نيويورك - قررت شركة يونايتد إيرلاينز الأميركية للطيران عدم الاستعانة مرة أخرى بضباط شرطة لإنزال ركاب من طائرات زائدة العدد بعد الغضب العارم الذي انتشر فور نشر تسجيل مصور يظهر فيه راكب أثناء جره من إحدى طائرات الشركة في شيكاغو بشكل عنيف. وقال أوسكار مونوز الرئيس التنفيذي للشركة محطة إيه.بي.سي نيوز التلفزيونية الأربعاء "لن نستعين بمسؤولي إنفاذ القانون لإبعاد راكب أتم حجزه ودفع ثمن التذكرة وجلس على مقعده." وتابع أن الحادث الذي وقع يوم الأحد نجم عن "مشكلة في النظام" منعت الموظفين من إعمال "الحس السليم" في ذلك الموقف وأن الدكتور ديفيد داو الذي جره ضباط الأمن إلى خارج الطائرة لم يرتكب جرما. وانتشرت ردود الفعل على الحادث في أنحاء العالم ودعا مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة والصين وفيتنام إلى مقاطعة ثالث أكبر ناقلة للركاب في الولايات المتحدة. ولطخت تلك اللقطات سمعة الناقلة الأميركية التي تقود إلى جانب ثلاث ناقلات أخرى حملة ضد نظيراتها الخليجية وحاولت الضغط على الحكومة الأميركية السابقة لإلغاء اتفاقية السماوات المفتوحة ولاتزال تواصل مسعاها بزعم أن شركات النقل الخليجية وهي طيران الامارات والاتحاد للطيران والخطوط القطرية تلقت دعما حكوميا أضر بالمنافسة. لكن حادثة الاعتداء الأحد الماضي على راكب أتم اجراءات الحجز على احدى طائرات يونايتد ايرلاينز بشكل قانوني تعزز وجاهة الرأي القائل بأن الناقلات الجوية الأميركية عموما عاجزة عن مجاراة النمو والتطور الجامح للناقلات الخليجية. وتثبت تلك الحادثة أيضا حجم الارباك وسوء الخدمات وتدني مستوى التنظيم الذي يطبع تعاملات يونايتد ايرلاينز مع حرفائها، في الوقت الذي توفر فيه الناقلات الخليجية مستوى رفيعا من الخدمات لحرفائها بما يضمن لهم سبل الراحة على متن طائراتها. والحملة التي تقودها الناقلات الأميركية ضد نظيراتها الخليجية بما شملته من محاولات تشويه عبثية ثبت زيفها في النهاية، مردّها أصلا فقدانها (الناقلات الأميركية) حصصا كبيرة من سوق الحجوزات العالمية لصالح الناقلات الخليجية. وأزاح النمو الجامح لطيران الإمارات يونايتد إيرلاينز من أجوائها. واستحوذت الناقلة الاماراتية على المزيد من المسارات بعد عجز ناقلات أميركية عن منافستها ومجاراة تطورها وتوسعها. وكانت شركة يونايتد إيرلاينز الأميركية قد اضطرت في يناير/كانون الثاني إلى الغاء رحلاتها بين واشنطن ودبي وهو ما يعني أنه لن تقوم ناقلة ركاب أميركية برحلات مباشرة إلى دول الخليج. وجاءت تلك الخطوة بعد أن منحت الحكومة الأميركية عقدا حكوميا للسفر على هذا المسار في العام 2016 إلى منافستها جيت بلو إيروايز وشريكتها طيران الإمارات. وقالت يونايتد حينها، إن شركة طيران الإمارات ومقرها دبي ستقوم بنقل ما يقدر بنحو 15 ألف موظف حكومي أميركي، مضيفة "قدمنا احتجاجا رسميا على هذا القرار لكن في نهاية المطاف لم ينجح مسعانا."
مشاركة :