وسط حضور كبير غطى مدرجات مسرح فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، نظم منتدى الثلاثاء بالقطيف أمس الأول أمسية لتكريم الكاتب والسيناريست الراحل د. عبدالرحمن الوابلي بمشاركة مجموعة من أصحابه وزملائه وأهله إضافة إلى مثقفين وناشطين وإعلاميين وفنانين من مناطق الوطن المختلفة، وكان من أبرزها مشاركة مصورة للفنان ناصر القصبي الذي اعتذر عن حضور الحفل بسبب ظروف التصوير، وقال: خسرت الدراما السعودية برحيل الدكتور عبدالرحمن الوابلي فارسًا كبيرًا، فبرغم قصر مدة تجربته الدرامية إلا أنه استطاع أن يترك بصمة واضحة، ومع الأسف لم يتركه القدر ليرى تجربته الجديدة المتمثلة بمسلسل «العاصوف». وأضاف: الملفت في شخصية الراحل ليس سعة اطلاعه فقط، إنما تفانيه واخلاصه وجموحه في طرح كل المواضيع التي قد يعتبرها البعض خطوطا حمراء لا يجب القرب منها، ولم تنجح محاولاتنا في كبح جماحه فقد كان حرًا وفخورًا بحريته، كمناضل حقيقي. وبدئ الحفل، الذي كان الوطن عنوانه والوفاء لرمز من رموزه راية مرفوعة فيه، بإدارة عاطف الغانم الذي عرف بالراحل الوابلي الحاصل على دكتوراة في التاريخ من جامعة تكساس بأمريكا، وعرف ككاتب بمقالاته ذات الطول والعمق والجرأة في النقد، كما كتب للدراما في مسلسلي «طاش» و«سيلفي». وقال راعي منتدى الثلاثاء جعفر الشايب في كلمته : سلام للمحتفى به منا جميعا، أهله واصدقاؤه ومحبوه، من مثقفي وتنويريي هذا الوطن، فقد كان من المفترض أن يشاركنا في الموسم الماضي للمنتدى محاضرًا، ولكن القدر اختطفه منا، وإرادة الله شاءت أن نحتفي به غائبًا عنا وحاضرًا في قلوبنا، لنسترجع ونعيد قراءة ما ألهمنا إياه من حب وتفانٍ وفكر وموقف. وأضاف: لقد اهتم منتدى الثلاثاء الثقافي في برامجه المتواصلة وعلى مدى سني عمره بالاحتفاء بالشخصيات الوطنية وطرح تجاربها وأفكارها من أجل الفائدة ودراسة التجارب وتدوير الأفكار التي تساهم في تطوير وتقدم المجتمع. ومن بين الشخصيات الوطنية التي درس المنتدى تاريخها وتجربتها الشاعر خالد الفرج، والروائي عبدالرحمن منيف، والسيد علي العوامي، وعبدالعزيز السنيد، إضافة الى شخصيات علمية وأدبية واجتماعية مختلفة. وقال: اليوم ونحن نحتفي بالراحل المؤرخ والمثقف والكاتب الدكتور عبدالرحمن الوابلي، رحمه الله، فإننا نحتفي بمثقف تنويري تفاعل مع قضايا مجتمعه الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية. مجسدًا في مسيرته قيمًا انسانية ومواقف ثابتة وطرحًا ثقافيًا ناقدًا، موظفا ما يمتلك من أدوات في تنمية الوعي الوطني والاجتماعي لمواجهة الفكر الظلامي واتجاهات التطرف وجماعات الإرهاب بكافة تمثلاتها، كاشفا الأرضية الفكرية التي تقف عليها واللبوسات والتمظهرات التي تتفنن في ارتدائها. لقد كان الوابلي داعيًا لتأكيد القيم الوطنية والإنسانية، واتجه للتبصير بمخاطر الفكر الطائفي وخطاب التطرف على الوحدة الوطنية عبر طرح أفكار ورؤى تنويرية تميزت بالبساطة في العرض والعمق في المضمون. وتحدث شقيق المحتفى به عبدالله الوابلي عن الكرم والعطاء والصدق والجوانب الإنسانية في شخصية الراحل والتي كانت بذورها تلوح عليه منذ طفولته وأثناء سفره للدراسة في أمريكا، حيث كان يغمر بعطفه كل من يحتاج للمساعدة. فيما تناول كل من الإعلامي ميرزا الخويلدي وزميله الدكتور عبدالسلام الوايل مفهوم المثقف، حيث اشار الوايل إلى أن الراحل تميز بقربه من شريحة واسعة من مجتمعه بعد أن تمكن من تحويل الثقافة النخبوية إلى أعمال درامية سهلة التلقي من الجميع. وتحدث الخويلدي عن تعريفات كثيرة تؤكد على الدور الرسالي للمثقف، وانتقاد المثقف المزيف والسطحي والداخل في لعبة الاصطفاف والطائفية، وهذا ما حاربه الوابلي الذي صوب بوصلته باتجاه واحد هو الوطن وركز نقده على دعاة الفتنة والفرقة والتشتت. وأكد صديقه الناشط منسي حسون على التفاني في الكتابة الصحفية وتجويدها والإخلاص في حب الإنسان والتعاطف مع قضاياه أيا كان لونه وانتماؤه ودفاعه عن قضايا المظلومين، مؤكدا أنه رمز إنساني وليس نجما وطنيا فقط. وكان للشعر حضور في الحفل عبر قصيدة ألقاها الشاعر هاشم الشخص نالت استحسان الحضور، وختمت الأمسية بتقديم هدية تذكارية لابن الراحل جهاد الوابلي والتقاط الصور التذكارية مع أخيه ورئيس فرع الجمعية الشاعر أحمد الملا وجمع من المشاركين. الحضور يتابعون فعاليات الأمسية مشاركة الفنان ناصر القصبي عبر الشاشة
مشاركة :