«القمة الثقافية 2017»: الثقافة والفنون ليست رفاهية

  • 4/11/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد المشاركون في جلسات «القمة الثقافية 2017»، التي تقام فعالياتها في أبوظبي وتستمر حتى الخميس، أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به الثقافة والفنون في مواجهة العنف والتطرف والإرهاب الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط والعالم كله حالياً. مشددين على أن الفعاليات الثقافية والأنشطة والعروض الفنية لا يجب أن تقتصر فقط على الدول التي تتمتع بالرفاهية أو الاستقرار السياسي والاقتصادي، ولكنها يجب أن تقدم كذلك للمقيمين في مناطق الصراع والاضطرابات باعتبارها تعالج قسوة الحياة في تلك المناطق. ماذا « تخبرنا الفنون » عن كيفية  اتحادنا سوية قال مدير متحف ومؤسسة سولومون آر. جوجنهايم ريتشارد آرمسترونغ، خلال جلسة بعنوان «العالمية: ماذا تخبرنا الفنون عن كيفية اتحادنا سوية»، أن «الفنون لا يجب أن ترتبط بالرفاهية والاستقرار فقط، ولكن يمكن أن تقدم في أماكن الاضطرابات وأن تقوم بدور مهم هناك». لافتاً إلى ان التبادل الثقافي بين الشعوب يسهم في اكتشاف الذات كما أن «التعرف إلى نقاط الاتفاق والاختلاف مهم». وتطرق آرمسترونغ إلى أهمية المتاحف عموماً، ومتحف جوجنهايم بوجه خاص، مشيراً إلى أن المتاحف هي مخازن حية للحضارات. لافتاً إلى أن اتجاه أبوظبي لإقامة متحف «جوجنهايم أبوظبي» يمثل تحدياً كبيراً، متوقعاً أن يمثل المتحف عامل جذب كبيراً للمقيمين في الإمارات، نظراً لوجود فئة كبيرة من الشباب وصغار السن المهتمين بالفنون المعاصرة. جاء ذلك، خلال جلسات اليوم الأول من القمة التي تعد حدثاً ثقافياً عالمياً تستضيفه إمارة أبوظبي، في منارة السعديات، بمشاركة أكثر من 300 شخصية بارزة من قطاعات الحكومة ومجالات الفنون والإعلام والتكنولوجيا والسياسة والأعمال الخيرية وغيرها، لمناقشة موضوعات مهمة عدة تشغل الرأي العام، والدور الذي يمكن أن تؤديه الثقافة في مواجهة التحديات الملحة التي يواجهها العالم في يومنا هذا. من جانبه، شدّد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، على «التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم المشهد الثقافي العالمي، وتبني المعرفة، وفي الوقت نفسه الحفاظ على قيم وثقافة الإمارات وهويتها الوطنية». لافتاً إلى ان «كثيراً من أبناء الإمارات باتوا مواطنين عالميين بفضل انفتاحهم على الثقافات الأخرى، وما يتميز به مجتمع الإمارات من انفتاح واحتضان لمختلف الجنسيات». وأشار نهيان في كلمته إلى أن «ما تعيشه الإمارات حالياً من تقدم لم يحدث بين يوم وليلة، ولكن كان ثمرة مسيرة تنمية جادة قادها قائد مستنير هو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وضع أسساً قوية لبناء الدولة الحديثة من أهمها نظام تعليم متطور، وخلق قنوات اتصال مع مختلف دول العالم، والانفتاح على مختلف الثقافات واللغات، بالإضافة إلى إيمانه بأهمية الدور الذي يمكن أن تقوم بها المرأة في تنمية وبناء المجتمع». في حين أكد رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة محمد خليفة المبارك «أهمية منطقة الشرق الأوسط منذ القدم، حيث كانت نقطة تواصل منذ آلاف السنين بين حضارات الشرق والغرب، مشيراً إلى أن القمة الثقافية 2017 تمثل منصة لتشجيع بناء علاقات جديدة والتوصل إلى حلول مبتكرة تعتمد على الفنون لمكافحة التحديات العالمية، وتوفير بيئة حاضنة للفنانين والمثقفين، والإعلام المؤثر من أجل التعاون والعمل المشترك». وقال المبارك إن «القمة تسعى إلى طرح أفكار تخاطب بها عقول جيل المستقبل، وخلق طرق جديدة لتشجيع الإبداع والمبدعين ودعم النمو المجتمعي لأجيال المستقبل من خلال المشاركة الثقافية البناءة، حيث تجمع القمة مشاركين رفيعي المستوى من القطاعات الحكومية وقطاعات الفنون والتراث والتعليم والصحافة والعلوم والتكنولوجيا، يناقشون موضوعات الثقافة والاهتمامات المشتركة وبناء شراكات تعاون جديدة، ومناقشة سبل التصدي للتحديات الاجتماعية والسياسية بما يضمن الحصول على رؤية أوسع وأكثر شمولية». وأشارت وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، ورئيس مجلس إدارة هيئة المنطقة الإعلامية أبوظبي و«توفور54» نورة محمد الكعبي، خلال الجلسة التي حملت عنوان «دراسات حول معنى الترابط: علاقات التعاون الجديدة في العالم الجديد»، إلى حرص دولة الإمارات على إشراك الشباب في كل ما يحدث في الدولة من أنشطة وفعاليات وخطوات تنموية باعتبارهم قادة المستقبل. وفي ما يتعلق بالأوضاع في المنطقة، أشارت الكعبي إلى أهمية إعادة إحياء المواقع الأثرية والتاريخية التي تم تدميرها في المنطقة. كما تحدثت عن ضرورة تقديم محتوى إعلامي هادف ومتميز للأطفال «حتى لا يقتصر ما يتعرض له من محتوى على أخبار العنف والتدمير التي تبثها نشرات الأخبار»، مضيفة «سيسهم هذا المحتوى في تعريف العالم بنا بعيداً عن المعلومات التي تبثها نشرات الأخبار وهي لا تمثل إلا السطح فقط». واعتبرت مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونيسكو» إيرينا بوكوفا، في مداخلتها أن «الثقافة يمكنها أن تكون وسيلة لمواجهة الكثير من التحديات التي يواجهها العالم في الوقت الحالي، فهي وسيلة ترابط بين البشر على اختلاف جنسياتهم، ومن خلالها تبرز الهوية الإنسانية المشتركة، بما يسهم في نشر السلام والتسامح والتصالح بينهم». بينما تحدث وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي فرياد رواندزي، عن الأوضاع في بلاده، مشيراً خلال الجلسة التي حملت عنوان «العولمة والآخر: الدروس المستفادة من اللاجئين والنازحين»، أن المواجهة مع الجماعات المتطرفة تعتمد حالياً على الجانب العسكري، ولكن في المقابل من المهم أن يتم توظيف الثقافة لمواجهة هذا التطرف أيديولوجيا، لخلق مناخ جديد وفتح مجال للحوار بين مختلف الاتجاهات، معتبراً أن تحقيق هذا يتطلب إيجاد رؤى وأساليب ومفاهيم جديدة للثقافة بعيداً عن الأطر التقليدية.

مشاركة :