مجزرة خان شيخون وذكريات مجزرة حلبجة

  • 4/8/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعد ما شاهدت ما خلفته مجزرة خان شيخون بإدلب شمال غربي سوريا من قتل ما يقارب 100 شخص مدني بينهم ما يقارب 25 طفلا و 15 أمرأه بالغازات السامة تذكرت مجزرة حلبجة في أقليم كردستان العراق عام 1988 والتي مات بسببها ما يقارب من 5000 مدني كردي من الرجال والأطفال والنساء وأصيب أكثر من 10000 أخرين مات منهم المئات بعد مرور سنة على المجزرة متأثرين بالأمراض والتشوهات الخلقية التي سببتها لهم الغازات السامة التي قصفوا بها. فكلا الحادثين مشتركين في خيط واحد ألا هو حزب البعث العربي. فقد قام حزب البعث العراقي بزعامة المقبور صدام حسين بقصف مدينة حلبجة خلال يومي 17 -18 مارس 1988 بالكيماوي بعد أن انسحبت منها القوات العراقية المحتلة في أواخر أيام الحرب العراقية الإيرانية وبعد مرور 19 سنة تقريبا قام حزب البعث السوري بزعامة بشار النعجة– وهذا هو الاسم الصحيح لعائلته وليس الأسد – في يوم الثلاثاء 4 ابريل 2017 بقصف الشعب السوري في خان شيخون بالغازات السامة دون اكتراث أو شفقة على الاطفال والنساء وكبار السن. فرغم أن صدام حسين ينتمي للطائفة السنية إلا أنه يتقاطع مع بشار الأسد العلوي المذهب والنصيري المنهج في انتمائهم لحزب البعث الذي حذر منه العلماء الربانيين كونه يحارب الإسلام ويحارب السنة النبوية الصحيحة. ولكن رغم ذلك لو رجعنا إلى الوراء قليلا وبالتحديد إلى المراحل الأولى من الثورة السورية لوجدنا أن كلام العلماء الكبار الذين ينتهجون منهج السنة النبوية المطهرة ويسيرون على خطى القرون المفضلة وهم الصحابة والتابعين وتابع التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين كان في محلة عندما حذروا من مغبة الخروج المسلح على الحاكم في سوريا وغيرها خاصة وأن الخروج على الحاكم الكافر يتطلب شروط منها أن يكون الخروج تحت راية قائد واحد معروف للكل وأن يكون الهدف إقامة شرع الله وتحكيم كتابه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأن تتوفر لهم القدرة العسكرية اللازمة التي يستطيعون بسببها التصدي لبطش هذا الحاكم الكافر ونظامه الفاجر وليس الخروج عشوائي مع وجود عشرات القادة والفصائل والمطالبة بالديمقراطية وعدم توفر القدرة العسكرية اللازمة إلا أن دعاة الفتن ودعاة القنوات الفضائية ممن ينتمون لفكر الإخوان المفلسين ولفكر الخوارج أججوا الشارع السوري ونعتوا هؤلاء العلماء بأنهم علماء سلطان وعلماء حيض ونفاس وأنهم لا يفقهون بالواقع شيء وبعد أن دخل الشعب السوري داخل دوامة الحرب والتدمير والإبادة الجماعية أخذ هؤلاء الدعاة بالتباكي على الشعب السوري في الوقت الذي يتمتعون هم فيه بالأمن والأمان في أوطانهم ويسافرون للسياحة وللتجارة وكسب المال إلى الدول ألأوروبية ويبعثون أبنائهم إلى الجامعات الغربية وكأن ما يحدث للشعب السوري هو مجرد فلم أكشن يستمتعون به ويستفيدون منه إعلاميا لجذب المشاهدين. فمنذ اندلاع الثورة السورية وحتى يومنا هذا لم نشاهد أحد هؤلاء الدعاة التحق بالمقاتلين في سوريا! بل أنهم اجتمعوا في تركيا بالقرب من الحدود السورية وشاهدهم العالم وهم يلعبون ويمرحون يضحكون ثم يعلنون النفير العام في سوريا وإعلان الجهاد وبعدها يغادرون تركيا إما إلى أوطانهم ليرتموا في احضان زوجاتهم وبين أولادهم وإما إلى الدول الأوروبية للسياحة والتسوق. فهذا للأسف هو حال دعاة الفتن ممن ينتمي لحزب الإخوان أو لأي حزب سياسي يتخذ الدين مطية وللتكسب المالي والجاه الاجتماعي وعباءة يستتر ورائها ليحقق اجنداته السياسية. في أولى أيام ظهور داعش أعلن العلماء الربانيون وطلبة العلم الشرعي ممن يتبعون نهج السلف الصالح بأن من ينتمي لهذه الحركة هم خوارج العصر محذرين من فكرهم العفن القائم على تكفير الدول والمجتمعات المسلمة إلا أن الكثير من دعاة الفتن هبوا إلى تمجيد داعش ووصف بعضهم مقاتليها بأنهم مجاهدون مسلمون يجب الوقوف معهم والترحم على من يقتل منهم ، وبعد أن أنشكفت حقيقة داعش وإجرامها وأنها صنيعة استخبارات دول وهي ذراع عسكري لإيران في المنطقة حالها حال حزب الله بدأ هؤلاء الدعاة بالتنصل عنها ليس مخالفة عن منهج وسلوك هذه الجماعة المارقة بل من أجل عدم تشويه صورة هؤلاء الدعاة الجماهرية والدليل على ذلك أن هؤلاء الدعاة لا زالوا يؤججون الشباب المسلم حتى يخرج على حكوماتهم المسلمة خاصة في دول الخليج العربية بحجج واهية مثل الحرية ومحاربة الفساد وحقوق المرأة وغيرها من شعارات تتقاطع مع شعارات الليبراليين وما مؤتمر النهضة الذي يتزعمه سلمان العودة ألا دليل على ذلك.حمد سالم المري@al_sahafi1

مشاركة :