كعادتها في ربيع كل سنة، أعلنت رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك الدولية» نايلا دو فريج موعد انطلاق المهرجانات (7 يوليو-15 أغسطس) في مؤتمر صحافي عقد في القاعة الزجاجية في وزارة السياحة اللبنانية، بحضور وزيري السياحة أواديس كيدانيان والثقافة غطاس خوري، ضمت خلاله صوتها إلى صوت رئيسة مهرجانات بيت الدين نورا جنبلاط، محذرة من أن فرض ضرائب إضافية على المهرجانات يهدّد استمراريتها. كشفت رئيسة لجنة «مهرجانات بعلبك الدولية» نايلا دو فريج أن «في السنة الماضية وبفضل برنامجنا الغني اللائق بعيدنا الستين وبفضل الظروف الأمنية الجيدة، عرف مهرجاننا نجاحاً مميزاً جذب أكثر من 20 ألف مشاهد إلى بعلبك». عرضت دو فريج برنامج موسم 2017 مشيرة إلى أن الافتتاح في 7 و9 يوليو سيكون بعرض لبناني ضخم مفعم بالألوان من رقص وغناء حي، وسيكون «عيد الليالي اللبنانية» عيد الشباب. بعد مرور 60 سنة على إنشاء الليالي اللبنانية سنة 1957 في بعلبك، تعيد اللجنة إحياء بعض هذه الأغاني الشهيرة مع إعطاء فرصة للمغنين الشباب المعروفين ليقدموا إنجازاتهم الخاصة، وستمرر الشعلة إلى الجيل الشاب الصاعد. المؤدون هم: رامي عياش، وألين لحود، وبريجيت ياغي، ويتولى الإخراج جيرار أفيديسيان، والرقص من تصميم سامي خوري، والأوركسترا بقيادة إيلي العليا. في 15 يوليو، تؤدي أنجليك كيدجو التي تعتبر فنانة أفريقية باهرة أغاني فنانات أفريقيات مناضلات من بينهن: سيليا كروز، وميريام ماكيبا، ونينا سيمون. في 22 يوليو، يحيي عازف البوق الفرنسي – اللبناني إبراهيم معلوف حفلة موسيقية تتوافق مع المكان والجمهور اللبناني. يذكر أنه حصد جوائز موسيقية مع تكريم خاص لعرضه الأخير Red and Black light. في 30 يوليو يعزف الثلاثي Trio Wanderer (يتمتع بثلاثين سنة من المهنية والشهرة) مقطوعات من الموسيقى الكلاسيكية داخل معبد باخوس. في أمسية 4 أغسطس الموعد مع المغنية المغربية- المصرية سميرة سعيد في برنامج غنائي فني شرقي سيجذب حتماً جمهوراً واسعاً شغوفاً بالموسيقى العربية الطربية والبوب العربي. ختام المهرجان في 15 أغسطس مع عرض موسيقى Rock Pop تؤديه الفرقة الأميركية Toto وهي إحدى أعظم الفرق في ميدانها. نايلا دو فريج أشارت إلى ما ذكرته رئيسة مهرجانات بيت الدين نورا جنبلاط، في مؤتمرها الصحافي منذ أسبوعين، وقالت: «نعم، نريد أن نضم أصواتنا لنصرح بأن في تدني منح الدولة وزيادة الضرائب الجديدة المفروضة على المهرجانات إساءة إلى نوعية مهرجاناتنا وإلى سمعتها في الخارج، وبالتالي إلى سمعة لبنان الثقافية». خوري خلال المؤتمر ألقى وزير الثقافة في لبنان د. غطاس خوري كلمة جاء فيها: «نتطلع إلى هياكل بعلبك لنقول إننا كشعب لبناني متحدون وصامدون لأجل القضاء على أعراض الاختلاف وتوحيد البلد والنهوض به. استعادت هذه الحكومة ثقة اللبنانيين، ونحن في وزارة الثقافة علينا استعادة ثقة اللبنانيين بنهوضنا الثقافي وحضارتنا، وبتأكيد أننا لن نكون إلا مع الحركات التي تؤدي إلى إبراز وجه لبنان الثقافي والحضاري، ذلك بالتعاون مع وزير السياحة الذي يدعم المهرجانات السياحية والثقافية». وأضاف: «مهرجان بعلبك مميز لأنه يُقام في منطقة عزيزة علينا، ولأن هياكل بعلبك ترمز إلى لبنان، وبالتالي نحن معنيون بالمستوى الثقافي الذي تمثله هذه المهرجانات التي تتمتع بقيمة فنية عظيمة، لذلك نشجع المهرجانات كافة بأن تحذو حذو مهرجانات بعلبك». وأعلن «أن وفداً من وزارة الثقافة سيزور بعلبك في 22 أبريل الجاري لإطلاق مبادرة حماية الأمكنة الأثرية من الكوارث الطبيعية، وهو برنامج يتم بالتعاون مع الأمم المتحدة. وتكمن أهميته بأننا نظهر الاهتمام بالمواقع الأثرية الموجودة في لبنان للحفاظ عليها، وقد تقدم لبنان خطوات جدية في هذا المجال». كيدانيان قال وزير السياحة أواديس كيدانيان: «كلام وزير الثقافة سليم، وهو ربما أفضل ما يقال اليوم. البلد خارج هذه الصالة الزجاجية «قائم قاعد»، ومن الأفضل أن نبقى داخلها حيث كنا نلتقي يومياً تقريباً لإطلاق المهرجانات، لأننا نعطي نفحة أمل إضافية وبسمة، ونحن بحاجة إلى هذا الوجه للبنان، أي إلى المحبة والحياة والفرح مع كل الجدية التي تدار بها شؤون البلد من القيمين، من فخامة رئيس الجمهورية إلى دولة رئيس المجلس النيابي ودولة رئيس الحكومة». كيدانيان رأى أن مهرجانات بعلبك قدوة للمهرجانات الفنية عموماً، و«بعلبك كمكان سياحي وثقافي وتاريخي يبقى رمز لبنان. من هذا المنطلق أقول إن إطلاق المهرجانات عملية مهمة كي نتمكن من تحفيز الناس على الحضور، من الآن حتى بداية الصيف»، موضحاً أن ثمة مهرجانات عدة من المفروض التعريف عنها وعن برامجها ونشاطاتها لاحقاً». كذلك أكّد أن المهرجانات تضيف نكهة مميّزة إلى السياحة في لبنان، وقال: «أتوقع أننا ذاهبون إلى موسم صيف واعد رغم السلبيات التي نلحظها هنا وهناك، وأؤمن كما كل اللبنانيين بأن الصيف سيكون موسماً سياحياً بامتياز، إذ حان الوقت للخروج من هذا الكابوس الذي يعيشه الناس منذ خمس سنوات، ولنقل كفى». وأمل الوزير أن نتّجه بهذا البلد نحو اتجاه آخر، «فليس مسموحاً أن نتقوقع في مشاكلنا الداخلية ونترك لبنان يحتضر يوماً بعد يوم. نحن ملزمون بأن نعطيه نفحة جديدة من الأوكسجين كي يرجع الفرح إليه ويعود منارة الشرق ونضعه على خارطة السياحة العالمية والمجد مجدداً».
مشاركة :