك، ويداي تمتدان إلى جسدك لكي تغسلك. ما أجمل ضفائرك. هل تذكرين عندما كنت صغيرة تضفرين شعري، وها أنا اليوم أضفرك واحتضن يدك إلى قلبي، لأني على يقين بأني لن أراك بعدها، فهذه آخر قبلة لي على جبينك... آآه يا أمي، للمرة الأولى أقبلك ولا تقبليني ولا تنظرين إلى عيني. فقط هي عيناي التي تراك وعيناك مغمضة بلا حراك. وداعاً يا أم صلاح. وداعاً لا لقاء بعده إلا في الفردوس الأعلى، بإذن الله تعالى وبرحمته... رحمك الله يا أم الفقراء والمساكين والمحتاجين. رحمك الله يا صاحبة مجالس الذكر وعلوم الدين. مكانك في بيتك (حلقة النور) حلقة الذكر وتلاوة القرآن قد أظلم بعد رحيلك. اللهم أنر قبراً وضعت فيه قطعة من قلبي... اللهم ارحم أمي واجعل المسك ترابها والحرير لباسها وفراشها والولدان المخلدون خدامها. اللهم اسقها من حوض نبيك محمد صلى الله عليه وسلم شربة هنيئة مريئة لا تظمأ بعدها... اللهم اكفها كلّ هول دون الجنة واجعل مثواها الفردوس برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم هذا دعائي لأمي رحمها الله ولجميع موتى المسلمين اللهم آمين. لا تلوموني فمصابي جلل والفقيدة هي أمي... فكلماتي هذه رثاء لأمي ووصف لحالي وليس اعتراضا على أمر الله سبحانه وتعالى. فما بين آخر مقالة كتبتها وأمي رحمها الله كانت على سرير المرض وبدأت صحتها تتعافى، وبين هذه المقالة وأمي تحت التراب قد واراها الثرى، عشت أياما لا يعلمها سوى الله سبحانه وتعالى... فحزن القلب لا يؤاخذ به العبد إذا لم يصحبه اعتراض على قدر الله تعالى.Najat_164@hotmail.com

مشاركة :