سعاد الصباح... لعل وعسى - مقالات

  • 4/13/2017
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

يقولون إن الكتابة إثم عظيمفلا تكتبي...وان الصلاة أمام الحروف حرامفلا تقربي...وان مداد القصائد سمفاياك أن تشربي...وهأنذا قد شربت كثيراً...فلم أتسمم بحبر الدواة على مكتبيوهأنا قد كتبت كثيراوأضرمت في كل نجم حريقاً كبيرا...وسأظل أشعل حرائقيكلمات يتذوقها القلب فيستطعم حلاوتها... الكلمات كتبتها الدكتورة سعاد الصباح في مقابلة لها في جريدة «الأنباء».في تلك المقابلة الصحافية، انتقدت سعاد الصباح، المثقفين قائلة «المطلوب منهم أن يخرجوا من عزلتهم ليكونوا أكثر قربا من الناس، وأن يفتحوا النوافذ، لقد ظل المثقف العربي طويلاً محبوساً في قمقمه يكتب عن تهويمات بعيدة عن نبض الشارع، واهتمامات الشباب، فتركوهم للدجالين والمشعوذين وقنوات الهشك بشك، لذلك أدعو المثقف لأن يستيقظ من حلمه الطويل ليعيش الواقع»... انتهى الاقتباس من كلام الدكتورة.وعودة إلى إبداعات سعاد الصباح، فقد بان لي في كلماتها الناقدة للمثقفين والمبدعين، توجيه العتب لتلك الفئة من قادة الإبداع. ولا شك أنها بخبرتها واحتكاكها مع المثقفين لديها عشرات من الأمثلة عن روح الترفع والانعزالية التي يعيش داخلها بعض من مثقفي أمتنا مستمتعين بها بعيدا عن حراك الشارع وهمومه وأحيانا مآسيه.هذه حقيقة لا بد من الاعتراف بها، ولكن أيضا هي ليست كل عناصر القضية، فهناك أسباب أكثر أهمية من انعزال البعض، ولعل أهمها، ما ذكرته سابقا في مقال لي، وهو سيطرة الأغنياء، مُفرطي الغنى، على مفاصل الدولة وما قنوات «الهشك بشك» التي ذَكَرَتها الدكتورة، إلا نتاج سيطرة تلك الأموال ومحاولاتهم خلق مبدعين ومثقفين ممن يدورون بفلكهم، وذلك من أجل إغلاق نوافذ الحريات في عالمنا خدمة لمدرستهم القديمة.إن انعزالية معظم المبدعين اليوم ليست خياراً بل هي إلزام حيث لا يحتفي بهم أحد ولا يسمع بهم سامع ولا تُفتح لهم أبواب سوى أبواب المخارج مقابل انتشار حفنة من أشباه المثقفين وأرباع المبدعين تراهم يحومون حول آذاننا يؤذوننا ليلا نهارا لا لسبب سوى أنهم نجحوا في إرضاء من يملكون مفاتيح الإعلام بكل أنواعه ودرجاته.ألا تروْن كيف تم إلغاء لجان التقييم للإبداع الفني والأدبي في معظم وسائل الإعلام العربية؟ ألا تروْن عدم جدية لجان تقييم النصوص للأعمال الفنية قبل السماح لها بالتنفيذ؟إنها حرب قديمة قِدَمَ سيطرة الطغاة من أجل تخليق ما يراهُ وما يسمعهُ الناس بهدف ضمان استمرار الفكر الواحد والرأي الأعظم.هذه هي المشكلة وهذه هي القضية. كل ما أتمناه أن تجِدَ من يساندها في تصحيح المسار وإخراج الطفيليين، رحمة بمستقبلِ الإبداع وشفقةً بِنَا وبأسماعنا.kalsalehdr@hotmail.com

مشاركة :