تواجد المنتخب الوطني لكرة القدم في مفترق الطرق، منذ آخر مباراة لعبها وتعادل فيها أمام المنتخب السينيغالي، في إطار كأس إفريقيا الأخيرة التي لعبت بالغابون، وخرج فيها منتخبنا من الدور الأول وبطريقة أقلقت كل المتتبعين والاختصاصيين الذين راهنوا على التتويج بالكأس القارية، لكنه فشل في تحقيق حلم الجزائريين الذي تبخر أيضا بالنتائج السلبية في تصفيات كأس العالم، بتعادل أمام الكاميرون وخسارة بنيجيريا قلصت من حظوظ مشاركتنا في كأس العالم بروسيا. المدهش وإلى غاية كتابة هذه الأسطر لم يستطع مسؤولونا إيجاد مدرب للمنتخب الوطني، فلا المكتب السابق لروراوة فكر في ترك الخضر على الأقل بمدرب مؤقت محلي أو أجنبي، ولا المكتب الحالي وجد من يقود الخضر إلى بر الأمان رغم تصريحات وزير القطاع، الذي قال إن الدولة مستعدة لدفع ربع مليون دولار لجلب إطار كبير يستطيع إخراج المنتخب من الدوامة التي يعيشها، ويبقى في كل الأحوال المنتخب الجزائري هو الخاسر الكبير، فلم يلعب مؤخرا لقاءات ودية في التاريخ المحدد للفيفا، ويبقى اللاعبون وخاصة المحترفين في حيرة من أمرهم، فلم يتحدثوا إلى أي مسؤول منذ كارثة الغابون، رغم أن أول ملتقى لهم سيكون بداية شهر جوان القادم في أول مواجهة في إطار تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2019 أمام منتخب الطوغو. الغريب في الأمر أيضا أن خلافات حادة داخل المكتب الفيدرالي حول من ستسند إليه مهمة تدريب الخضر، فالرئيس زطشي يريد مدربا إسبانيا، في حين إن مساعديه ولد زميرلي وحداد يريدان فرنسيا، فالأول اتصل بالمدرب السابق لباريس سان جرمان الفرنسي لوران بلان، والثاني يريد مدربه السابق في اتحاد العاصمة رولان كوربيس، والحقيقة أن هذا الجدال لا يحل مشكلة الخضر الذي يتواجد من دون مدرب رغم أن خزينة الفاف تسمح بجلب أحسن وأغلى مدرب في العالم، الذي سيكون إسبانيا بنسبة كبيرة، وليست له الخبرة الإفريقية تلك هي الطامة الكبرى. المدرب الجديد للمنتخب الوطني مهما كان لونه، وجنسيته، لن يملك العصا السحرية لإعادة منتخبنا الوطني بسرعة إلى المحافل الدولية، ما لم تتكاتف جهود الجميع، وخاصة رؤساء الأندية الذين يعيثون في كرتنا فسادا، فلم يستطيعوا لسنوات إعطاء منتخبنا ولو لاعبا واحدا، وحتى المكتب الفيدرالي الجديد عليه أن يعمل وبخطى ثابتة وإعداد برنامج يمكن الكرة الجزائرية المسكينة من العودة إلى سابق عهدها. لا أظن أن المسؤولين عن الكرة الجزائرية واعون بالخطر الكبير الذي تتخبط فيه كرتنا، حيث تتواجد كل المنتخبات الوطنية من دون أطقم، وتعيش أصعب مرحلة انتقالية في تاريخ الكرة الجزائرية، وعلى الجميع رفع التحدي قبل فوات الأوان؟ *نقلا عن الشروق الجزائرية ** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.
مشاركة :