منبر الحرمين يحذر من محاولات إسقاط الرموز

  • 4/8/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

مكة المكرمة، المدينة المنورة – الشرق حذَر إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور عبدالرحمن السديس من محاولة إسقاط الرموز والنيل من القدوات وهز الثقة بالأُسوات، وهو من أخطر ما تعانيه المجتمعات، لافتاً إلى أن لمواقع التواصل الاجتماعي في ذلك أثراً خطيراً على الناشئة والشباب والأجيال في بث الشائعات ضد رموز الأمة وقدواتها، ومن أراد القدوة فليقتدِ بسيد الأولين والصحابة الميامين وسلف الأمة من العلماء الربانيين والأئمة الصالحين والقدوة لا ولن تتحقق إلا باتباع السلف الصالح لأنهم تأسوا بالنبي – صلى الله عليه وسلم -. ودعا خطيب الجمعة في خطبة أمس، إلى تعاون أفراد المجتمع وأبنائه ومؤسساته وهيئاته؛ البيت والأسرة والمسجد والمؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام ومواقع التواصل كل مسؤول في مجاله لتحقيق القدوة والتغلب على معوقاتها، بل ومحاربة كل ما من شأنه أن يقف حائلاً بين تعزيز وتوطيد أركانها وتحقيق شروطها كالجهل والعنف والغلو والتطرف والتعصب والتحزب ومفارقة الجماعة والإرهاب والطائفية والانحلال والانهزامية وهز القيم والثوابت والنيل من محكمات الشريعة ومسلماتها في الأفكار والرؤى والأطروحات وغيرها من الأفكار المنحرفة المخالفة لمنهج الوسطية والاعتدال التي لا تأتي إلا بالانحلال على الأفراد والمجتمعات. وقال السديس إن ديننا دين الوسطية والاعتدال لا إفراط فيه ولا تفريط، أمة الإسلام وهذه دعوة حانية من مهد الإسلام للتأسي بسيد الأنام -عليه أفضل الصلاة والسلام- ظاهراً وباطناً، والاقتداء بالصحابة -رضى الله عنهم- أجمعين والبعد عن البدع والمحدثات ومخالفة أهل الأهواء والضلالات، لتتحقق القدوة وتسلم القدوات، وينال الأجر والتوفيق. ولفت إلى أن الاقتداء والمحاكاة غريزة فطرية في الإنسان لأنه اجتماعي بطبعه ، فهو يؤثر ويتأثر بمن حوله، وإن للقدوة أركاناًً وشروطاً، فأركانها أربعة (المقتدي، المقتدى به، والمقتدى فيه، ووسيلة الاقتداء)، وأهم شروطها الإيمان بالله تعالى لأنه أساس قبول العمل وإخلاص الدين له، وأصل التأسي، وثاني الشروط الإخلاص لله، ثم الاستعانة بالله، ثم يأتي شاهد الحال وهو موافقة الأعمال للأقوال وأصدق المقال ما نطقت به صور الفعال، فعلى كل من المقتدي والمقتدى به أن يصدق قوله فعله، ودعواه حاله. وأضاف إن للقدوة أنواعاً عديدة: منها القدوة الحسنة وهي أطيب الجنى وأشذى الطيوب، كالاقتداء بالصحابة -رضوان الله عليهم والتابعين والسلف الصالح وأئمة المسلمين وعلمائهم الربانيين، ومنها القدوة السيئة كمن يسلمون مقادة عقولهم لكل زائف مارق يحاكون الأفعال دون فهم أو إدراك حالهم (إنا وجدنا آبائَنا على أمة، وإنا على آثارهم مقتدون)، وأساس القدوة ينبع من داخل النفس فيكون الإنسان قدوة في نفسه، ومنها القدوة المقيدة وهي تصح لكل واحد يتصف بصفة حسنة كالكرم، الشجاعة ونحوها. وبين السديس أن أهم أنواع القدوة وأجلها وأعظمها القدوة المطلقة وتعني الاقتداء بالشخص في كل أفعاله وأقواله وتصرفاته ولا تصح لأحد إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلقد تمت به القدوة وتألقت في أبهى وأسمى صورها في شخصه -صلى الله عليه وسلم-، فجعل التأسي به من علامات الإخلاص لله سبحانه وتعالى والإيمان باليوم الآخر، فكان -عليه الصلاة والسلام- قدوة بالتوحيد والعقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق والسلوك وقدوة في حفظ كرامة الإنسان بل والرفق بالحيوان والمحافظة على البيئة وإصلاح المجتمع بأسره. وفي المدينة المنورة أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الدكتور عبدالله البعيجان أن الإنسان لم يخلق عبثاً ولم يترك سدى، فإنه مكلف وسيحاسب قال تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)، وقد أكرم الله عز وجل الأمة بالإسلام وخصها بأفضل الرسل والكتب وجعلها خير أمة، فلله الحمد وله الشكر والمنة. وقال في خطبة الجمعة: لقد فضّل الله عز وجل بعض الأوقات وبعض الأيام وبعض الشهور على بعض وهذا الفضل يقتضي لها حرمة وتقديراً، وقد يقتضي لها تخصيصاً ببعض العبادات، لكن ذلك كله مقيد بالشرع وبالاتباع دون الابتداع، وقد استقر في الشرع فضل وعظمة الأشهر الحرم على غيرها من الشهور إذ قال تعالى (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم)، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطب في حجة الوداع فقال في خطبته: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذوالقعدة وذو الحجة ومحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان» ، وقد حرمت هذه الأشهر الأربعة لأجل التمكن من الحج والعمرة. وأضاف الشيخ البعيجان قائلاً» نحن في ظل شهر رجب وهو من الأشهر الحرم التي نتعبد الله بحرمتها ونعرف لها فضلها وشرفها، فعظموا ما عظم الله (ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه)، مؤكداً أن أصل الدين وقاعدته شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ومقتضى هاتين الشهادتين الإخلاص والمتابعة فلا يقبل الله من العمل إلا ما كان خالصاً له موافقاً لهدي نبيه -صلى الله عليه وسلم-، ولا يجوز لأحد أن يخصص عبادة بزمان أو مكان لم يخصصها الله ورسوله بها لأننا متعبدون بشريعة الله لا بأهوائنا وعواطفنا فالواجب علينا أن نقول سمعنا وأطعنا ونفعل ما أمرنا الله به.

مشاركة :