حكاية الرجل الذي يصدر القلنسوة اليهودية من غزة إلى إسرائيل

  • 4/13/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

صورتان متناقضتان تماماً: إسرائيل تفرض طوقاً شاملاً وقيودًا مشددة على قطاع غزة منذ حوالي عشر سنوات، بينما يقوم محمد أبو شنب في القطاع بحياكة الكيباه، أو القلنسوة التي يضعها اليهود على رؤوسهم، وتصديرها إلى إسرائيل. لكم أن تتخيلوا كم الجدل الذي دار حول هذه القلنسوات والرجل السبعيني الذي يصدرها، في ظل الصراع القائم بين الدولتين. حكاية المصنع يمسك أبو شنب قطعة كبيرة من القماش ويقصها، وهو يشرح أن ما يقوم به ليس له علاقة بالسياسة أو الحرب. هو يمتلك مصنع حياكة في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة ويديره مع أسرته. ورغم قلة الإمكانات المتوفرة من حيث آلات الحياكة أو المواد خام والخيطان والأقمشة في القطاع المحاصر منذ عشر سنوات، ينتجون الملابس النسائية والرجالية. وفي الآونة الأخيرة، بدأوا بحياكة القلنسوات. "قمت بصناعة قبعات المستوطنين لأول مرة في غزة ليلبسها البابا والقسيس والمتدين المسيحي واليهودي"، يقول لرصيف22.أقوال جاهزة شاركغرد"العداء السياسي شيء والعمل شيء آخر"، يقول أبو شنب الذي يصدر القلنسوات اليهودية من غزة إلى إسرائيل شاركغردخياط فلسطيني يصدر قبعات اليهود "الكيباه" من غزة إلى إسرائيل ينتج مصنعه اليوم حوالي 400 قلنسوة أسبوعياً، يعمل عليها عشرة عمال لثماني ساعات يومياً. وقد بدأ المصنع بإنتاج الملابس وتصديرها إلى إسرائيل بعد سنوات من التوقف التام بسبب فرض حصار مشدد على القطاع. "التاجر اليهودي الذي يقوم بتسلم القبعات يشعر بالفرح لكوني أعمل هذه الكمية… فهو يصدرها لأمريكا ويطالبني الآن بعمل بالطو (جاكيت المتدينين اليهود الأسود)"، يقول أبو شنب.كيف انتهى عصر الصناعة الذهبي؟ تفرض اسرائيل حصاراً برياً وجوياً وبحرياً على قطاع غزة منذ يونيو 2006. وقد شهد هذا القطاع الساحلي الذي يسكنه أكثر من مليوني نسمة، ثلاثة حروب إسرائيلية منذ نهاية عام 2008، خلفت دماراً كبيراً، تضررت على أثره جميع مناحي الحياة. ولم يكن قطاع النسيج والملابس بعيداً عن هذه الحرب، فقد أسفرت عن تدمير خمسين مصنعاً كلياً بحسب أبو شنب، الذي عمل رئيساً لاتحاد صناعة الملابس والنسيج الفلسطيني سابقاً. وأدخلت إسرائيل العام الماضي تسهيلات "محدودة"، كما يقول مسؤولون في وزارة الاقتصاد التي تديرها حركة حماس، لكن هذه التسهيلات لم تعد لهذا القطاع عصره الذهبي الذي ازدهر في أوائل التسعينيات. فقد عمل حينها حوالي 35 ألف عامل في أكثر من 900 مصنع للحياكة، في القطاع الذي كان يصدر نحو 4 ملايين قطعة ملابس شهرياً إلى إسرائيل بحسب أبو شنب. حالياً، يعمل حوالي أربعة آلاف عامل فقط في هذا المجال، موزعين على 150 مصنع للخياطة، تبيع غالبية إنتاجها داخلياً. وقد امتلك كان أبو شنب 50 آلة خياطة قبل الحصار المشدد الذي دفعه لتقليصها إلى 10 آلات.فصل العمل عن السياسة واجه أبو شنب كماً من الانتقادات داخل القطاع، فبدأ الإعلام المحلي يكتب عنه، واتهمه البعض بالخيانة لبيع قطعة ذات رمز ديني لإسرائيل التي تخنق سكان القطاع، وقد يرتديها سكان المستوطنات. واتهمه أفراد الحي الذي يقطنه بالعمالة. يشعر بالضيق أحياناً، لكنه لا يخجل من عمله. فالفصل برأيه بين السياسة والعمل والدين أمر مهم. وتصنيعه لزي ديني، هو بمثابة تصنيع ملابس لشخص مسيحي أو مسلم. "العداء السياسي شيء والعمل شيء آخر"، يقول أبو شنب لرصيف22. وقد فتح له عمله أبواب صداقة مع مستوردين إسرائيليين، يسألون عنه وتربطه بهم مصالح بعيدة عن الموضوع السياسي. "نحن لسنا جنوداً" يضيف أبو شنب، "وهدفنا أن نقول للعالم أن غزة لا تصنع الإرهاب ونحن دعاة سلام وها نحن نصنع القبعات".اقرأ أيضاًكيف تحول قذيفة إسرائيلية إلى لوحة فنية؟إذا أردت زواجاً مجانياً في غزة... عليك بحفظ القرآنجثة تطير وديك يختفي... عن قصص الأسماء الغريبة لأحياء غزة نتحدث كلمات مفتاحية غزة فلسطين التعليقات

مشاركة :