احتراق المعلمين (Teacher Burnout) ظاهرة عالمية معروفة، لها مسبباتها ومؤشراتها المعروفة في مجال التعليم، وظاهرة الاحتراق تعني تحديدًا أن المعلم أصبح في حالة نفسية يشعر معها بالملل والقلق والضجر الدائم من مهنته، ويراوده التفكير في تغيير مجال عمله إلى مجال آخر, بل وينعدم لديه الحافز أو الدافع نحو استكمال واجباته المهنية بصورة مرضية. ومن مؤشرات احتراق المعلم شعوره بالإنهاك وإحساسه بأنه لا يحقق لنفسه أي إنجاز شخصي، وكثرة التذمر والشكوى من عمله، وبالتالي تقل مشاركاته، وينعزل مهنياً، ويخبو أداؤه حتى ينطفئ. وقد يظهر على المعلم المحترق مهنية علامات مثل الشحوب ونقص في الوزن وعدم التركيز. وفي العموم تبدو ظاهرة احتراق المعلمين أكثر وضوحاً بين المعلمين الذكور. ومما يسهم في بروز ظاهرة احتراق المعلم وجوده في بيئة تعليمية غير محفزة للعمل المنتج مثل ازدحام الفصول بالطلاب، ونقص الأدوات التدريسية المعينة، إضافة إلى تحدي طلابه لسلطته، ووجود إدارة متسلطة لا تتفهم مشكلات المعلمين، وفوق كل ذلك افتقاد المعلم لمهارات إدارة الصف وتسيير العملية التعليمية، ولمهارات التواصل الفعال مع طلابه، وعزوف آباء الطلاب عن المشاركة في تعليم أبنائهم، متوهمين أن هذه هي مسؤولية المعلم فقط. إن احتراق المعلمين ليس له خصوصية محلية، ففي بلدان الغرب أصبح بعض المعلمين ونتيجة للمتطلبات العالية لمهنة التعليم يغيرون مهنتهم خلال الثلاث أو الخمس السنوات الأولى، وهم يفعلون ذلك بسبب وجود فرص عمل بديلة جاذبة خارج التعليم، أما في بلدان الشرق، فلا يوجد فرص عمل بديلة أمام المعلم الكاره لمهنته، مما يضطره إلى مسايرة الوضع بأقل جهد وبأدنى أداء ممكن حتى يتقاعد.
مشاركة :