إن أردت أمّاً مثالية... فهي الأم المثالية. وإن أردت امرأة مثقفة... فهي المرأة المثقفة. وإن أردت أديبة... فهي الأديبة الراقية. وإن أردت كاتبة سياسية... فهي الكاتبة السياسية الناجحة. وإن أردت نموذجاً للمرأة المقاومة... فهي مضرب المثل للمرأة المقاومة كما يبرز دورها إبان فترة الغزو الصدامي لدولة الكويت في تسعينات القرن الماضي، من خلال مشاركاتها في اللجنة العليا لتحرير الكويت من براثن الغزو. وإن أردت شاعرة فهي الشاعرة، بل هي سيدة الشعر من النساء. امرأة شخصيتها من الطراز الرفيع الفريد... إن هذه الشخصية التي جاءت من رحم الكويت، ودرست في مدارسها واستكملت تعليمها في الخارج، ونهلت من العلم كل جديد، وحصلت منه على الدكتوراه التي كانت جديرة بها، أيما جدارة، جهودها في خلق ثقافة راقية في بلد مثل الكويت، كانت سابقة لم تحدث أبداً على مستوى الخليج والوطن العربي. أسست دار الصباح للنشر والتوزيع، وأسست مسابقات عدة لتشجيع الشباب العربي على الإبداع الأدبي والعلمي، وبادرت بتأسيس «جائزة سعاد الصباح للإبداع الفكري»، وجائزة باسم زوجها الراحل عبد الله المبارك الصباح، طيب الله ثراه، وهي متخصصة بالإبداع العلمي، وجائزة خاصة بشباب الأرض المحتلة. كما بادرت أيضاً بتكريم الأدباء والمبدعين العرب الأحياء تقديراً لأعمالهم أمثال: المفكر الكويتي عبدالعزيز حسين عام 1995، والشاعر البحريني إبراهيم العريض عام 1996، والشاعر العربي نزار قباني عام 1998، والدكتور ثروت عكاشة عام 2000، والأمير عبدالله الفيصل عام 2001. إن مجموع العضويات والتكريم، الذي حصلت عليه الأستاذة الفاضلة الدكتور سعاد الصباح، يثبت بأن المرأة الكويتية قادرة على صنع المعجزات في أي مجال تسلكه. ولعل الشعر الذي انتهجته مجالاً لها في الجزء الأكبر من حياته العملية، حققت فيه النجاحات غير المسبوقة على المستويين العربي والعالمي. ويحق لنا هنا أن نضيف وبكل تواضع لقبا لهذه الشخصية ألا وهو «سيدة الشعر». من ناحية ثانية، يأتي زوجها الراحل الشيخ عبدالله المبارك الصباح، الذي كان نائب حاكم الكويت بفترة حكم الشيخ عبدالله السالم الصباح. وهو أصغر أبناء الشيخ مبارك الصباح. عمل مساعداً للشيخ علي الخليفة في دائرة الأمن العام، ثم أصبح مديراً للدائرة نفسها عام 1942، وبعدها عين قائداً للجيش الكويتي عام 1954. ورغم توليه المناصب لفترات قصيرة، إلاّ أن بصماته كانت لها تأثر عميق في نهضة وتطور دولة الكويت منذ بدايات نشوئها. وأيضا، هناك الشيخ محمد العبدالله وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء... إنجازاته كبيرة ومتعددة وصاحب خبرة رغم قلة المناصب والمسؤوليات التي تولاها... والله الموفق. Dr.essa.amiri@hotmail.com