كيف انتشر الفكر التكفيري في سيناء؟ (2)

  • 4/13/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تنظيم التوحيد والجهاد منفذ عملية طابا ودهب في 2005 وجند الإسلام تتبنى تفجير مبنى المخابرات شورى المجاهدين تتخصص في إطلاق الصواريخ على إسرائيل أكناف بيت المقدس صاحب تفجيرات خطوط الأنابيب أنصار الجهاد فرع القاعدة المصري وداعش جمع كل الفصائل تحت لوائه   مع خسارة التيار الإسلامي في فترة حكمة لمصر والتي لم تتجاوز العام، أعطى هذا مسوغاً للجماعات التكفيرية والجهادية بسيناء، أن ما تفعله وما تعتنقه من أفكار مرتبطة بالكفر بالديموقراطية هو الصواب وأنه لا طائل من ورائها، وأن الحل في الوصول إلى الدولة الإسلامية المنشودة بالنسبة لهم، لن يأت عبر صناديق الاقتراع أو بوابات الديموقراطية. ونجح زعيم تنظيم القاعدة وقتها الدكتور أيمن الظواهري أن يستثمر الحدث جيدا وكان من الذكاء أن يخرج في تلك الفترة بالتسجيل الصوتي ليثبت صحة أفكاره وفساد رأى التيارات الإسلامية الأخرى،  ويحفز التيارات المتشددة على مواصلة الطريق والضغط بالمزيد من العمليات، و يلعنوا الولاء له تنظيمياً وفكرياً. وعاشت في سيناء مجموعة كبيرة من التنظيمات المتطرفة و التكفيرية، وظلت علي موقفها من الدولة ومن النظم الحاكمة، من رفضها للتبعية، وتكفيرها للنظم الديموقراطية، ومع تعدد المسميات اتفقت الأفكار وتعانقت الرؤي، وظل الهدف واحد لديها جميعاً، وتخصص كل فصيل منهم في مهام محددة، ومع مرور الوقت انصهرت هذه التنظيمات في بوتقة التنظيم الأكبر عدداً وقوة ونفوذا وقتها وهو تنظيم أنصار بيت المقدس، والذي بايع البغدادي ، وأضفي علي نفسه لقب” ولاية سيناء”.   أبرز الجماعات التي نشأت في سيناء      جماعة التوحيد والجهاد هو تنظيم جهادي متطرف شديد العنف، يقترب إلى الفكر التكفيري أكثر من اقترابه من الفكر السلفي الذي تعتقده معظم التيارات الجهادية الموجودة علي الساحة المصرية، أسس هذا الكيان في عام 2002 على يد طبيب أسنان يدعى خالد مساعيد، وأخر اسمه خميس الملاحي، وقد لقي الأول مصرعه على يد قوات الشرطة في سبتمبر عام 2005 . وفي عام 2005 أطلقت هذه الجماعة على نفسها مسمى “القاعدة و الجهاد” وهذا التنظيم هو الذي قام بعمل تفجيرات سيناء الشهيرة، والمعروفة إعلاميًّا باسم تفجيرات طابا ودهب في 2004 و 2006 ودعت إلى إقامة إمارة إسلامية في سيناء، كما أنه كانت تربطها علاقة فكرية بتنظيم القاعدة. وقد ضلع هذا الكيان في الكثير من التفجيرات التي وقعت في سيناء وقد القى الأمن المصري القبض على العديد من عناصر التنظيم وحكم على عدد منهم بالإعدام، ثم عادت هذه الجماعة للعمل مرة أخري عقب ثورة 25 يناير، وينسب لها خطف 25 خبير صيني بوسط سيناء على خلفية المطالبة بالإفراج عن عدد من اتباع التنظيم في السجن . مجلس شوري المجاهدين ظهر هذا الكيان بسيناء ، وكان يضم مصريين وعربا و يتخذ من شمال سيناء مقرا له، حيث أعلن هذا الكيان عن وجوده في سيناء من خلال مقطع فيديو تم بثه على اليوتيوب في يوليو2011 أكد فيه عزمه على خوض حرب استشهادية، واستنزافية، ضد العدو الإسرائيلي، وفتح عدد من جبهات القتال ضده تنطلق من سيناء. كما بث التنظيم بياناً مصوراً، أعلن فيه مسؤليته عن الهجوم الذي أسفر عن مقتل إسرائيلي وقد ظهروا وهم يرتدون ملابس عسكرية ويختارون دورية عسكرية إسرائيلية هدفاً لهم. جماعة  أنصار الجهاد تعتبر هذه الجماعة أحد أذرع تنظيم القاعدة المنتشرة في المنطقة العربية لاسيما العراق والشام، حيث ظهر هذا التنظيم بقوة عقب ثورة 25 يناير، واعلنوا ولائهم ومبايعتهم لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في بيان صدر في 23/1/2012، جاء فيه ” إلي أميرنا الحبيب و شيخنا المفضال أبي محمد أيمن الظواهري حفظك الله ونصرك وأعانك- من جنودك في سيناء الحبيبة في أرض الكنانة، نبايعك على السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر، فأرم بنا حيث شئت فلن ترى ولن تسمع منا إلا ما تقر به عينك، وتشفي به صدرك، فلن نقر ولن نستسلم إلا على أخر قطرة من دمنا في سبيل الله وحتي يحكم الإسلام- واختتم البيان بتوقيع جندكم في جماعة أنصار الجهاد في سيناء. وأنصار الجهاد مثل غيرهم من التنظيمات، يسعون إلى إقامة إمارة إسلامية في سيناء، وتكون الشريعة هى مصدر التشريع الوحيد لهم، و  من ثم كانوا يسعون إلى طرد قوات الجيش والشرطة من شمال سيناء والضغط على الحكومة المصرية، لكي تلغي اتفاقية كامب ديفيد مع الكيان الإسرائيلي والتدخل لفك الحصار عن غزة . وأشارت بعض التقارير الأمنية وقتها أن التنظيم يتكون من مصريين من أبناء سيناء وغيرهم من المحافظات المصرية، إضافة إلى وجود بعض العناصر السابقة من تنظيم الجهاد الذين خرجوا من السجون في أحداث ثورة يناير مع التنظيم. وقد تبنى أنصار الجهاد في سيناء عمليات التفجيرات المتتالية لخط الغاز المؤدي إلى إسرائيل عبر محافظة شمال سيناء، وكذلك تفجير إيلات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي قتل فيها 8 جنود إسرائيليين في أغسطس 2014، كما حاول التنظيم تدمير وحرق قسم شرطة ثاني العريش وكذلك قام التنظيم بقتل ضابط شرطة بالسياحة، وشرطي آخر أمام مسجد الإسكندرية بالعريش. ويعد هذا التنظيم ذو توجه سلفي جهادي كان يسعى في المقام الأول إلى تهديد أمن اسرائيل من خلال تفجير خطوط الغاز المتجهة من مصر إلى إسرائيل، وإطلاق الصواريخ على إسرائيل من داخل سيناء. السلفية الجهادية وإن كان من الأولي إطلاق مسمى تيار السلفية الجهادية، إذ يندرج تحت هذا المسمى الكثير من الكيانات والأشخاص الذين يعتنقون هذا الفكر، إذ يعد هذا التيار هو الفرع المصري لتنظيم القاعدة ويدين بالولاء للدكتور أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، إلا أنه لم يكن يوجد ثمة ارتباط تنظيمي بالقاعدة الأم، و يتخذ هذا الكيان من شمال سيناء مركزاً له، ويعتبر هذا الكيان الجهاد هو فريضة مطلوبة من أجل إقامة الدولة الإسلامية والخلافة من مصر، لتنطلق إلي باقي الدول، وقد دعى إلي تكوين إمارة إسلامية لتكون نواة إلي عودة الخلافة الإسلامية مرة أخرى. جماعة التكفير والهجرة حيث انتقل فكر مؤسس الجماعة شكري مصطفي والقائم على تكفير المجتمع  إلي سيناء، عن طريق بعض اتباعه، الذين خرجوا من السجن، في حين يرى بعض المراقبين أن جماعة التوحيد و الجهاد كانت هى البديل لهذه الجماعة في سيناء، وتحمل نفس أفكارها مع اختلاف المسميات. جماعة الرايات السود كيان لا يتجاوز عدده المائة شخص تقريباً، وتم إطلاق هذا المسمى عليها لكونها تحمل الراية السوداء المكتوب عليها شهادة التوحيد، على اعتبار أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحملها، وكانت تقوم أفكار هذه الجماعة على تكفير الحاكم، وكل أفراد نظامه، الذين لا يطبقون الشريعة الإسلامية، وكذلك تكفير كل من له يد في ذلك مثل مجلس النواب وغيره، ممن يشرع من دون الله بحسب فهمهم، وعرفت هذه الجماعة من خلال قيامها بقتل احد رجال الأمن بالعريش والقي القبض على معظم اتباعها ولم يعد لها وجود على الساحة السيناوية . جند الإسلام هذه الجماعة لم يكن لها أي تواجد من قبل في سيناء، إلا من خلال العملية الإرهابية التي قامت بتنفيذها وهى استهداف مقر المخابرات الحربية في سيناء، و أعلنت عن ذلك في بيان رسمي لها ،وإن كانت  الدلائل تشير إلي ثمة إرتباط بين جيش الإسلام الذي كان موجود بسيناء و نظيره في سوريا، والذي يضم عدداً من الكتائب المسلحة. أبرز العمليات التي قامت بها العناصر المتشددة بسيناء هناك العديد من العمليات الارهابيه  التي وقعت في سيناء من قبل هذه التنظيمات المسلحه خلال الفترة التي كانت هذه التنظيمات موجودة في سيناء قبل أن تختفي، وكان من أبرز هذه العمليات هو حادث طابا ونويبع في 24/10 /2004 حيث وقعت 3 تفجيرات متزامنة استهدفت فندق الهيلتون و معسكر دار القمر و مخيم البادية واسفر الحادث عن مقتل 34 شخصا واصابه 95 آخرين. وجاء بعده حادث شرم الشيخ في 23/7/2005 حيث وقعت ايضا 3 تفجيرات متزامنة استهدفت السوق التجاري و ساحة انتظار السيارات بخليج نعمة وفندق غزاله وقد اسفر الحادث عن مقتل 73 شخصا وإصابة 144 آخرين. وفي العام التالي تحديدا في 24/4/2006 وقع حادث دهب حيث وقعت 3 تفجيرات استهدفت منطقة المبسط و كافتيريا علاء الدين وشارع البازارات واسفر الحادث عن مقتل 23 شخصا واصابة 85 آخرين.   كما وقع حادث بنك الإسكندرية بالعريش في 22/6/2010 والذي اسفر عن مقتل ضابط و شرطي واصابة مجندين، أيضا حادث استهداف قسم شرطة ثان العريش في 29/7/2011 والذي اسفر عن مقتل ضابط و شرطي وضابط بالقوات المسلحه واصابة عدد من جنود الشرطة و الجيش، ثم جاء حادث معبر كرم سالم في 5/8/2012 والذي اسفر عن مقتل 16 مجندا من الجيش وإصابه 7 آخرين أثناء تناولهم الإفطار في شهر رمضان. ويعد كمين الريسه بالعريش من أكثر الأماكن التي تعرضت للهجوم حيث وصل الهجوم عليه إلي ما يقرب من 40 مرة كان بين وقوع حالات قتل و اصابات، وفي 19 اغسطس 2013  قتل 25 مجندا، أثناء سيرهم في طريق العريش رفح وهم يستقلون سيارة ميكروباص، وفي 11/9/2013  نفذت مجموعة هجوما انتحاريا على مقر المخابرات الحربية بشمال سيناء أسفر عن وقوع 6 قتلى من الجنود وسقوط أكثر من 17 مصابا بينهم مدنيين منهم ثلاث سيدات . العمليات العسكريه بسيناء هل تجدي؟ يرى علي بكر الباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية و الإستراتيجية، أن العمليات العسكرية في سيناء ليست سهلة، بل هى في غاية الصعوبة نظراً لمساحة سيناء الشاسعة وصعوبة تضاريسها خاصة  في المناطق التي يختبئ فيها أعضاء التنظيمات المسلحة، كما أن هناك صعوبة في تحديد الأشخاص المطلوبين وأماكن تواجدهم نظراً لتحركاتهم المستمرة . واعتبر الباحث أن العمليات التي يقوم بها التنظيم والأسلحة المضبوطة و نوعيتها، أظهرت بقوة ضخامة التمويل لهذه التنظيمات، لكن في ذات الوقت يرى الباحث ،أن العمليات العسكرية في سيناء، تعد ضربات مؤلمة لهذه التيارات، نظراً لقتل عدد كبير من أعضائها وقياداتها وإلقاء القبض على أخرين، مما أثرعلى قوة التنظيم، أضف إلي ذلك ضرب الكثير من معاقلهم والمناطق التي يشنون منها الهجوم، مشيراً إلي أن تدمير الأنفاق له تأثير كبير على هذه التنظيمات سواء في التحرك و التخفي والهروب، ومن ثم فإن هذه العمليات سوف تؤدي إلي تجفيف الموارد البشرية و المادية لهذه التنظيمات تماماً.شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :