واشنطن - من البديهي ان العدسات اللاصقة تخطت منذ وقت ليس قصير دور تصحيح النظر وتغيير لون العين، وبعد ظهور عدسات لاصقة للرؤية اليلية واخرى تعيد البصر للمكفوفين اعلن باحثون اميركيون عن اخر صرعة بعدسات تتابع حالة الجسم الصحية وتنبه مستخدميها عند حدوث خلل ما. وكشف فريق بحثي من جامعة ولاية أوريغون يقوده البروفيسور غريغوري هيرمان جهاز استشعار بيولوجي شفاف يمكن إضافته إلى العدسات اللاصقة للكشف عن أعراض مجموعة من الحالات الصحية. وكانت الغاية من المشروع في البداية مساعدة المصابين بمرض السكري على مراقبة مستوياته في دمهم، لكن يتوقع الباحثون ان تتمكن العدسة في مستقبل قريب من الكشف عن الحالات الطبية الأخرى، وربما حتى السرطان. وحاليا يمكن لمرضى السكر الراغبين بمراقبة مستويات السكر في الدم باستمرار القيام بذلك عن طريق زرع أقطاب كهربائية تحت الجلد، لكن هذا الحل قد يكون مؤلما ويُسبب تهيجا للجلد والتهابات من جانبها، يمكن للعدسات اللاصقة التي تستعمل لمرة واحدة فقط أن تكون أكثر عملية وأمنا. واعتمد العلماء في تصنيع العدسة على مادة شبه موصلة مؤلفة من أكسيد الزنك والغاليوم، وهي ذات المادة التي أحدثت ثورة في مجال الإلكترونيات، وسمحت بتطوير شاشات عالية الدقة لأجهزة التلفاز، والهواتف الذكية، والكمبيوترات اللوحية. وصنع الفريق صحائف شفافة من ترانزستورات من المادة المذكورة وإنزيم يفكك سكر الدم. وعندما يحدث تماس بين العدسات اللاصقة والجلوكوز، وذلك من آلية مضمنة في العدسات اللاصقة تقوم بكشف مستويات تركيز الغلوكوز في دمع الإنسان، فإن الإنزيم يقوم بأكسدة سكر الدم، مما يؤدي إلى تغيير مستوى حموضة الخليط، وبالتالي إحداث تغيرات قابلة للقياس في شدة التيار الكهربائي الساري من خلال الترانزستورات. ويُقدر البروفيسور هيرمان بأنه يمكن زرع أكثر من 2.500 حساس حيوي في مساحة ميلليمتر مربع واحد فقط من العدسات التي اشرف على تصنيعها. يُذكر أن الحساسات الحيوية لا تزال في مرحلة التطوير، لذا لم يحدث بعد أن أُرفقت مع عدسات لاصقة. وفي نهاية المطاف، سوف تُنقل البيانات الصحية المسجلة عن طريق الترددات الراديوية إلى مستقبل، وستكون تلك إشارات الترددات الراديوية سبيل إمداد الجهاز بالطاقة. وأشارت البروفيسور هيرمان إلى أن العدسات اللاصقة التي يعملون على تطويرها تشبه إلى حد كبير العدسات اللاصقة التي كشفت عنها شركة غوغل في عام 2014، ولكنه ا يعتقد أن فريقه قادر على تطوير عدسات لاصقة شفافة تماما. وكانت عملاقة الانترنت كشفت قبل ثلاثة سنوات عن عدسات تعتمد على رقائق لاسلكية بالغة الصغر بدلًا من الترانزستورات الشفافة، إضافة إلى حساس للغلوكوز.
مشاركة :