واشنطن – الوكالات: أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأربعاء أن الهجوم الكيميائي المفترض الذي خلف 72 قتيلا في سوريا أمس الأول الثلاثاء غيَّر موقفه حيال الرئيس بشار الأسد، واعدا برد أمريكي على ما اعتبره «إهانة للإنسانية». وقال ترامب من البيت الأبيض إن «هذا الهجوم على أطفال كان له تأثير كبير عليّ»، في وقت شهدت فيه الأمم المتحدة مواجهة جديدة بين الدول الغربية وروسيا حول الملف السوري خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن. وأضاف ترامب: «موقفي من سوريا والأسد تغير بوضوح، ما حصل غير مقبول بالنسبة إليّ»، رافضا أن يكشف ما يعتزم القيام به. والهجوم على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب شمال غرب سوريا خلّف مقتل 72 مدنيا، من بينهم عشرون طفلا، وفق آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أوضح أن هذه الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب وجود مفقودين. وإذ اعتبر أن هذه الغارة الجوية «تجاوزت خطوطا كثيرة»، في إشارة إلى «الخط الأحمر» الذي كان قد حدده لنفسه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في حال استخدمت دمشق أسلحة كيميائية، ركز ترامب على «الأطفال وحتى الرضع» الذين قضوا. وأضاف أن «موتهم كان إهانة للإنسانية. هذه الأفعال المشينة التي يرتكبها نظام الأسد لا يمكن القبول بها». من جهتها، شنت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي هجوما على موسكو، وقالت في جلسة مجلس الأمن أمس الأربعاء: «كم من الأطفال يجب أن يموتوا بعد لتبدي روسيا اهتماما بالأمر؟»، مؤكدة أن واشنطن ستتخذ تدابير أحادية في حال الفشل في الأمم المتحدة. وقبل التئام الجلسة، رفضت موسكو مشروع القرار الدولي الذي قدمته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا معتبرة أنه «غير مقبول». ومشروع القرار يدين الهجوم الذي يعد ثاني أكبر اعتداء بـ«مواد كيميائية» تشهده سوريا منذ بدء النزاع الذي دخل عامه السابع. ويطالب أيضا منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بإجراء تحقيق في أسرع وقت ممكن. ويطلب المشروع من دمشق أن تسلّم المحققين خطط الطيران وكل المعلومات المتعلقة بالعمليات العسكرية التي كان يقوم بها حينها، كما يهدد مشروع القرار بفرض عقوبات بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون: «أعتقد أنه لا يمكن لأحد أن يعارض منطقيا قرارا مماثلا بوعيه الكامل». من جانبها، أدانت طهران «بشدة أي استخدام للسلاح الكيميائي، أيا كان المنفذون أو الضحايا». وتحدثت منظمة الصحة العالمية أمس الأربعاء في جنيف عن «مؤشرات تتناسب مع التعرض لمواد عضوية فسفورية، وهي فئة من المواد الكيميائية تشمل غازات أعصاب سامة». بدورها، أكدت منظمة أطباء بلا حدود الأربعاء أن أعراض بعض الضحايا «تظهر التعرض لعنصر سام من نوع غاز السارين» على غرار «حريق في العيون وتشنج في العضلات وتقيؤ». وأشارت إلى أن فريقها «تمكن أيضا من الوصول إلى مستشفيات أخرى تولت أمر الضحايا، ولاحظ أن رائحة كلور قوية تتصاعد منهم، ما يوحي بأنهم تعرضوا لهذا العنصر السام». وأعلنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان في سوريا أمس الأول الثلاثاء أنها «تحقق» في الهجوم. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن «الطيران السوري قصف مستودعا إرهابيا كبيرا بالقرب من خان شيخون» كان يحتوي على «مشغل لصنع القنابل اليدوية بواسطة مواد سامة». ونفى الجيش السوري «نفيا قاطعا استخدام أي مواد كيماوية أو سامة في بلدة خان شيخون»، إلا أن دولا عدة أبرزها فرنسا وبريطانيا وجهت أصابع الاتهام إلى دمشق.
مشاركة :