كشفت دراسة للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) والتي استطلعت أراء 4,076 من المقيمين في دول التعاون الخليجي حول استخدام البلاستيك، أن 38% فقط من سكان دول الخليج العربي على معرفة بأنواع المواد البلاستيكية التي يمكن إعادة تدويرها وتلك القابلة للتحلل، وهو ما يشير إلى الحاجة لبذل المزيد من الجهود لتوعية الأفراد بهذا الموضوع، وضرورة تعزيز هذه الثقافة ضمن النظم التعليمية في المنطقة. تأييد وأيد 48% من أفراد العينة، مفهوم إعادة تدوير نفايات البلاستيك وتحويلها إلى منتجات جديدة باعتباره أحد أفضل الحلول للحفاظ على البيئة بدلاً من اللجوء للطريقة التقليدية في التخلص من النفايات. كما حمل الأغلبية منهم الجهات الحكومية ومن ثم المنتجين والمصنعين مسؤولية بذل المزيد من الجهود لخفض الأثر الناجم عن التخلص غير المسؤول من النفايات البلاستيكية، حيث توقع المشاركون بالدراسة أن يكون للجهات الحكومية الخليجية دور ريادي في مبادرات التشجيع على إعادة التدوير وإطلاق المزيد من الحملات التعليمية والتوعوية عبر المنطقة. وأكد الدكتور عبد الوهاب السعدون الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) التزام الاتحاد بتقديم الحلول التي من شأنها المساعدة في الحفاظ على نظافة وسلامة البيئة، مشيراً إلى أن هذه الدراسة المسحية التي يتم إجراؤها للمرة الثانية منذ العام 2009 بدعم من الاتحاد، والتي تتناول استخدامات البلاستيك في دول مجلس التعاون الخليجي، تعد مصدراً موثوقاً وذات دلالة إحصائية تعكس نظرة مختلف شرائح المجتمع إلى مفهوم إعادة تدوير البلاستيك بالإضافة إلى تسليط الضوء على الحلول التي يرونها مناسبة لتحقيق التقدم بهذا المجال. وفي إطار تعليقه على نتائج الدراسة أشار الدكتور السعدون أن نتائج الدراسة تؤكد الحاجة الماسة لتكاتف الجهود بين الحكومات والجهات الصناعية لسد الفجوة التعليمية في المنطقة والعمل على إزالة اللغط المنتشر والمتأصل بشكل قوي في ثقافتنا فيما يتعلق باستخدام البلاستيك والتخلص منه، منوهاً بالجهود التي يبذلها الاتحاد مع الجهات الحكومية والجهات ذات الشأن من أجل تغيير هذه الأفكار والتشجيع على تبني وتطبيق التشريعات والمقاييس الأكثر كفاءة. دعم بدوره، قال الدكتور محمد الملا، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة قطر للبتروكيماويات (قابكو) ورئيس لجنة الصناعات البلاستيكية في الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا): "إن دعم الاتحاد لثقافة إعادة التدوير يعكس جهوده الرامية لحماية البيئة ودعم التنمية المستدامة ضمن صناعة البلاستيك في المنطقة". واستعرض ذاكر الربايعة، المدير التنفيذي لمعالجة النفايات في شركة «بيئة» دور عمليات إعادة التدوير في كونها حلاً بديلاً عن عمليات طمر النفايات والتي قد تحتوي على قيمة ، كما سلّط الضوء على أن اللجوء لحلول مثل البلاستيك القابل للتحلل هي حلول غير قادرة لحل المشكلة الأساسية بل على العكس من ذلك فهي قد تشجّع على سلوك رمي النفايات غير المسؤول والذي ينتهي بتلويث بيئتنا وذلك على غرار تعقيدها لعملية إعادة التدوير مسببة المزيد من الأضرار البيئية. وأكد د. السعدون أهمية إطلاق المزيد من الحملات مثل مبادرة «بيئة بلا نفايات» والتي تمكنت من إحداث تغيير في أنماط سلوك الأفراد.