عند الشعور بعدم السيطرة على الرغبة في الأكل يجب الحرص على اختيار نوعية معينة من الأطعمة تساعد في السيطرة على هرمون التوتر.العرب [نُشر في 2017/04/13، العدد: 10601، ص(17)]التوتر النفسي يؤثر سلبا على السلوكيات الغذائية برلين- يؤثر التوتر النفسي سلبا على السلوكيات الغذائية؛ إذ تدفع هرمونات التوتر، التي يفرزها الجسم، المرء إلى تناول المُحليات مثلا هربا من التوتر في بعض المواقف. وأحيانا يحصل العكس فتنقص شهية الإنسان ولا يقبل على الطعام. ويبحث العديد من الأشخاص عن الحلول التي تجنبهم عادة تناول الطعام في حالات التوتر. وفي هذا الصدد يقول أندريه كلاينريدرس، من المعهد الألماني لأبحاث التغذية، إن حوالي 40 بالمئة من البشر يتناولون المزيد من الطعام في فترات التوتر، ولكن هناك أيضا نسبة مساوية تبتعد عن الطعام في أوقات التوتر، وتظل نسبة 20 بالمئة الباقية كما هي دون تغييرات في سلوكيات الطعام. ومن جانبه قال لارس زيلج، مدير عيادة التغذية بمستشفى لايبزيج الجامعي، إن التوتر يجعل الجسم في حالة تأهب، مشيرا إلى أن الجسم يحاول في مرحلة الراحة التالية للتوتر أن يستعيد ما استهلكه من الطاقة، وهو ما يفسر الرغبة في تناول الكربوهيدرات، مثل رقائق البطاطس. وفي الفترات الطويلة للتوتر يتم إفراز المزيد من هرمونات التوتر، خاصة من مجموعة القشريات السكرية، التي تعمل على فتح الشهية على الرغم من عدم احتياج الجسم إلى أي مواد غذائية. ويرفع هذا التوتر المزمن من خطر زيادة الوزن. ويقدم خبراء التغذية بعض التدابير التي تساعد الإنسان على تجنب الإفراط في الأكل بسبب حالته النفسية المتوترة ومن بينها على سبيل المثال شراء كميات قليلة من الحلوى والأطعمة الغنية بالدهون. ويوصي كلاينريدرس بعدم الاحتفاظ بهذه الأطعمة في متناول اليد؛ لأن التوتر يعمل على زيادة الاندفاع، ويقلل القدرة المعرفية في اتخاذ القرارات، وبالتالي يرضخ المرء لرغبته في تناول الطعام.الشوكولاتة الداكنة أفضل من باقي أنواع الشكولاتة لأنها تساعد على الاسترخاء والسيطرة على التوتر بالإضافة إلى فوائدها الصحية ويرى كريستوف كلوتر، أستاذ علم النفس الغذائي بجامعة فولدا الألمانية، أن الامتناع الصارم عن تناول الأطعمة، التي تحسن المزاج مثل الشوكولاتة ورقائق البطاطس والبسكويت، ليس بالإجراء الصائب؛ لأن كل ممنوع مرغوب. وأضاف كلوتر أن تناول الشوكولاتة في أوقات التوتر لا يعتبر أمرا سيئا إذا كان على المدى القصير؛ فعلى سبيل المثال لا يعتبر الأمر مشكلة كبيرة في حال تناول الطلاب الكثير من الحلوى في فترة الامتحانات، إلا أن الأمر يصبح خطيرا إذا أصبح الأكل هو الملاذ الدائم للهروب من المشاعر غير السارة والحالات النفسية السيئة، حيث يتطور الأمر في أسوأ الحالات إلى هجمات أكل حقيقية، يشعر بعدها المرء بالندم، مما يعكر المزاج مجددا. ويرى لارس زيلج أن تجنب تناول الطعام بسبب التوتر على المدى الطويل ممكن في حال أدرك الشخص منذ البداية أنه يعاني من التوتر، وأدرك ماهية الموقف الذي تسبب له في التوتر. بعدها يتم النظر في التعامل معه دون اللجوء إلى الأسلوب ذاته المتمثل في تناول الأطعمة مثل الشوكولاتة. وينصح الأستاذ كلوتر مَن يعاني من التوتر الدائم بأن يحاول فعل شيء ما حيال أسباب التوتر، ويتجه نحو طريق حل المشكلة التي تمنعه من الحصول على الراحة النفسية مثل إجراء محادثة توضيحية مع رئيس العمل أو الزملاء، أو شراء الزهور، أو التنزه في الهواء الطلق، أو مقابلة الأصدقاء المقربين، وغيرها من الحلول التي يمكن أن تساعده على الخروج من وضعية التوتر التي تدفعه إلى الأكل وتؤثر على صحته. وعند الشعور بعدم السيطرة على الرغبة في الأكل بسبب التوتر يقول خبراء التغذية أنه يجب الحرص على اختيار نوعية معينة من الأطعمة تكون غنية مثلا بالأوميغا 3 لأنها تساعد في السيطرة على هرمون التوتر، وتمنع الإصابة بأمراض القلب والتقلبات المزاجية. ويشيرون إلى أن الشوكولاتة الداكنة أفضل من باقي أنواع الشكولاتة لأنها تساعد على الاسترخاء والسيطرة على التوتر بالإضافة إلى فوائدها الصحية. كما أن المشروبات الساخنة غير الحلوة تعطي شعورا سريعا بالشبع مثل الشاي الأخضر وهي بدورها تمنح شعورا بالاسترخاء.
مشاركة :