نسب التلفزيون السويدي إلى مصادر بالشرطة قولها إن الشرطة «احتجزت رجلا ثانيا بعد هجوم بشاحنة أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 15 آخرين في استوكهولم». وأضاف التلفزيون أن «الرجل المحتجز على صلة برجل آخر احتجز يوم الجمعة». وفي وقت سابق، أكدت الشرطة السويدية أنها حددت هوية شخص اعتقل يشبه الصورة والتفاصيل التي نشرت بعد الهجوم. وأعلن رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفن، أن بلاده عززت إجراءاتها الأمنية على الحدود الأوروبية بعد اعتداء بواسطة شاحنة أسفر عن أربعة قتلى في وسط استوكهولم، وعززت السلطات السويدية من إجراءاتها على الحدود في إطار منع أي شخص يشتبه في علاقته بالحادث من الهرب، وأيضا في إطار تحرك أوروبي مشترك بدأ منذ أول من أمس، يتعلق بتشديد الإجراءات الأمنية على الحدود الخارجية، لمواجهة تدفق أو خروج المقاتلين الأجانب، الذين يشاركون في القتال بمناطق الصراعات، وبخاصة في سوريا والعراق، وأيضا للكشف عن أي شخص قد يكون مطلوبا للعدالة في إحدى الدول الأعضاء بالتكتل الأوروبي الموحد. وقال لوفن في مؤتمر صحافي في مقر الحكومة «قررت تعزيز المراقبة الأمنية على الحدود». أعلن لوفن أمس إقامة مراسم تأبين غدا (الاثنين)، والوقوف دقيقة صمت في أنحاء البلاد كافة حدادا على أرواح ضحايا هجوم الدهس في استوكهولم، وقال لوفن عقب وضعه إكليلا من الزهور الحمراء بالقرب من مكان الهجوم «اليوم هو يوم الحداد». وذكر لوفن، أنه يتعين عليه وعلى مواطنيه الآن محاولة تحويل غضبهم إلى شيء بناء، وقال: «نحن مجتمع ديمقراطي منفتح، وسنكون ونظل كذلك». وكانت ولية العهد السويدية الأميرة فيكتوريا وزوجها الأمير دانيال تفقدا في وقت سابق أمس موقع الحادث. ودهست شاحنة حشدا من الناس، ثم اصطدمت بمتجر في وسط استوكهولم؛ مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين في هجوم، قال رئيس الوزراء السويدي «إنه إرهابي». وقالت الشرطة السويدية إنها ألقت القبض على شخص واحد بعد توزيع صورة لرجل يرتدي قميصاً رمادي اللون، ولم تستبعد الشرطة تورط مهاجمين آخرين. وقال المسؤول الأمني الإقليمي يان إيفنسون في مؤتمر صحافي إن الشرطة حددت هوية الشخص الذي يشبه الصورة والتفاصيل التي نشرت بعد الهجوم. وصرحت توفه هاغ، المتحدثة باسم الشرطة: «لدينا شخص معتقل ربما يكون على علاقة بما حدث في استوكهولم في وقت سابق أول من أمس». وأُغلق جزء من وسط استوكهولم وتم إخلاء المنطقة بما في ذلك محطة القطارات الرئيسية، وأُوقفت كل الحركة في مترو الأنفاق بناء على أوامر من الشرطة، ثم استؤنفت حركة القطارات بعد ساعات من التوقف لاحقا. وتواصلت الإدانات الأوروبية من مؤسسات وعواصم في الدول الأعضاء بالتكتل الموحد، للهجوم الذي وقع في العاصمة السويدية أول من أمس. وفي بروكسل، توالت الإدانات للحادث الذي وقع في استوكهولم، وقالت جابريلا زايمر، رئيسة كتلة أحزاب الخضر واليسار في البرلمان الأوروبي، التي تضم 52 عضوا من 14 دولة، إنه «من المؤسف جدا أن يقع هجوم جديد على الأشخاص الذين يمارسون حياتهم اليومية»، وأعربت عن التضامن مع الشعب والحكومة في السويد، وبخاصة عائلات الضحايا. وأعربت في بيان تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه عن أملها أن يتم العثور على المسؤولين عن الهجوم وتقديمهم للعدالة على وجه السرعة لمنع وقوع هجمات في المستقبل، كما دعا البيان إلى وضع سياسات وبرامج تقوم على الاندماج الاجتماعي لمساعدة الأشخاص المضطربين قبل ارتكابهم جرائم وحشية. من جانبه، عبر وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز، عن صدمته لوقوع الهجوم الإرهابي الذي طال عاصمة السويد. وأعرب ريندرز عن تضامن بلاده مع السويد، حكومة وشعباً، وقال: «نأمل العثور على مرتكبي هذا العمل وتقديمهم للعدالة». وشدد على أن بلجيكا ستحافظ على التزامها الدولي في مجال محاربة الإرهاب. وكانت المفوضية الأوروبية قد عبرت أيضاً عن تضامنها مع السويد، ومع عائلات الضحايا. وتمتلك شركة «سبندربس» لتصنيع المشروبات الشاحنة التي تعرضت للاختطاف بينما كان السائق يقوم بتفريغ بضائع. وقال مارتن ليث المتحدث باسم الشرطة لوسائل الإعلام المحلية «قفز رجل ظن السائق أنه مقنع إلى الشاحنة وانطلق بها». وكان هذا هو رابع هجوم من نوعه في أوروبا خلال الأشهر الـ12 الماضية، الذي يتم باستخدام سيارة لمهاجمة حشد من المدنيين، بعد هجمات مميتة في كل من لندن وبرلين ونيس.
مشاركة :