تيلرسون: حكم عائلة الأسد يقترب من النهاية

  • 4/12/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون اليوم (الثلثاء) إن حكم عائلة الرئيس السوري بشار الأسد يقترب من نهايته، داعياً روسيا إلى التخلي عن دعمه، وذلك تزامناً مع فشل وزراء خارجية «مجموعة السبع» في الوصول إلى اتفاق لتشديد العقوبات على سورية وروسيا. وقال تيلرسون للصحافيين في لوكا في إيطاليا في اجتماع لوزراء خارجية «مجموعة السبع» قبل توجهه إلى موسكو، إن «روسيا تتحالف مع نظام الأسد والإيرانيين وحزب الله. هل هذا تحالف طويل الأمد يخدم مصالح روسيا؟». ووصف استخدام غاز الأعصاب بالعمل «الوحشي». وأضاف: «نأمل بأن تخلص الحكومة الروسية إلى أنها ربطت نفسها بتحالف مع شريك غير جدير بالثقة متمثلاً ببشار الأسد». وتابع: «من الواضح لنا أن حكم عائلة الأسد يقترب من النهاية». وأشار تيلرسون إلى إن روسيا فشلت في لعب دور الضامن لاتفاق العام 2013 لإخلاء سورية من الأسلحة الكيماوية التي تظل تهديداً في ظل «الأوضاع الفوضوية على الأرض في سورية». وقال: «لا نريد أن يسقط مخزون النظام من الأسلحة الكيماوية في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أو غيرها من الجماعات الإرهابية التي قد تهاجم وتريد مهاجمة الولايات المتحدة أو حلفائنا». وأضاف: «ولا يمكننا قبول تطبيع استخدام جهات أو دول أخرى أسلحة كيماوية في سورية أو أي مكان آخر». وتابع أن واشنطن ستبحث عن خيارات استراتيجية لوقف تصاعد العنف في سورية، لافتاً إلى أن الهجوم الصاروخي على القاعدة الجوية السورية الأسبوع الماضي رد مباشر على همجية نظام الأسد. وكان الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر قال أمس، إن الرئيس دونالد ترامب مستعد لإجازة شن هجمات إضافية على سورية، إذا استمر استخدام الأسلحة الكيماوية هناك. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت إن دول «مجموعة السبع» سيطلبون من روسيا الكف عن «الرياء» في ما يتعلق بسورية والعمل مع الدول الأخرى لإنهاء الحرب الأهلية. وأضاف للصحافيين في توسكانا في إيطاليا أن «مجموعة السبع ستبلغ روسيا بوضوح شديد بأن هذا الرياء يجب أن يتوقف. يجب أن تتدخل بصدق وإخلاص في العملية السياسية حتى نخرج من هذا الموقف الذي وجدنا أنفسنا فيه». وتابع إرولت أن الضربة الصاروخية الأميركية على قاعدة جوية سورية الأسبوع الماضي فتحت «نافذة صغيرة» أمام محاولة إنهاء النزاع. وقال إن الاجتماع لم يتطرق في شكل يذكر إلى مسألة تشديد العقوبات. وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون صرح أمس بأن لندن ستبحث إمكان زيادة العقوبات على شخصيات عسكرية سورية وروسية كبرى. وفشل وزراء خارجية «مجموعة السبع» في الوصول إلى اتفاق في شأن تشديد العقوبات على سورية وروسيا، بحسب ما ذكر وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو الذي أكد أن المجموعة لا تريد حصار روسيا وتسعى بدلاً من ذلك إلى علاقة بناءة مع موسكو. ووفقاً لتقديرات مسؤولين إيطاليين، كبدت العقوبات التي فرضت على روسيا بعد ضمها شبه جزيرة القرم في العام 2014، إيطاليا خسائر بلغت حوالى أربعة بلايين يورو في شكل أنشطة تجارية مفقودة. وعارضت روما محاولات سابقة لفرض عقوبات جديدة على موسكو. غير أن جونسون قال في وقت لاحق للتلفزيون البريطاني إنه كان هناك اتفاق على تأييد فرض مزيد من العقوبات إذا تسنى جمع أدلة ضد المتورطين في الهجوم بغازات سامة على بلدة خان شيخون في ريف إدلب الأسبوع الماضي. وقال إن بريطانيا وشركاءها الأوروبيين سينتظرون نتائج تحقيق لـ «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية». من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا لديها معلومات بأن الولايات المتحدة تخطط لشن ضربات صاروخية جديدة على سورية وإنها تدبر لاختلاق هجمات بالغاز وإلصاق التهمة بالنظام السوري. وأوضح: «لدينا معلومات بأنه يجري التجهيز لاستفزاز مشابه... في أجزاء أخرى من سورية بما في ذلك ضواحي دمشق الجنوبية، حيث يخططون مرة أخرى لزرع بعض المواد واتهام السلطات السورية باستخدام (أسلحة كيماوية)». ولم يقدم ما يثبت ذلك. وجاء تصريح بوتين خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا قبل ساعات من وصول تيلرسون إلى موسكو وبعد أيام من تنديده بالضربة الصاروخية التي شنتها الولايات المتحدة على القاعدة العسكرية السورية. وأكد بوتين أن روسيا ستطلب في شكل عاجل من «منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية» التحقيق في هجوم إدلب. وأضاف أن روسيا ستتقبل الانتقادات الغربية لدورها في سورية، لكنه يأمل بتخفيف المواقف في نهاية المطاف. وقال الناطق باسم بوتين إنه لا توجد خطط معدة سلفاً لبوتين للقاء تيلرسون غداً، لكن وسائل الإعلام الروسية نقلت عن مصادر غير معروفة القول إن مثل هذا الاجتماع قد يعقد. وحض ماتاريلا روسيا على استخدام نفوذها لمنع حدوث المزيد من الهجمات الكيماوية في سورية. وقال: «ندعو الجميع وموسكو أيضاً إلى استخدام نفوذهم من أجل تجنب تكرار مثل هذه الهجمات». في السياق نفسه، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن النتائج التي توصلت إليها أنقرة أظهرت أن الحكومة السورية ما زالت تملك قدرات حربية كيماوية، وحض على اتخاذ إجراءات للحيلولة دون استخدامها. وأضاف في تصريحات إلى قناة «تي آر تي» الإخبارية الرسمية التركية من إيطاليا أن هناك حاجة ملحة لحكومة انتقالية في سورية، وأن أخطار الأسلحة الكيماوية ستظل قائمة ما دام الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة. ونقلت «وكالة الإعلام الروسية» عن الناطقة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا قولها إن محادثات ثلاثية ستجرى نهاية هذا الأسبوع في موسكو بين وزراء خارجية روسيا وسورية وإيران. وذكرت نقلاً عن سفير سورية في موسكو قوله إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيتوجه إلى روسيا قريباً في زيارة رسمية، وأن المحادثات ستركز على المزاعم الأميركية بشن هجوم بغاز سام في محافظة إدلب السورية والضربة الصاروخية الأميركية على قاعدة جوية سورية رداً على ذلك.

مشاركة :