نجح فريق طبي بمستشفى الموسى التخصصي ممثلاً في أقسام (الدم والأورام للأطفال، والرعاية المركزة للأطفال، والجراحة)، في استئصال طحال ومرارة لطفلة 4 سنوات تعاني من مرض تكسر الدم المنجلي من النوع الشديد، مما سبب لها أزمات طحال متكررة، نتج عنه نقص حاد وشديد في الدم وكرات الدم الحمراء والبيضاء، بالإضافة إلى تكون حصوات بالمرارة، وكانت تحتاج إلى نقل دم بشكل متكرر، مما أدي إلى خطر شديد على حياتها. من جانبه ، يقول الدكتور عمر شامدين استشاري أمراض الدم والأورام عند الأطفال بمستشفى الموسى التخصصي أنه تكرر دخول الطفلة إلى العناية الفائقة بالمستشفى من جراء هذا النقص الشديد في الدم وأزمة الطحال وحصوات بالمرارة، الأمر الذي كان يسبب لها ألمًا شديدًا بالبطن مع صعوبة في الأكل بالإضافة إلى بطء في النمو. وبعد إجراء لها كافة الفحوصات الطبية بالمستشفى من ناحية المختبر والأشعة حيث اتضح من خلالها أنها تعاني من فقر دم شديد وتضخم بالطحال وحصوات متعددة بالمرارة، بالإضافة إلى أنها تعاني من تأخر بالنمو من جراء هذا المرض ومضاعفاته. وبناء علي هذه المعطيات كان التفكير بضرورة استئصال الطحال والمرارة بشكل سريع من أجل الحفاظ على حياة هذه الطفلة نتيجة تكرار أزمة الطحال. ومن جهة أخرى أكد الدكتور أسامة قطيع – استشاري العناية المركزة للأطفال – على أن مريض فقر الدم المنجلي يكون معرضًا للعديد من المضاعفات الخطيرة، إذا لم يتم تحضيره بشكل جيد للجراحة، مضيفًا أنه لضمان نجاح تلك العملية وللحد من مضاعفاتها على الطفلة تم التفكير في تجهيزها لإجراء الجراحة بأكبر قدر من الأمان حفاظًا على حياتها. فقمنا بعمل قسطرة فخذية مزدوجة لتبديل دم الطفلة جزئيًا حتى نصل إلى نسبة تركيز الهيموجلوبين المطلوبة، وبهذا استطاع الجراح إجراء استئصال الطحال والمرارة في عملية واحدة دون أية مضاعفات. وتأتي طريقة العملية هي “عمل تبديل الدم الجزئي” (Partial exchange Transfusion)وهي عبارة عن سحب كمية معينة من دم الطفلة من أحد فتحات القسطرة المزدوجة، واعطاء نفس الكمية من دم آخر نقي من خلال الفتحة الأخرى، والقيام بذلك بكمية مناسبة لوزن الطفلة تعادل 800 ml خلال 3 ساعات، مع ملاحظة أنه يتم خلالها مراقبة العلامات الحيوية للمريض (الصفائح الدموية – خضاب الدم – الكالسيوم)، خشية حدوث أية مضاعفات لا سمح الله، وتعتبر هذه الحالة أول حالة تبديل دم جزئي لطفلة في العناية الفائقة للأطفال بالموسى، بعدها ذهبت الطفلة إلى غرفة العمليات لإجراء المنظار لاستئصال الطحال والمرارة. من جانبه أوضح الدكتور محمد شور – استشاري الجراحة العامة بمستشفى الموسى التخصصي – والذي أجري جراحة المنظار بالتعاون مع د. إيلي حاكمه – استشاري الجراحة العامة والمناظير بالمستشفى أن أساس العمل في مثل هذه الجراحات هو التحضير والاعداد الجيد للحالة حيث أن جراحة استئصال الطحال بالمنظار تعد أحد أهم جراحات المناظير المتقدمة، وذلك لأن موقع الطحال بالجسم حساس لأنه عضو دموي ويقع بالقرب من أجهزة الجسم الأخرى الحساسة (المعدة القولون والبنكرياس والكلى اليسرى)، وهو يأخذ تغذيته الدموية من كل الاتجاهات. فإجراء مثل هذه العملية بالمنظار ولطفلة يُعد من العمليات الحساسة والدقيقة. ويضيف الدكتور شور أنه بعد عزل الطحال عن بقية أجهزة الجسم تمكنَّا بعون الله من قطع الشرايين والأوردة الدموية المغذية له، وقمنا باستئصاله بعد وضعه في كيس مخصص من خلال إحدى فتحات المنظار 1.5سم، وتمكنَّا أيضًا من استئصال المرارة حيث وُجد بها التهاب مزمن نتيجة الحصوات، ومكثت المريضة 3 أيام وغادرت بعدها المستشفى. الجدير بالذكر أنه بعد أن تم استئصال الطحال والمرارة للطفلة أصبحت الآن لن تحتاج إلى نقل دم بشكل متكرر كما كانت من قبل، كما أن نسبة الآلام ومضاعفات حصوات المرارة تم التخلص منها نهائيًا، وتتمتع الآن الطفلة بصحة جيدة.
مشاركة :