كتاب هبّة: كيف تنتشر الأفكار في الكويت؟ (2)

  • 12/17/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حظي التجار بمكانة اجتماعية وثقة الحاكم التي مكنتهم من جلب الأفكار المستحدثة. ولم يقتصر دور التجار على جلب البضائع وإنما نقل عادات ومذاقات وطرق في الحياة أثرّت في المجتمع. وحظيت أسرة آل إبراهيم مثلا بنفوذ تجاري كبير، ومعاملة خاصة من الحكام وصلت لحد إعفائها من الرسوم الجمركية. والسبب في اعفائهم، هو أن ثروة الأسرة كانت مُسخَّرة لخدمة الكويت، إن احتاج إليها الحاكم. ومن أفراد الأسرة المعروفين، جاسم الإبراهيم، الذي أهدى سيارة للشيخ مبارك في 1912. وكانت السيارة التي أهداها الإبراهيم هي الأولى في الكويت والجزيرة العربية، ولهذا كانت مفاجئة للجميع. وحصل يعقوب بهبهاني على وكالة ساعات «ويست اند» السويسرية. وقد صنعت الحرب العالمية الأولى سُمعة جيدة لساعات «ويست اند»، وذلك لأن الجنود الإنكليز الذين احتلوا العراق في أثناء الحرب كانوا يلبسونها. واثبتت الساعة قدرتها الفائقة على تحمل أقسى الظروف، مع المحافظة على دقّتها. لكن وكمثيلاتها من الساعات السويسرية، لم يرتد «ويست اند» سوى أفراد النخبة. واسهم التجار في نقل الأفكار العصرية عبر اشتراكهم في المجلات العربية التي كانت تصل بالبريد من خارج الكويت، كمجلة المنار والمؤيد. وذُكِر أن أسرة التاجر خالد الخضير كانت من العائلات التي اشتركت في هذه المجلات، وكان يأتي التجار إلى محلهم للاطلاع عليها. * د. هشام العوضي استاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية في الكويت

مشاركة :