الهروب ليس في قاموسي

  • 4/6/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن يهرب الوكرة من فخ الهبوط، عطفاً على التراكمات السابقة التي جعلته أسيراً لمنطقة الخطر طيلة المواسم السابقة، وكان دائماً يتمسك بطوق النجاة في المراحل الأخيرة، ومع هبوط الوكرة إلى الدرجة الثانية كان لا بد من البحث عن الأسباب مع المدير الفني للفريق قيس اليعقوبي الذي تولى المهمة خلفاً لماوريسيو.«العرب» زارت اليعقوبي بمكتبه في الوكرة وكان هذا الحوار الخاص: بدايتكم كانت مبشرة بالتعادل في أول مباراة مع السد، لكن الرياح جرت عكس ما تشتهي، ماذا تقول؟ - بالنسبة لي عملية التقييم لم تكن ممكنة بعد مباراة السد لقصر الفترة، ولكني شعرت بالخطر بعد فوزنا بخماسية على السيلية، وفي كل الأحوال يمكن القول إن مباراة السد كانت مهمة جداً، لأنها كانت المفتاح للتعرف على أجواء الفريق والولوج للنادي بمعنويات كبيرة، ولكن مباراة الشحانية أباحت لي بكثير من الأسرار، وأوضحت حقيقة الفريق ولو تم تمديد المباراة لـ 5 دقائق أخرى لخسرنا المباراة، والحال ذاته أمام لخويا تعادلنا بعد أن تقدمنا 3-0، وعموماً هبوط الوكرة مرده إلى التراكمات وعدم التوفيق في المحترفين وإهدار الفرص الكثيرة. وما أهم الأسباب التي أوصلت الوكرة إلى هذه المرحلة؟ - معدل أعمار لاعبي الوكرة مرتفع جداً بالنسبة للمحليين، أكثر من 10 لاعبين فوق سن الـ 31، فضلاً عن أن الفريق لديه أدنى معدل من القامات والطول وهذه مسألة سلبية جداً، وهناك كثير من اللاعبين تحت 150 سم، وهذا لم يساعدنا في الالتحامات والكرات الرأسية. وهل دفعك ذلك لإعطاء الفرصة للشباب؟ - المدرب دائماً بحاجة للبحث عن الأفكار البديلة، ولو كانت وضعيتنا في الوكرة كما هو الحال في الغرافة بعيداً عن الضغوط لكان للاعبي الوكرة الشباب شأن كبير، فالغرافة -مثلاً- كان بمنأى عن أي صراع، لذا كانت الفرصة ملائمة للدفع بالشباب، والوكرة يملك الكثير من الخامات أمثال عبدالرحمن فخرو وعبد الرحمن مسعد وناصر مفتاح وجاسم الجلابي وأحمد جاسم، وليد صالح ومعاذ السالمي، وهؤلاء يجب أن توفر لهم الظروف ليندمجوا بسرعة وهذا ما لم نجده، ورغم ظروفنا القاسية إلا أنني امتلكت الشجاعة للزج بالعناصر الشابة، وراهنت على أن «عيال النادي» هم الأجدر بالفرصة، مع التأكيد على أهمية المحترفين، الوكرة كان أفقر نادٍ فنياً في الدوري، ولم يكن لدينا اللاعب السوبر، لذا لعبنا دوماً على مبدأ ردة الفعل وحسب قدرات المنافس. وهل كان بالإمكان أفضل مما كان؟ - لم أقصر ولكن لم أنجح، والمدرب في مسيرته «طالع نازل»، وأقول دائماً إن المدرب تصنعه القيمة الفنية للاعبين، وعدا ذلك عندما نحرم من جهود حمود اليزيدي وسلطان بريك وهما من أفضل أوراقنا في الجبهة اليسرى، فلا شك أن الفريق سيتأثر كثيراً، وهو ما أجبرنا على تغيير مركز محسن متولي عدة مرات. ومن تلوم فيما حدث مع الوكرة؟ - لا أتهرب من مسؤوليتي، ولا أخجل من عدم التوفيق، فأنا بشر أصيب وأخطئ، ويجب أن أُحاسب قياساً بالإمكانات الموجودة. الكل أجمع على عدم توفيق المحترفين، خاصة أنك كنت تعول كثيراً على ايبارا ويوسوفا، ماذا تقول؟ - بلغة الأرقام ايبارا ويوسوفا من أحسن اللاعبين في الدوري التونسي، وكانا محط أنظار عدة أندية تونسية، وعندما رشحتهما لم يكن من خلال الفيديو، وإنما بناءً على أرقام، ولكن إمكانات اللاعب شيء، والتوفيق شيء آخر، كما أن الحظ عاندنا، ولو سجل ايبارا أمام الخريطيات ومعيذر والشحانية والعربي، لكنا في وضعية أخرى. هناك أنباء تقول إن اليعقوبي مستمر مع الوكرة فهل هذا صحيح؟ - التقييم دائماً يكون بعد الموسم، ولكن النادي لم يفاتحني بالتجديد، ولست مستعجلاً فأنا لدي عروض أيضاً. إذاً لا توجد مفاوضات بينك وبين إدارة الوكرة! - على الإطلاق لم يحدث شيء من هذا. وهل العروض التي تلقيتها من قطر؟ - أخلاقياً لا يجوز الحديث عن أية تعاقدات محلية أو خارجية، وما زال يربطني عقد مع الوكرة. وهل تضمن عقدك مع الوكرة شروطاً معينة؟ - العقد ينتهي في 15 يونيو ولا يحتوي على أية تفاصيل أخرى. لنتحدث عن تعاقدكم الأخير مع سنحاريب ملكي، خاصة أنه لم يلعب مع أي نادٍ منذ 8 أشهر. - هامش الاختيار بالنسبة لي كان معدوماً، ولم يكن أمامنا سوى سنحاريب أو مروان الشماخ، والتعاقد مع الأخير كان سيعتبر مجازفة لأنه صاحب تاريخ فقط، لذا توجهنا لسنحاريب وهو لاعب دولي سوري يجيد اللعب في الهجوم، وسبق له اللعب بالدوري البلجيكي والتركي والهولندي. وماذا عن علي رحيمة والانتقادات التي تعرض لها؟ - الإدارة فكرت في تغييره، لكني أول من سانده، هو ممتاز ولديه تجربة، وإن كان لا يمر بأفضل حالاته البدنية، ولست نادماً على ثقتي فيه. وفي حال استمرارك مع الوكرة هل ستعتمد على بعض المحترفين الموجودين حالياً؟ - من الصعب أن تتحدث عن المرحلة المقبلة، وأنت لا تعرف مصيرك، ولكن الدرجة الثانية ليست سهلة على الوكرة، وسيعاني الفريق إذا لم يعد بسرعة. ما تعليقكم على غضب جماهير نادي الوكرة؟ - جماهير الوكرة الذين يحضرون المباريات أو لا يحضرون، يشخصون الحال بالنتائج، بينما هناك العديد من المسائل التي لا يعرفونها، هناك مواضيع داخلية لا يعرفونها وردة فعلهم من باب ألم وحرقة وحسرة، ولكن الجماهير هل دقت ناقوس الإنذار في السنوات الخمس الأخيرة أم لا؟ والكل يجمع أن مشكلات الوكرة ليست في هذا الموسم فقط، و»الفاس وقعت على الراس» مع اليعقوبي فقط. وأنا لم أشاهد جماهير الوكرة إلا القليل في مباراة معيذر، كنت أدرب نادي الإفريقي، ويتابع تدريباتنا 2000 مشجع، وفي كل مباراة يحضر ما لا يقل عن 40 ألف، أنا أتفهم غضبهم ولكن على جمهور الوكرة القيام بالمبادرة، ومن حقهم النقاش مع إدارة النادي وعتابهم بضوابط أخلاقية، والتعبير عن رأيهم بحرية كاملة، وأنا لست محامي الإدارة، ولا أعتقد أن الإدارة قصرت مع النادي. قرار هبوط 4 أندية هل ظلم الوكرة؟ - هبوط 4 فرق سيقلل من نسبة المباريات للاعبي المنتخب، و22 مباراة ليست كافية لتطوير اللاعب القطري، لا أنتقد القرار ولكن سؤالي: هل نسبة المباريات التي سيلعبها اللاعب كافية وهل ستطوره؟ عرض الطرابلسي رحب اليعقوبي بترشيح مواطنه سامي الطرابلسي لتدريب منتخب تونس وقال: «لا ننسى ما قدمه الطرابلسي للمنتخب التونسي، وهو صاحب تاريخ كبير بحصوله على كأس إفريقيا للاعبين المحليين، وهو من المدربين القلائل الذين وفقوا بصناعة غرفة ملابس نظيفة بين اللاعبين المحليين والمحترفين، والتفكير بالطرابلسي بسبب كفاءة هذا المدرب، وما يفعله مع السيلية يؤكد أحقيته في قيادة نسور قرطاج، وأتمنى له النجاح». «^» ستعرف وجهتي قلنا لليعقوبي إنه في حال لم يستمر مع الوكرة فهل سيوافق على عرض قطري آخر فأجاب: «المدرب يجب أن يسمع كل العروض التي يتلقاها، وأقول إن «^» ستكون أول صحيفة تعرف بالخبر.;

مشاركة :