العرب خارج التغطية

  • 5/5/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تزداد الهوة اتساعا بين العرب وبقية الأجناس البشرية خاصة الغرب وبعض دول آسيا وأمريكا الجنوبية، وهذا نتاج طبيعي لحالة الكراهية المتغلغلة في العقلية العربية المتوارثة منذ عقود متعاقبة. زرع العرب الكراهية بدلا من العلم واهتموا بالشقاق والنفاق، فسلط الله عليهم من لا يخافه، بل سلط الله عليهم عدوا من أنفسهم. فالقتل تجارة رائجة والتفجيرات تعزف لحن الجنائز في كل بقعة عربية وبالتالي لا ننتظر التعايش مع بقية الشعوب ما دمنا لا نطيق بعضنا. كل مواطن عربي يعتقد أن شعب بلده هو شعب الله المختار ولا بعدهم ولا قبلهم، ويكيل كل طرف للآخر أشنع الألقاب وأسوأ العبارات، لذا أنتجنا أجيالا متخصصة في الكراهية والحقد والضغينة، وكل هذه الصفات لا مكان لها في المنهج الإسلامي القويم، والدين لا يقبل بهذا التباغض وهذا التنافر بل يحث على التآخي والتلاحم والتواد. أصبح العرب تحت حصار العزلة من كل شعوب العالم، وغير مرغوب فيهم ماداموا يتقاتلون مع بعضهم ويكرهون بعضا فكيف يقبل بهم الآخر؟ وكيف نقنع الآخر بسلامة عقيدتنا ونقاء سريرتنا وصفاء نياتنا؟ وكيف نتفرغ للعلم والبناء والحضارة والسلاح يباع على قارعة الطريق والمخدرات تسيرها القوافل بطول البلاد العربية وعرضها؟ آخر صرعات أسد الشام جلب خليط من مقاتلي العالم يعيثون في سوريا الفساد، وآخر صرعات شبابنا المجاهد إشعال الفتنة النائمة في كل مكان متاح من عالمنا العربي، وآخر ضحايا فكرنا الضال تسويق السلاح والمفجرات وتعلم تفخيخ السيارات بدلا من إصلاحها. جار السوء استغل هذه المرحلة بتسويق المخدرات للقضاء على ما تبقى من قيمة ومكانة وتاريخ عند العرب، الذين ارتضوا الجرعات المجانية في البداية وبدأوا في الانصهار بيد جار السوء وأصبحوا كالخاتم في الإصبع.

مشاركة :