ليلة الدخلة أو ليلة العمر كما يسميها بعضهم هي من أجمل الليالي في حياة الإنسان، فهي بداية لحياة جديدة بلون وأسلوب ونمط مختلف وجميل لكلا الزوجين. وقد جاءت هذه التسمية – ليلة الدخلة – باعتبار أن الزوج يدخل ويأنس في تلك الليلة مع زوجته، وهو أمر لا إشكال فيه، ولكن بالنظر إلى الوضع الحالي فإن مفهوم ليلة الدخلة صار فيه شيء من التوسع، فأصبح الدخول يشمل الزوج وغيره من الأقارب والحضور وكل من هب ودب، وأعني بدخول غير الزوج دخول الرجال الأجانب إلى القاعة المخصصة للنساء، فكما هو معلوم فأن قاعات النساء مفصولة تماماً عن الرجال، وتدريجياً بدأ التساهل بدخول الزوج وسط الحضور من النساء بحجة التصوير مع العروس، ثم بدأت القضية تتطور فأصبح الزوج يدخل مع أقارب الزوجة، ثم تطور أكثر فأصبح الأقارب من كلا الطرفين وبعض الأصحاب المقربين، حتى تطور الأمر إلى ما لا تحمد عقباه فأصبحت فرقة كاملة من الرجال يدخلون إلى قاعة النساء يتمايلون ويتراقصون والنساء من حولهم يتمايلن تمايل الأغصان، وتفوح منهن الروائح والعطورات، بملابس الأعراس التي تعرفونها، إن غطين رؤوسهن بدت سيقانهن وإن غطين سيقانهن بدت أسنمة البخت على رؤوسهن. ناهيك عن الشاشات التي في القاعة وهي تظهر المغني أو المطرب –إن وجد- وهو يتمايل على وقع الأنغام. إن من أهم ما يميز ليلة الدخلة هو حصول الاستئناس بين الزوجين، وفي دخول الأجانب على النساء الأجنبيات شيء من الاستئناس، فالاستئناس ليس كما يظنه بعضهم مجرد الوطء، بل إنه يتفاوت فمنه ما هو استئناس بالكلام والمحادثة ومنه بالنظر والمشاهدة ومنه بالاجتماع والمخالطة وكلها مع الأسف تحصل عند دخول الرجال على النساء. إن هذا الوضع من محدثات هذه الأزمان ومن المظاهر الاجتماعية السلبية، وهو إن دل فإنه يدل على ازدواجية المعايير عند كثير من النساء وتساهلهن في دخول الرجال وانعدام الغيرة من الأزواج وأهالي الزوجة وأصحاب الحفل، وهو أمر يدعو إلى ما لا تحمد عقباه، وهو ينافي مفهوم البركة التي ترتجى في مثل تلك المناسبات، فالبركة من معانيها النماء والزيادة وأصلها الثُّبوت والدوام والاستقرار، والداعون في تلك الأعراس والمناسبات يستبشرون بكثرة الحضور طلباً للدعاء بالبركة وأملاً في الاستجابة، بمعنى أن يديم الله عز وجل هذا الزواج ويكتب له التوفيق والنجاح والاستمرار، إلا أن ما يحصل فيها ينافي تماماً هذا الدعاء وهذا الطلب. الأمر يتطلب وقفة جادة من المسؤولين ومن عقلاء الرجال لتنبيه النساء من أولي الحجى، فإن لم يكن منهن ذات عقل فلا أقل من الحزم معهن، وذلك من القوامة المأمور بها، وأن لا يترك الحبل على الغارب، تحقيقاً لرغباتهن، ومفاخرة بين قريناتهن، وتباهياً أمام الآخرين، والنبي صلى الله عليه وسلم: «نهى عن الدخول على النساء، فقال (إياكم والدخول على النساء) فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال (الحمو الموت) متفق عليه، والحمو هم أقارب الزوج فما الظن بغيرهم من الأجانب.
مشاركة :