على غرار على ما كان يقوم به الفنان المصري القديم، من مزج لمختلف ألوان الفنون، بهدف الخروج برؤى فنية مغايرة في كل لوحة وكل عمل فني، سواء كان رسما أونحتا، لوحة أوتمثالا، نجحت الفنانة التشكيلية المصرية، رباب حرش، من خلال لوحاتها، في الربط بين الرسم، وبعض ما تحويه البيئة المحلية من رموز ومن معادن، وتوظيفها داخل لوحات رسمتها من وحي الطبيعة، ومن ذاكرة التراث الغنية بمختلف الصور الفنية المبهجة حينا، والموجعة حينا آخر. ونجحت رباب حرش، من خلال معرضها الأول، والذي احتوى على خمس عشرة لوحة، تناولت موضوعات عدة، مستوحاة التراث الشعبي المصري. وجاءت لوحات المعرض، مثل قصص تسجل لكثير من الدلالات الرمزية للموروثات الشعبية، التي تختزنها الذاكرة الشعبية بمصر، وجمعت ما بين الرسم والاشغال اليدوية باستخدام خامات من البيئة المحلية. واستطاعت الفنانة رباب حرش، من خلال معرضها في تصوير كثير من المشاهد الشعبية، والصور التي باتت فى ذاكرة كثير من المصريين، مثل لوحة خيال الموكب، التي تتحدث عن المواكب الشعبية التي تشتهر بها مصر حتى اليوم، خاصة في المناسبات الدينية، مثل المولد النبوي، وحلول شهر الصوم، ومواكب الحجاج، ولوحة "ما قاله الريح للنخيل" المستوحاة من نهر النيل وأشجار النخيل، والبيئة الغنية في الريف المصري. وقالت الفنانة رباب حرش: إن لوحاتها جاءت من وحي، معايشتها للبيئة المصرية، واهتمامها بالموروث الشعبي، والذاكرة الشعبية للمصريين، وتهدف من خلال معرضها للحفاظ على تلك الصور التي تؤرخ لفترات متعددة من التاريخ الشعبي لمصر، وإنعاش الذاكرة الجمعية، والتذكير بالدلالات الرمزية للمخزون الشعبي الجمعي للمصريين.
مشاركة :