بالتوازي مع الفعاليات الترفيهية التي تنظم بسوق واقف بمناسبة مهرجان «أبريل»، انطلقت بمقر مركز سوق واقف للفنون فعاليات ملتقى الفنانين الذي يواصل نبشه في التراث، وهذه المرة من خلال اختيار موضوع الفنون الشعبية والآلات الموسيقية المستعملة في هذه الفنون، لتكون موضوعاً للتباري بين الفنانين في الملتقى الذي يعرف مشاركة أكثر من 30 فناناً، سيقومون طوال أيام المهرجان بإبداع حوالي 90 لوحة، تتناول هذه الفنون بمعدل ثلاث لوحات لكل فنان.قام المركز بتوزيع صور لمجموعة من الآلات الشعبية التي تستعمل من طرف الفرق الشعبية، من أجل تجسيدها في لوحات فنية، حيث زارت «العرب» أمس مقر المركز، للقاء الفنانين المشاركين في الملتقى، والذين كانوا منهمكين في رسم وإبداع مجموعة من اللوحات تحت أنظار الجمهور، الذي لم يُخْفِ إعجابه بمختلف الخامات التي يتم استعمالها، ويتابع كيفية ولادة الجمال من بين أنامل فنانين يستحضرون مخيلتهم، من أجل التعبير عن الموضوع الأساسي للملتقى. وقال الفنان فيصل العبدالله، نائب مدير مركز سوق واقف للفنون، إن الفنانين من أعضاء المركز ومنتسبيه، سيكون محور اشتغالهم هو «ألوان الفنون الشعبية»، حيث سيعكفون على إبراز هذه الفنون بمخيلتهم في تجلياتها المختلفة، مشيراً إلى أنه -وفضلاً عن ذلك- سيتم تنظيم ورش فنية للصغار والكبار، وكذا إنجاز الأعمال أمام الجمهور وغيرها من الفعاليات التي اعتاد عليها جمهور سوق واقف، هذا إلى جانب تنظيم معرض سيتضمن نتاج مختلف الورش الفنية السابقة التي نُظِّمَت بالمركز. الفنانة التشكيلية منى أبو جسوم، قالت لـ «العرب»، إنها اختارت خلال الملتقى العمل على لوحات فنية تجسد الآلات المستعملة في فن «الليوة»، لكونه من الفنون المهمة، والتي تعرف اليوم نوعاً من التراجع، حيث تريد -من خلال لوحاتها الثلاث التي ستقوم بإنجازها- استعادة هذا الفن وتقريبه من الجمهور، خاصة الجيل الصاعد، وأكدت منى أبو جسوم أن هذه الأعمال تعتبر استمراراً للأعمال التشكيلية التي سبق لها أن أبدعتها، والتي تناولت من خلالها عدداً من الفنون الشعبية التي كانت تركز فيها على العنصر النسائي، لكنها هذه المرة اختارت العمل على هذا العنصر، لكي تتماشى مع موضوع الملتقى، ونوهت الفنانة التشكيلية بالعمل الكبير الذي يقوم به الفنانون داخل مركز سوق واقف للفنون، وكذا الإمكانيات المتوفرة لهم، مما يساعدهم على الخلق والابتكار وإنجاز أعمال تساهم في تحفيز الذاكرة الجماعية. الفنان الدكتور المعز العجيمي، الذي اختار العمل على آلة الربابة، قال لـ «العرب»، إن اختياره يأتي بحكم حبه لهذه الآلة، ولكونها من أكثر الآلات الموسيقية حضوراً في التراث الشعبي العربي والخليجي ككل، مشيراً إلى أنه -وهو يقوم برسم هذه الآلة- يستعيد نغماتها، مما يشكل حافزاً له على الإبداع أكثر، وبخصوص الملتقى، قال العجيمي، إن كل الفنانين يعملون بجد واجتهاد من أجل إنجاز الأعمال الموكولة إليهم، خاصة في ظل توفير كل الإمكانيات، مما سيساهم بشكل كبير في إخراج أعمال رائعة، ستشكل حتماً إضافة لمخزون المركز من اللوحات التشكيلية. بدوره، قال الفنان مايكل سمعان، إنه اختار العمل عل آلة الطنبورة، لأنها أعجبته ويعمل من خلال رسمها على اكتشاف هذه الآلة التي يتعرف عليها لأول مرة، لكنها بدون شك كانت مصدر إلهام له من أجل التعرف أكثر على الفنون الشعبية، وتحويل الآلات المستعملة فيها إلى لوحات وألوان، حيث سيواصل العمل من أجل إنجاز مزيد من الآلات خلال أيام المهرجان. أخيراً، قالت الفنانة التشكيلية سوزان غضنفر، إنها تعمل من خلال الملتقى على الإبداع في تقديم آلة «القربة»، التي تعد من الآلات الرئيسية لتقديم فن «الهبان» الشعبي، الذي أصبح من الفنون النادرة، كما أصبح من يتقنون العزف على «القربة» نادرين، مشيرة إلى أن فكرة العمل على الآلات الشعبية من زاوية التشكيل تعد فكرة مبتكرة ورائدة وأعجبتها كثيراً، مما شكل حافزاً لها على مواصلة عملها على هذه الآلة، وكذا آلات أخرى خلال أيام المهرجان، ونوهت الفنانة سوزان بالأجواء التي يمر فيها إنجاز مختلف اللوحات خلال الملتقى، خاصة وأن الفضاء المخصص لهذا الأمر يساعد الفنانين على تبادل الرأي والخبرات بخصوص عمل كل واحد، فضلاً عن أن توافد الجمهور على المركز يساهم أيضاً في تعريفهم بالفن التشكيلي، خاصة عندما يشاهدون مختلف مراحل ولادة اللوحات الفنية. يشار إلى أن مركز سوق واقف للفنون يفتح أبوابه أمام الجمهور طوال أيام المهرجان ما بين الساعة 4 عصراً و10 ليلاً.;
مشاركة :