كونا – أكد مدير ادارة الإعلام والمكتبة بمنظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول «اوابك» عبدالكريم عايد اليوم الخميس اهمية الاعلام البترولي النابعة من ارتباطه المباشر بسلعة استراتيجية تمثل المحرك الرئيس للاقتصاد العالمي منذ بدايات القرن الماضي. واوضح عايد في محاضرة حول الاعلام البترولي القاها ضمن جلسات اليوم الخامس والاخير للملتقى ال24 لاساسيات صناعة النفط والغاز الذي تنظمة «اوابك» في مقرها بالكويت ان هذا الاعلام يرتبط بسلعة تعد مصدرا رئيسيا للدخل في العديد من دول العالم فضلا عن دوره الخطير في التأثير المباشر على سياسات واقتصادات الدول. واشار الى ان الاعلام يلعب دورا كبيرا في مختلف نواحي الحياة حيث ساهم وعلى مدى عقود طويلة في نشر الاخبار والاحداث وتوجيه الرأي العام نحو قضايا معينة حتى اعتبر احد الادوات المهمة في الصراعات المختلفة. ورأى ان الاعلام البترولي يشكل جسرا لنقل تطورات واحداث ومواقف ذات اهمية كبرى على مختلف القطاعات الاقتصادية نظرا لمكانة الصناعة البترولية باعتبارها عصب الاقتصاد العالمي. وأوضح انه على مدى اكثر من نصف قرن كان الاعلام البترولي شاهدا حيا على مختلف التطورات التي شهدتها الصناعة البترولية مشيرا الى ان المواد الاعلامية المنشورة عن الصناعة البترولية تعد توثيقا فعليا لتاريخ هذه الصناعة. وأفاد عايد بأن الهدف من التطوير المهني للاعلام النفطي هو توضيح اهمية النفط كسلعة استراتيجية وبناء وعي جمعي بأهمية النفط ودوره التنموي. وشدد على ضرورة قيام الدول المنتجة بتوضيح وتبيان دور هذه االصناعة للحفاظ على استقرار الاسواق والاسعار في اوقات السلم والحرب وتأمين الامدادات. وقال عايد ان من بين الاهداف ايضا ابراز اهمية النفط كمصدر رئيس للطاقة خلال العقود المقبلة وابراز دور الدول المنتجة في حفظ سلامة البيئة من خلال توظيف التكنولوجيا لاستخدامات صديقة للبيئة والتنمية المستدامة. ولفت الى ان من اهم قضايا الاعلام البترولي هي تصحيح الصورة الذهنية للصناعة البترولية العربية في الاعلام الغربي موضحا ان نظرة الاعلام الغربي لهذه الصناعة مرتبطة بعلاقته مع الانظمة السياسية والمجتمعات العربية ومواقف الدول الغربية إزاء التطورات في العالم العربي. وذكر ان التطورات في اسعار النفط العالمية من اكثر المواضيع تداولا في الاعلام البترولي على الصعيدين العالمي والعربي حيث لا تكاد تخلو صحيفة او موقع الكتروني من التطرق وبصفة يومية الى موضوع الاسعار. واعتبر ان ذلك يعود بصفة اساسية الى التأثير المباشر لهذا الاعلام على الاقتصاد العالمي وعلى اقتصادات الدول المصدرة والمستوردة للبترول على حد سواء وكذلك على المستهلك العادي من خلال ارتفاع او انخفاض اسعار منتجاته. واشار عايد الى ان جميع الاطراف ذات العلاقة بالصناعة البترولية تستخدم وسائل الاعلام لمحاولة قياس ردود الافعال على القرارات التي تنوي اتخاذها والتي قد تؤثر بصورة مباشرة على اسعار النفط كما تراقب الدول انعكاسات ارتفاع الاسعار على مسيرة اقتصادايتها خاصة والاقتصاد العالمي عموما. واكد انه يتوجب على الاعلام البترولي الالمام بجوانب القضايا البترولية وفهم ما يكمن وراء ردود الافعال محذرا من التعامل الاعلامي مع القضايا المختلفة بالنقل الحرفي للاخبار من المصادر الاجنبية التي تعبر عن مصالح ووجهات نظر دولها ما قد يكون له تأثير سلبي في خلق رأي عام مضاد للصناعة البترولية في داخل الدول العربية المصدرة للبترول. وشدد على اهمية دور منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول «اوابك» في الاعلام البترولي العربي لافتا الى انها احدى العلامات البارزة في مسيرة الاعلام البترولي العربي وذلك بفضل ما قدمته من اسهامات في ميدان الاعلام البترولي العربي على مدى اكثر من اربعة عقود. واوصى عايد بالاستفادة من التقنيات الحديثة في الاعلام البترولي والتي تساهم في الوصول لقاعدة كبيرة من المتلقين مع مواصلة الاهتمام بالاعلام التقليدي وذلك تحقيقا لمبدأ التوازن بين الاعلام التقليدي والاعلام الحديث غير التقليدي.
مشاركة :