احتراق المعلمين يبدأ من الآباء - د.عبدالعزيز العمر

  • 4/9/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الاحتراق المهني للمعلمين هو حاله توتر نفسي مهني يمر بها المعلم، ومن مؤشرات تلك الحالة أن المعلم تقل مشاركاته وينعزل مهنيًا ويكثر من الشكوى والتذمر من عمله ويخبو أداءه حتى ينطفي تماما ولا يعود يضيف شيئًا لمدرسته ولطلابه، يتزامن مع حدوث ذلك غالبا وجود المعلم في بيئة عمل تطالبه ببذل جهد عضلي وعقلي ونفسي كبير في وقت ليس لديه أصلا الاستعداد والرغبة لبذل أي جهد بسبب عزوفه عن مهنة التعليم، وعجزه عن استشعار تحدياتها، وعدم قدرته على فهم الطلاب وتفهم وتقدير مشكلاتهم، وفشله في التواصل معهم. إن احتراق المعلم مهنيا يعود سببه الرئيس إلى معاناته من تحدي بعض طلابه لسلطته في الفصل وبالتالي عجزه عن إدارة وتسيير العملية التعليمية في فصله، وغالبا ما يأتي هؤلاء الطلاب المزعجون من أسر لم تقدم لأبنائها التربية الصحيحة متوهمين أن هذا هو دور المعلم بمفرده. إن احتراق المعلمين مهنيا ليس خصوصية سعودية، بل هو يحدث أيضا في أماكن عدة. في الغرب ونتيجة للمتطلبات العالية لمهنة التعليم يغير بعض المعلمين مهنتهم خلال ثلاث أو خمس سنوات الأول، وهم يفعلون ذلك بسبب وجود فرص عمل بديلة جاذبة ومنافسة خارج التعليم، أما في بلادنا فلا يوجد فرص عمل بديلة أمام المعلم الكاره لمهنته، مما يضطره إلى مسايرة الوضع بأقل جهد وبأدنى أداء ممكن حتى يتقاعد دون أن يخضع خلال هذه الفترة الطويلة لأي نوع من المساءلة والمحاسبة المهنية، وهذه هي علة تعليمنا الكبرى.

مشاركة :