«الدولة مقصّرة في تكريمي»!إنها الفنانة المصرية نبيلة عبيد مُبرزةً عدم رضاها عن غياب التكريم الذي يجب أن توليها إياه بلادها، ومعتزةً باستحقاقها مثل هذا التكريم، لتاريخها الفني الطويل، ومسيرتها السينمائية الحافلة بالمحطات الإبداعية المتعددة، ومذكرةً بأنها ضحت بالأمومة إخلاصاً للفن!«الراي» تحاورت مع نبيلة عبيد، التي قالت إنها رغم ذلك تحافظ على نوع من الأمل أن التكريم سيأتي - لا محالة - في الوقت المناسب، معرِّجة على خصوصية علاقتها بالأديب الراحل إحسان عبدالقدوس.في المقابل، قالت عبيد إنها سعيدة بتكريمها من مهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية، متابعةً: «وجدتُ في هذا التكريم نوعاً من العزاء عن تأخر الدولة في تكريمي، ومن ناحية أخرى وجدته فرصة لدعم السياحة المصرية في شرم الشيخ».نبيلة عبيد تحدثت في حوارها مع «الراي» عن أسباب غيابها عن الساحة الفنية، وكيف تقضي وقتها، وحقيقة ما يتردد عن تجهيزها فيلماً من إنتاجها، ورأيها في الدراما التركية والمسلسلات العربية ذات الحلقات الطويلة... إلى جانب تفاصيل أخرى نسردها في هذه السطور:• هل لنا أن نتعرف على سر ابتعادك عن الفن في السنوات الأخيرة وحقيقة ما يتردد عن اعتزالك؟- كلمة الاعتزال غير واردة في قاموس حياتي، لأنني أعطيت عمري كله للفن وضحيت بحياتي الخاصة من أجله، ودائماً كان الحب مشروعاً مؤجلاً في سبيل البحث عن عمل جيد أقدمه للناس، وهو الأمر ذاته الذي حدث حيال الأمومة التي ضحيت بها من أجل الفن وحده، وإخلاصاً للسينما، مثل نجمات كثيرات من جيلي. فأنا أحسد نجوم ونجمات الجيل الجديد الذين استطاعوا تحقيق التوازن بين فنهم وحياتهم الخاصة وتكوين أسرة.أما سبب ابتعادي في السنوات الأخيرة، فهو الظروف التي تمر بها مصر، والتي لم تكن مناسبة بحيث تتيح لي أن أفكر في عمل أقدمه، لكن حالياً لديّ مشروع سينمائي أجهز له، وفي الغالب سيكون من إنتاجي، كما هناك مشروع لفيلم آخر أدرسه هذه الأيام، وهو إنتاج مشترك مع المكسيك وسيشارك فيه عدد من النجوم من العالم كله.• من خلال مشوارك السينمائي، كيف تنظرين إلى العالمية، وهل سعيتِ إليها؟- لم أسعَ في حياتي إلى العالمية، وطوال عمري لم أفكر فيها يوماً، وكانت وجهة نظري أن العالمية هي الإغراق في المحلية، وتقديم قضايا المجتمع الذي أعيش فيه.لكن لو عُرضت عليّ المشاركة بدور في فيلم عالمي أجسد فيه شخصية امرأة عربية فلن أمانع.• تردد أخيراً أنك تستعدين لكتابة مذكراتك... فما السبب الذي دفعك إلى اتخاذ هذا القرار؟- هذه الفكرة تراودني منذ فترة طويلة، ودافعي إلى كتابتها سببان: الأول هو أنني كنت أريد أن أترك خلاصة تجربتي للأجيال الجديدة ليتعلموا من الصعوبات التي مررتُ بها في مشواري، سواء كانت أخطاء وقعتُ فيها أو قراراتٍ أخذتُها. فالمذكرات لا يُشترط أن تكون قائمة فقط على الأخطاء، أيضاً ستتناول مذكرات الأشخاص الذين يتصدرون لوحة الشرف في مشواري الفني وعلى رأسهم الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس صاحب البصمة الواضحة في مشواري والذي كان دائماً ناصحاً أميناً لي، ورشح لي روايات كثيرة صنعت مني ممثلة قوية.ومن المخرجين أيضاً، عاطف الطيب وأشرف فهمي وسعيد مرزوق وسمير سيف. أما السبب الثاني وراء كتابة مذكراتي، فهو أن تكون المصدر الوحيد لأي شيء يُكتب عن حياتي، لأنني أنا سأكون مصدر المعلومات فيه.• ومتى سيخرج المشروع إلى النور؟- للأسف انشغالي في الفترة السابقة بأمور خاصة جعلني أنشغل عن المشروع، لكن خلال الأيام المقبلة سأبدأ في كتابة المذكرات.• وهل توافقين على تحويل المذكرات إلى عمل فني يُعرض على الشاشة؟- هذا الأمر مرفوض بالنسبة إليّ، وأوصيت أهلي بذلك، والسبب هو أن أعمال السير الذاتية التي قدمت عن الشخصيات العامة لم تعجبني. وبالعكس شوهت أصحابها، وهذا جعلني أتخذ قراراً بعدم تقديم حياتي على الشاشة سواء كان تلفزيونياً أو سينمائياً.• قدمتِ عبر مشوارك أفلاماً خدمت قضايا المرأة. في رأيك لماذا اختفت الأفلام الداعمة لقضاياها؟- كل فترة لها ظروفها ومتطلباتها، وعلى أيامي كانت هناك موضوعات تناسب تقديمها على الشاشة وكان هناك كتاب يقدمون قضايا تهم المرأة، وكذلك ظروف السوق كانت مختلفة. أعتقد أن أطول فترة أخذت خلالها قضايا المرأة والبطولات النسائية عموماً زخماً كبيراً هي الفترة التي برزنا فيها أنا ونادية الجندي، لكن للأسف هذا الأمر اختفى تماماً من الساحة حالياً.• وكيف تقضين وقتك الآن؟- ما بين السفر الذي أعشقه ولقاءات الأصدقاء ومشاهدة التلفزيون.• وماذا يعجبك في الدراما؟- معجبة جداً بالأعمال التركية برغم المقاطعة، حيث تمتاز بجمال الطبيعة، والموضوعات الرومانسية الحلوة... أيضاً، معجبة بالدراما العربية الطويلة التي تجمع فنانين ينتمون إلى أكثر من جنسية عربية، وأرى أن هناك تطوراً في طريقة التناول وأتمنى خوض هذه التجربة.• لو عُرضت عليكِ إعادة تجربة «رابعة العدوية» في مسلسل، فهل توافقين عليه؟- لا أعتقد ذلك، لأن «رابعة العدوية» كانت حالة خاصة في حياتي، وكانت بداية خطواتي في الفن، ولا يمكن تكرار هذه التجربة، فمن أين نأتي بصوت مثل أم كلثوم لتغني في المسلسل، وكذلك مخرج وكاتب وشاعر يقدمون «رابعة العدوية» بهذا الجمال الذي شاهده الناس في الفيلم المعروف.• سبق أن صرحتِ بأن فيلم «الراقصة والسياسي» هو ابنك البكر، وأهم فيلم في تاريخك السينمائي. فما السبب؟- فعلاً، فهذا الفيلم كان حالة فنية ليس لدي وحدي فقط، بل لدى الجميع سواء في موضوعه أو في رقصاته التي يتم تداولها حتى الآن أو في الجمل الحوارية التي تُستعاد على مواقع التواصل الاجتماعي باستمرار، لذلك عندما كُرمتُ في مهرجان شرم الشيخ طلبت منهم عرضه.• تم تكريمك في ملتقى أولادنا لذوي الاحتياجات الخاصة عن فيلم «توت توت». حدثينا عن كواليس هذا الفيلم؟- هذا الفيلم من الأعمال القريبة جداً إلى قلبي، والفنان لا يقدم مثله في مشواره سوى مرة واحدة.وأتذكر عن حوار الفيلم كله كان 15 كلمة، فالتمثيل قائم في هذا الفيلم على تعبيرات الوجه وظهرت فيه من دون ماكياج.• هناك اتجاه في السينما إلى تقديم المجتمع بصورته السلبية بحجة الواقعية. فما رأيك في هذا الأمر؟- هذا الأمر يجب أن يقدَّم في حدود معقولة، وألا يكون كل الأعمال المقدمة في هذا الإطار، لأن لدينا موضوعات كثيرة تقدم بعيداً عن العشوائيات.• ما حقيقة تجسيدك مسيرة حياة السيدة جيهان السادات في عمل فني؟- هذا شرف لي، فالسيدة جيهان السادات شخصية عظيمة، وتربطني بها صداقة أعتز بها، وليست هناك فنانة لا تتمنى تجسيد مشوار هذه السيدة العظيمة. وهذا الأمر لم يخرج عن كونه أمنية كبيرة أتمنى تحقيقها، بمعنى أنني ليس لدي مشروع محدد لهذا الموضوع.
مشاركة :