توتر في العلاقات بين واشنطن وحلفاء الأسد بعد الهجوم الكيميائي تسببت الضربة الصاروخية التي وجهتها الولايات المتحدة الأميركية إلى مطار الشعيرات العسكري في سوريا بتصعيد دبلوماسي بين الروس والأميركيين. غرفة العمليات المشتركة التي تضم روسيا وإيران، حليفتي النظام السوري، قالت إن الهجوم الأميركي تجاوز “الخطوط الحمراء“، وإنها سترد على أي عدوان، مع التعهد بزيادة مستوى الدعم للنظام السوري. النائب في مجلس الدوما ميخائيل يميليانوف قال: “ هذه الضربات ليست عملا ضد سوريا فحسب بل ضد روسيا أيضا.” وأضاف النائب الروسي: “عندما وجه الأميركيون الضربة إلى المطار لم يكونوا يعلمون إن كان مواطنونا متواجدين فيه. ما يذكرنا بـ “أزمة الصواريخ الكوبية” التي قد تقود العالم إلى حافة حرب نووية”. هذا التصعيد جاء قبل أيام من اللقاء الأول الذي سيجمع وزيري الدبلوماسية الأميركي والروسي. ففيما تقول واشنطن إنها وجهت الضربة الصاروخية ردا على استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي في هجوم خان شيخون الذي أوقع عشرات القتلى الأسبوع الماضي، فإن موسكو تنفي تورط حليفها بشكل قاطع. وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون قال: “من الواضح أن [روسيا] حليفة لبشار الأسد، ولديها تأثير كبير عليه، وبالتأكيد على قراراته باستخدام الأسلحة الكيماوية”. وأضاف وزير الدبلوماسية الأميركية: “آمل أن تفكر موسكو بعناية بتحالفها المستمر مع بشار الأسد. ففي كل مرة يحصل فيها هجوم مروع فإن ذلك يحمل روسيا درجه معينة من المسؤولية”.أنقرة ترحب وطهران تندد على الصعيد الإقليمي يبرز التضاد في المواقف بين تركيا وإيران حيال هذا الملف. وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الذي رحبت بلاده بالضربة الأميركية، استبعد أي تصاعد في الوضع بين الولايات المتحدة وروسيا على خلفية الأزمة السورية. وأبدى الرئيس الإيراني حسن روحاني دعمه للرئيس السوري بشار الأسد، منددا مرة جديدة بـ“الهجوم” الأميركي. وأشار إلى أن الاتهامات الموجهة إلى سوريا باستخدام أسلحة كيميائية على خان شيخون “لا أساس لها من الصحة”. وتعد طهران من أبرز داعمي نظام الرئيس بشار الأسد خلال النزاع السوري المستمر منذ ستة أعوام، وتصف جميع الفصائل المعارضة له بـ“الإرهابية”.
مشاركة :