المشهد السياسي في فرنسا يلقي بظلال قاتمة على مستقبل العلاقات الاقتصادية الجزائرية الفرنسية حيث يبقى تحسينها رهين الشخصية التي ستفوز بالرئاسة. واعتبر رئيس الوزراء الجزائري أن "الطريق الذي قطعه البلدان في مسار العلاقات الثنائية يبقى بلا شك غير كاف رغم ما تم تحقيقه من نتائج". وكان رئيس الوزراء الفرنسي أكد لدى وصوله للجزائر أن "العلاقات الفرنسية الجزائرية أضحت أكثر قوة وكثافة وثقة" خلال الولاية الرئاسية المنتهية لفرنسوا هولاند. وفي أول بادرة لحلحلة المشاريع الاقتصادية بين البلدين أعلن سلال خلا مؤتمر صحفي مشترك عن انطلاق مشروع صناعة سيارات بيجو وسيتروان خلال السنة الحالية. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع كازنوف "بالنسبة لبيجو أؤكد أن المشروع سيرى النور خلال هذه السنة". وكان من المفترض أن يبدأ المشروع خلال زيارة رئيس الوزراء السابق مانويل فالس العام الماضي، ليضاف إلى مصنع رينو الذي بدأ الانتاج في وهران في العام 2014. وتشعر الجزائر على الأرجح بخيبة أمل من تراجع الاهتمام الفرنسي بالسوق الجزائرية خاصة في ظل ما تعرفه البلاد من أزمة مالية خانقة ناجمة أساسا عن تراجع حاد قارب الـ50 بالمئة في ايراداتها النفطية. وتحتاج الجزائر الى تنشيط الاستثمارات الأجنبية كونها مصدرا مهما للدخل وخلق فرص للوظائف ومصدرا لتنويع مصادر الدخل. والأزمة التي طرقت أبواب الجزائر منذ منتصف 2014 مع تهاوي أسعار النفط بنحو النصف، أربكت مشاريع الحكومة الجزائرية المالية والاقتصادية وفاقمت متاعب الاقتصاد الجزائري الذي يعتمد بشكل مفرط على النفط مصدرا أساسيا للدخل. كما أن تراجع الاستثمارات الفرنسية في السوق الجزائرية أصبح بالفعل مقلقا بالنسبة للسلطة في الجزائر التي تواجه منافسة مغربية ثابتة في استقطاب الاستثمارات الفرنسية وغيرها من من الاستثمارات الأجنبية.
مشاركة :