العمل بين البناء والهدم

  • 5/5/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

د. عبد العزيز بن عبد الله الخضيري استمرارا لما سبق طرحه حول أهمية حماية البناء الوطني من الوحدة إلى النماء والعمل على تطويره وفقا لنظرة الملك عبد العزيز رحمه الله عندما حافظ على مفهوم البناء وحرص على فعل أكثر ممن سبقه وفقا للرواية التي تقول إن الملك عبد العزيز رحمه الله عندما قرأ قول الشاعر: نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل مثل ما فعلوا عدل كلمة (مثل) وكتب (فوق) فأصبح بيت الشعر كما يلي: نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل فوق ما فعلوا بهذا الفكر القيادي الخلاق الحريص على أهمية استكمال البناء والعزيمة العظيمة التي لا ترى بأساً من الصدع بأهمية التفوق بالعمل والحرص على أن تكون خيرا ممن سبقها دون الإقلال أو التهميش لجهود الآخرين مع الحرص على إبراز جهود السابقين حتى يتضح حجم الإنجاز السابق وصدق القول والفعل بعظمة الإنجاز اللاحق، وهذا لا يمنع بعد الاستفادة من نجاحات الآخرين أن ندرس أخطاءهم وإخفاقاتهم ونقاط الاختلاف معهم ونعمل على إصلاحها ثم العمل على تطوير العمل وفق متطلبات المرحلة وظروفها التي نحن فيها ومتطلبات المستقبل وتعزيز النظرة الإيجابية نحو البناء وأهمية استيعاب أن البناء يتطلب أهمية تحقيق التوازي بينه وبين معالجة الأخطاء دون اللجوء للمواجهة والمصادمة وإيجاد الأعداء وإضعاف التعاون بين فرق العمل، والعمل على إيجاد روح الفريق الواحد لأن تصيد الأخطاء من أجل هدم جهود الآخرين ومحاولة النجاح من خلالها وخلال تهميش الجهود مهما كانت المنجزات بسيطة لأن مدرسة تصيد الأخطاء والصعود عليها لإبراز الإنجازات بأخطاء الآخرين أو تقصيرهم. إن مدرسة البحث عن الأخطاء أو تصيدها أو التشكيك في جهود الآخرين من أجل إبراز الذات والإنجاز مدرسة ضعيفة وغير قادرة على تحقيق البناء مهما حاول تلاميذ هذه المدرسة خداع الآخرين على أساس أن مدرستهم مدرسة بناء لا هدم وربما ينجح أصحاب هذه المدرسة والمؤمنون بها بعض الوقت لخداع بعض الناس، لكن الأكيد أنهم لن ينجحوا كل الوقت لخداع كل الناس، لكن تبقى خطورتهم وخطورة تدميرهم ومنهجهم أنه إذا حقق الهدم والتدمير واغتيال الكفاءات والقضاء عليها فإنه يصعب إعادة البناء، وأذكر في هذا السياق مقولة أحد القيادات الإدارية المرموقة في سياق حديثه عن أخلاقيات القائد الإداري المتميز أنه من يحرص على البناء الإنساني المؤسس الكاسب للكفاءات ثم يصبر عليها لأن القرارات الانفعالية تفقده كقائد رغبة الآخرين العمل معه، وهنا تصبح إدارته طاردة للكفاءات وغير قادرة على تطمينها، ما تضعف معه قدرة المسؤول على تحقيق البناء السليم المرجو من عمله. إن إضاعة البعض وقتهم وجهودهم ووقت وجهود العاملين معهم من خلال العمل على تصيد الأخطاء أو إيجاد المشاكل التي يحاولون من خلالها إبراز جهودهم وتبرزهم على أنهم مدرسة إصلاح وبناء وتطوير، طريق شاق وطويل وغير منتج وسهل تعريته بعد بعض الوقت، ووفقا للنظريات والتجارب الإدارية الدولية في مجال البناء الإداري السليم وبناء الكوادر البشرية واستثمار طاقاتها فإن الأخذ بمثل هذا التوجه والمنهج يقود أصحابه إلى مسارات مظلمة مرهقة ومنفرة لا تؤدي إلى البناء السليم حتى إن كان القصد هو الخير وليست الإساءة لجهود الآخرين، وهذا الطريق الإداري المعوج يؤدي إلى فقد البوصلة الإصلاحية التطويرية البناءة لمسارها ويصبح العامل مثل هذا التوجه كمن يحاول عبور الطريق من خلال الحفر والبيارات بدل ردمها والبناء عليها وعدم الدخول في وحلها والعمل على وضع الخطط والاستراتيجيات التي تحقق الاستثمار الأمثل للكفاءات المدربة والمؤهلة والحفاظ عليها وتطويرها بما يحقق تنفيذ مختلف الخطط والبرامج المنافسة والمحققة لخير التنمية للإنسان والمكان. وللحديث بقية حول أهمية حماية وتطوير واستثمار الكفاءات السعودية حتى نحقق المكانة العالمية التي تحرص القيادة السعودية على تحقيقها، وفق الله الجهود التي تعمل من أجل وطن سعودي الانتماء وعربي اللسان وإسلامي المعتقد وعالمي الطموح. وقفة تأمل: حطني جوا بعيونك شوف بيا الدنيا كيف أحلا من شوقي وجنونك لما أجيلك يوم ضيف والله واحشني زمانك جلستك حضنك حنانك يا منى روحي وقلبي تعبت أداري في اشتياقي

مشاركة :