أحمد النجار (الشارقة) أكد الباحث عثمان باروت البارودي، الذي يلقب بـ«موسوعة» التراث الإماراتي، بصفته عايش سيرة الأولين منذ عقود طويلة قبل قيام الاتحاد، بأن عرق الفلاحين الذي سقى الأراضي الزراعية قديماً، أدى إلى غرس فسيلة التنمية والتطور اللذين تشهدهما الدولة اليوم، كما أنه نتاج طبيعي لازدهار ثمار السعادة والرفاهية التي أصبحت ملكاً لجميع فئات المجتمع سواء من المواطنين أو المقيمين على أرض دولتنا الحبيبة. وفي جناح البيئة الزراعية في ساحة أيام الشارقة التراثية ضمن نسختها الـ15، التي تتواصل من 4 إلى 22 أبريل الجاري يستعرض الباردوي مسيرته الحافلة بالكثير من الذكريات ومحطات الماضي وتجارب الحياة بمنتهى بساطتها وبدائيتها، مقدماً شريطاً وثائقياً عن معالم جميلة ومكونات حية ومهن تتعلق بالمشغولات اليدوية التي لها صلة بالزراعة، والتي كانت تعتبر مهنة أساسية يعتمد عليها الأولون في إنتاج محاصيل غذائية لتأمين قوت عيشهم اليومي. سيرة زراعية ومناهج تعليمية ولفت البارودي إلى أن البيئة الزراعية القديمة تمثل مادة تراثية خصبة، يجب مواصلة الاحتفاء والافتخار بها، والترويج لها عبر منصات ومنابر ومعارض مختلفة، داعياً الجهات المختصة إلى المساهمة في تدريسها ضمن المناهج التعليمية وتلقينها للنشء لتعريفهم بسيرة الأجداد، بصفتها شاهدة على تاريخ المكان وحضارة الإنسان الإماراتي القديم الذي عانى كثيراً من صلف العيش، فلم تهزمه قسوة الظروف أو تقهره رعونة الطبيعة وقسوتها، فقد سطر كفاحه بصبره وصلابة تحمله وقوة إرادته، وشمر عن ساعده فحرث الأرض لينهل من خيراتها، وغزا البحر ليصطاد من باطنه الغذاء ويستخرج اللؤلؤ متاجراً به، ليتثبت وجوده ويفرض هويته الحضارية، ويكتب بمداد عرقه سيرة تحضره على امتداد مراحل تطوره، ليرسم مستقبلاً زاهراً لأبنائه. أرض خصبة ومهنة للجميع ... المزيد
مشاركة :