الانتخابات الرئاسية الفرنسية فوز المرشحين الصغار على الكبار في المناظرة التلفزيونية

  • 4/6/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تمكن المرشحون الصغار للانتخابات الرئاسية الفرنسية التي ستجري دورتها الأولى يوم الثالث والعشرين من الشهر الجاري من فرض أنفسهم على المرشحين الكبار في مناظرة تلفزيونية استمرت قرابة أربع ساعات. وقد شارك في هذه المناظرة المرشحون الأحد عشر ونظمتها في الليلة الفاصلة بين الثلاثاء والأربعاء الماضيين قناتا التلفزيون الفرنسيتان: "بي إف إم" و"سي نيوز". واتضح ذلك من خلال عدة لقطات انتقد فيها المرشحون الصغار المرشحين الكبار ونجحوا أحيانا في إرباكهم أمام ستة ملايين وثلاث مئة ألف شخص تابعوا هذه المناظرة التلفزيونية الأولى من نوعها في سجل علاقة وسائل الإعلام الفرنسية مع الانتخابات الرئاسية. وأهم هذه اللقطات حسب كثير من المحللين السياسيين الذين تابعوا المناظرة هي تلك التي خاطب فيها فيليب بوتو مرشح حزب"الحزب الجديد المناهض للرأسمالية" فرانسوا فيون أهم مرشحي اليمين التقليدي ومارين لوبين مرشحة اليمين المتطرف واتهمهما ب "الفساد" و"التحايل" في إشارة إلى توجيه تهم قضائية إلى هذين المرشحين باستخدام أموال عامة لأغراض شخصية. بل إنه ذهب إلى حد مواجهة مارين لوبين وتذكيرها بأنها رفضت المثول أمام القضاء للرد على هذه التهمة بحجة أنها تملك حصانة برلمانية ومضيفا أن العمال ليست لديهم "الحصانة العمالية" إذا دعتهم الشرطة إلى المثول أمامها، علما أن فيليب بوتو هو عامل في أحد المصانع. وإذا كان فرانسوا فيون مرشح اليمين التقليدي قد اكتفى بالرد على بوتو بأنه لا يمكن إطلاق تهم على هذه الشاكلة، فإن مارين لوبين ارتبكت في الرد عليه. من أهم المقاطع التي تندرج أيضا في إطار فوز المرشحين الصغار على الكبار في هذه المناظرة التلفزيونية تلك التي تجرأ فيها نيكولا دوبون أنيان مرشح حزب "فرنسا الناهضة" أحد أحزاب اليمين والذي يرى أنه وريث الجنرال ديغول السياسي على طرح أسئلة محرجة على إيمانويل ماكرون المرشح المستقل الذي تقدمه عمليات استطلاع الرأي باعتباره قادرا على تخطي عقبة الدورة الأولى من دورتي الانتخابات الرئاسية وترجح إمكانية فوزه في أعقابها. وتتعلق هذه الأسئلة التي يرددها كثير من الناخبين بعلاقة ماكرون بالأوساط المالية ومدى قدرته على فرض نفسه كرئيس مستقل عن جماعات الضغط المالية في حال فوزه في أعقاب هذه الانتخابات. حتى جان لوك ميلانشون مرشح حركة "فرنسا العصية" المنتمية إلى أقصى اليسار والذي استطاع خلال الأسابيع الأخيرة التغلب - حسب عمليات استطلاعات الرأي على بونوا آمون مرشح الحزب الاشتراكي الحاكم - فإنه هوجم من قبل مرشحة تمثل هي الأخرى هذا التيار وهي ناتالي أرتو مرشحة حركة "النضال العمالي". فقد انتقدته انتقادا شديدا على إصراره مثلا على تغيير الدستور الفرنسي لإرساء مؤسسات جديدة تعزز مفهوم الديمقراطية قائلة: إن تغيير الدساتير ليس أمرا كافيا لتخليص الطبقة العاملة من سلطة رأس حسب رأيها المال وقدرة الطبقة الحاكمة أيا تكن على تطويع نصوص الدستور لخدمة مصالحها. وذكّرت أرتو ميلانشون بأن هناك في الدستور الفرنسي الحالي بندا يشدد على حق كل فرنسي في العمل والحال أن العاطلين عن العمل اليوم في فرنسا بالملايين.

مشاركة :