ما إن تهدأ أمواج بحر الاتحاد المتلاطمة بين جماهيره التي شكلت معادلة قاسية في حب الكيان وعشقه حتى تعود تلك الأمواج إلى سابق عهدها ويعود بحر الإتحاد هائجاً لاتكاد تقوى على الإبحار فيه أي سفينه ولايكاد ينجح في قيادتها أي ربان. ذلك هو حال الكيان الإتحاد في السنوات الأخيرة ، حيث تنقسم الجماهير بين مؤيد ومعارض لإدارة النادي وذات الحال ينطبق على الإعلام الإتحادي حتى باتت الصورة غير واضحة المعالم ، ويكتنفها الغموض وأصبح كل فريق يبحث عن أخطاء وهفوات ليطعن بها الآخر في لحظات مؤلمة المتضرر أولاً وأخيرًا منها هو النادي. ولا تختلف ادارة المهندس حاتم باعشن عن سابقاتها كثيرًا حيث نجح الراحل أحمدعمر مسعود بداية الموسم الحالي في توحيد الصف الإتحاد خلف ادارته جماهيراً ، وإعلاماً وحظي بدعم لم يسبق لرئيس أن حظي به عقب إقالة منصور البلوي الرئيس ” الذهبي ” لنادي الاتحاد في العام 2007 م ، إلا أن للقدر أحكام فكان حكمه على المسعود الرحيل عن هذه الدنيا بعد أن نجح في إيجاد توليفه جماهيرية وإعلامية موحدة خلف إدارته انصهرت في قالبها كل التكلات الجماهير الإتحادية وإحتوت كافة الأطياف الشرفية للكيان الاتحادي.ليتم تكليف المهندس حاتم باعشن خلفًا لمسعود بقرار من رئيس الهيئة العامة للرياضة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد في سبتمبر 2016 م ، وهي التركة الثقيلة التي استلمها باعشن وحظي بذات الدعم بداية استلامه لزمام الأمور الإدارية في نادي الاتحاد إلا ذلك لم يكن سوى السكون الذي يسبق العاصفة الإتحادية في بحره الذي ” لايبقي ولايذر ” ، وبات باعشن يصارع أمواجاً عاتيةً في هذا البحر وعصفت به عواصف غيره من الرؤساء الذين سبقوه من خلال “تحزب” الجماهير وتكتلات الإعلام الإتحادي بين مؤيد وبين معارض، بين من يتصيد الأخطاء ويصعدها وبين من يوضح الإيجابيات ويثني عليها ويستشرق مستقبلاً جميلاً للإتحاد مع هذه الإدارة . بدايةً نجح باعشن في البعد عن التشنج الإعلامي والتصريحات الإعلامية وسار على ذات النهج لسلفه أحمد مسعود ، ولكن القضايا المالية التي أثقلت كاهل العميد اجترت هدوء الرجل وصمته إلى ساحة الإعلام والتصاريح النارية ، والبيانات الإعلامية التي رأى فيها البعض تسرعاً في إصدارها أو الحديث عنها معللاً ذلك بأنه أشبه باللعب بالنار في نادي يحتاج لتعامل خاص ورؤية استثنائية في إدارة دفته الإدارية ، ولم تلبث هذه الإدارة إلا قليلاً حتى انهالت عليها القضايا المؤلمة واحدةً تلو الأخرى حيث تم حسم ثلاث نقاط من رصيد الفريق الأول لكرة القدم بنادي الإتحاد المشارك في دوري “جميل” السعودي للمحترفين وذلك بسبب قضية اللاعب الأرجنتيني مانسو وهو القرار الذي إعتبره الطرف الآخر فشل وفشل ذريع جداً لباعشن خصوصاً وأن إدارة النادي أكدت بأن هناك خطأ في إجراءات سداد مبلغ (9000) دولار فقط هي المستحقه للاعب الأرجنتيني ولكنها كلفت الإتحاد خصم ثلاث نقاط واجترت معها سيل انتقادات وفتح باب الجحيم على ادارة باعشن. استمر الرجل يعمل ويسعى لإستعادة الثلاث نقاط إلا أنه فشل في ذلك ، كما أن الأزمة المالية الخانقة التي يعاني منها الإتحاد كلفت ادارة باعشن الإعلان رسمياً عن عدم إستكمال الشروط الموجبة للمشاركة بدوري أبطال آسيا النسخة الحالية وهو ما أحزن الجماهير الاتحادية كون هذه البطولة هي البطولة المفضلة للنمور ولكن تمشي الرياح بما لاتشتهي السفن، ولم تنته الكوارث التي كلما انتهت واحدة تطل أخرى برأسها على إدارة باعشن حيث وجه الفيفا لطمة موجعة لإدارة نادي الإتحاد بإصدار قرار بحرمان النادي من التسجيل لفترتين قادمتين نظير عدم الإيفاء بسداد مبلغ “مليون” يورور للمحترف الأسترالي ترويسي والذي سبق وأن مثل الإتحاد في فترة رئاسة ابراهيم البلوي للنادي. تلك الأحداث التي شهدتها الفترة اليسيرة التي أشرف عليها حاتم باعشن كرئيس مكلف لنادي الإتحاد وفشل الإدارة في تداركها أو معرفة أحداثها مسبقاً جعل الجماهير الإتحادية تتخوف من إدارة باعشن وطريقة عملها العشوائية إضافة إلى نقد بعض الجماهير لهذه الإدارة من خلال طرحها الإعلامي مؤخراً والذي رأت فيها إساءة لشخصيات اتحادية تحظى بحب ودعم جماهيري كبير، أيضاً إنتقدت تلك الجماهير غياب الشفافية في ادارة المهندس من خلال عدم اصدار أي بيان يوضح وضع القضايا المنظورة لدى الفيفا وتخص نادي الاتحاد، ولم تصدر ادارة النادي أي توضحيات حيالها وكذلك عدم معرفة الجماهير الاتحادية بنتائج زيارات الرئيس ومحامي النادي للفيفا ومصير القضايا التي لازالت عالقة وتشكل خطر على نادي الإتحاد خوفاً من إصدار عقوبات غير متوقعة ، كما أن حديث الإدارة الاتحادية عن عدم معرفتها ببعض القضايا إلا بعد صدور العقوبات يجعل جماهير الاتحاد المنتقدة لإدارة المهندس تطالب برحيلها نهاية الموسم الحالي والرجوع لصناديق الإنتخابات لاختيار رئيس منتخب وهو الحل الأمثل والأكثر عدلاً من وجهة نظرها.وعلى النقيض الآخر جماهير اتحادية مؤيدة لبقاء باعشن ترى بأن الرجل يجتهد ويعمل وماحدث من قضايا عوقب بموجبها نادي الاتحاد لاعلاقة للرجل بها لا من قريب ولا من بعيد ، كونها قضايا تخص إدارات سابقة للنادي أيضاً عزوف أعضاء الشرف عن الدعم والإبتعاد عن النادي كان له وقع جسيم نتج عنه شح في الموارد المالية للنادي ، وعلاوةً على ذلك يؤكد مؤيدي باعشن بأن إدارته نجحت في خطف كأس ولي العهد في ظل هذه الظروف ونجحت في إيجاد توليفة بين لاعبي الإتحاد والجهاز الفني والإداري وظهور روح الإتحاد على لاعبي الفريق إضافةً إلى ثقة اللاعبين في الإدارة الحالية وهذا أمر إيجابي من وجهة نظرها. إذن، في الاتحاد الجماهير لا يمكن أن ترضى على الرئيس وباتت الصراعات الجماهير والإعلامية تنهك جسد التسعيني الوقور الذي بات لاحول له ولاقوة ، في لحظات ترقب لمصير بلاشك محتوم ومنظور في القريب العاجل فإما تكليف عاماً آخر لباعشن وإما العودة لصناديق الانتخابات لاختيار رئيس منتخب لأربعة مواسم قادمة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: نار الخلاف تشعل مدرج الاتحاد بين مطالب بالانتخابات وبين منادٍ بــ «باعشن»
مشاركة :