قدمت فرقة المسرح العربي مونودراما "في حضرة جولييت" تأليف نادية القناعي، وإخراج علي العلي، وتمثيل سماح في ملتقى فؤاد الشطي المسرحي. نجح المخرج علي العلي في خوض غمار أولى تجاربه المسرحية مع المونودراما (دراما الممثل الواحد)، من خلال عرض "في حضرة جولييت" لفرقة المسرح العربي وتأليف نادية القناعي، أمس الأول، على مسرح الدسمة، ضمن فعاليات ملتقى فؤاد الشطي المسرحي الدولي الأول. تناولت المسرحية قصة الحب الشهيرة بين العاشقين روميو وجولييت، التي ألفها للمسرح مبدع المسرح الإنكليزي وليم شكسبير، الذي استقى فكرة مسرحيته من التراجيديا التاريخية "روميوس وجولييت" الملحمة الشعرية الطويلة لمؤلفها آرثر بروك التي اعتمدت بالأصل على حكاية فرنسية للمؤلف يدعى بيريه. وتعتبر "روميو وجولييت" من الكلاسيكيات العالمية التي تم تجسيدها في كثير من المسرحيات والأفلام السينمائية. تدور أحداثها حول صراع عائلتين راقيتين من مدينة فيرونا الإيطالية هما عائلة "منتيغيو"، وعائلة "كابوليت"، ويخرج من صلبهما عاشقان روميو من العائلة الأولى وجولييت من الثانية، وهذا الصراع يقودهما إلى قدرهما المحتوم وهو الموت. حينما تتناول جولييت المنوّم الذي يجعلها تبدو ميتة ضمن خطة كي لا تتزوج من باريس، ولم يفلح الرسول في إبلاغ روميو بالخطة، فيظن أنها فعلاً ميت ويشتري سماً، ثم يذهب لرؤية تابوتها في المقبرة، وبعدها يتجرع السم ليفارق الحياة بين يديها، وتفيق جولييت لتجد حبيبها قد مات فتقتل نفسها بخنجره. الرقص مع روميو وفي مونودراما "في حضرة جولييت"، تم التطرق إلى حب العاشقين روميو وجولييت، من خلال الأخيرة التي لا تحتمل الرقص وحدها، أو الرقص مع شخص آخر يجيد الرقص، حيث تفضل الموت على ذلك، فتتساءل كيف ترقص مع أحد غير حبيبها روميو؟ راوية قصتهما، مستغربة تلك المسافة التي تبعد بينها وبينه، فكيف الرياح تواسي الأشجار الحزينة التي اقتلعتها؟ وما يؤلمها أنه لا أحد يكترث بمشاعر الآخرين، وإصرار أهلها على أن تذهب معهم الحفل زواجها الفاشل. تأخذ الدواء لتخفف ألمها لكنه يزيده، فهو السبيل إلى استعادة حياتها، لأن قضيتها إنسانية وستدافع عنها حتى إصدار العفو، رافضة مبدأ الهروب برمته. ويذهب بها الخيال نحو مراقصة روميو أمامهم، لتكتشف بعد ذلك موت روميو. هذه المونودراما أطلقت العنان لإبداعات الفنانة سماح التمثيلية الأدائية والحركية، لنكتشف مهارتها في أصعب الفنون المسرحية، الذي يعتمد أساساً على أداء الممثل أكثر من العناصر الأخرى. أما السينوغرافيا لفيصل العبيد، فقد أثرت العرض من الناحية البصرية إلى جانب الاستغلال المتمكن والرائع للديكور المؤسلب، في تحوّل القطعة الكبيرة في وسط المسرح من سرير إلى طاولة طعام وشرفة المنزل. واستطاع المخرج علي العلي إيجاد المعادلة الإيقاعية السليمة لعناصر العرض المسرحي، ونجح في أولى تجاربه الإخراجية في مجال المونودراما. سيف الغانم اختتم المركز الإعلامي للملتقى فعالياته بلقاء مع الفنان الإماراتي سيف الغانم، الذي ثمن مبادرة إقامة ملتقى المخرج الراحل الشطي التي تعكس وفاء دولة الكويت لروادها من نجوم المسرح الكويتي. ثم قال عن علاقته بالشطي: "جمعتني بالراحل محطات أعتز بها كثيرا لاتزال راسخة بالذاكرة، بمراحل مسرحية مختلفة بين الفترة والأخرى، فقد اجتمعت أولا مع المخرج الراحل صقر الرشود في مسرحية "الفخ" عام 1978، إلى جانب التعاون مع إبراهيم جلال، وكانت نقلة بالنسبة لنا كفنانين آنذاك من المحلية إلى الخليجية والعربية". وتابع: "إننا لم نكتف بهذا القدر في مسرح الشارقة، بل اختير فؤاد الشطي لإخراج عمل مشترك بين الكويت والإمارات وقطر بعنوان "هالشكل يا زعفران" عام 1983 من تأليف إبراهيم المناعي، وكنت حينئذ رئيس مجلس الإدارة ومشرفاً على العمل، وشاركنا به في مهرجان قرطاج. وكشف الغانم النقاب عن مشاركته في مسلسل "طماشة 6" لرمضان المقبل مع الفنان جابر نغموش، وهو ذو حلقات منفصلة.
مشاركة :