بغداد - وكالات - أغلق تنظيم «داعش» الإرهابي بنوك الدم ومخازن الأدوية في أحياء غرب الموصل واعتقل العاملين فيها، وسط استمرار المعارك الشرسة مع القوات العراقية التي تحقق تقدماً بطيئاً في المعركة «المعقدة» بسبب اختباء المتطرفين في المساجد والمنازل والمستشفيات، حسب جنرال أميركي.وأفاد مصدر محلي في محافظة نينوى لموقع «السومرية نيوز»، أمس، أن «عناصر داعش الإرهابي قاموا بغلق مصارف الدم و مخازن الأدوية القريبة من منطقة مشيرفة في الساحل الأيمن (الجانب الغربي) من الموصل»، مشيراً إلى أن «عصابات داعش قامت باعتقال عدد من العاملين في تلك المخازن واقتادتهم إلى جهة مجهولة بحجة عدم التعاون معها وعدم توفير كميات من الدم ومستلزمات العلاج لجرحاهم».وأشار المصدر إلى أن «عصابات داعش تعيش حالة من التخبط مع تقدم عمليات تحرير القوات الأمنية للجانب الأيمن من المدينة».في غضون ذلك، أعلن ضابط عراقي أن قوات الجيش استعادت، أول من أمس، قرية حليلة التابعة لناحية بادوش المجاورة لمدينة الموصل من الجهة الغربية، من قبضة تنظيم «داعش»، لتطوق بذلك المدينة من تلك الجهة.من جهته، قال قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق عبد الغني الأسدي إن قوات مكافحة الإرهاب بإسناد من طائرات التحالف الدولي بدأت التقدم لاستعادة حيّي الآبار والتنك، في غرب الموصل، مشيراً إلى أن القوات العراقية تتقدم ببطء بسبب قناصة التنظيم الذين يعتلون أسطح مبانٍ في الحييت.وعن سير المعارك، أكد جنرال أميركي أن القوات العراقية تحرز تقدماً في هجومها، رغم أنها تخوض معركة «معقدة للغاية» في ظل اختباء المتشددين في المساجد والمنازل والمستشفيات.وقال الميجر جنرال جوزيف مارتن، قائد القوات البرية بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، «تواصل قوات الأمن العراقية التقدم لتحرير الجانب الغربي من الموصل».ورفض القائد العسكري في اتصال هاتفي مع وكالة «رويترز» تحديد ما إذا كانت المعركة ستنتهي في أسابيع أم أشهر، مكتفياً بالقول «إنه يصعب الجزم بسبب التغيرات على الأرض كل يوم».وأوضح أن القوات العراقية طوقت مواقع للتنظيم لكن لم يتسن في كل مرة إدخال المركبات في كل المناطق بالمدينة القديمة التي تكثر بها الشوارع الضيقة، مضيفاً «في بعض الأيام... تحقق قدر كبير من التقدم وفي أيام أخرى يحدث تقدم لكن ليس كبيراً».وقال مارتن «إنها معقدة للغاية. الأرض (التضاريس) تختلف بكل معنى الكلمة من حي إلى آخر...(وكذلك) طبيعة العدو وكيفية تفاعل السكان».وفي إطار دعم التحالف للقوات العراقية، نفذت القوات الفرنسية 4 غارات جوية و58 قصفاً مدفعياً على مواقع «داعش»، خلال الأسبوع الجاري.وجاء الإعلان عن الهجمات في تغريدة لوزارة الدفاع الفرنسية، على موقع «تويتر»، أول من أمس، مرفقة بخريطة توضيحية.ووفق معطيات الوزارة، نفذت المقاتلات الفرنسية 27 طلعة جوية في العراق، خلال الأسبوع الجار، واستخدمت السلاح خلال 4 طلعات، ودمرت 4 أهداف.كما أشارت الوزارة إلى قيام وحدات المدفعية في المنطقة بالقصف 58 مرة، تركزت كلها في محيط الموصل.وفي الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب العراق، قتل ثمانية مدنيين بينهم أطفال ونساء، مساء أول من أمس، في تفجير شاحنة مفخخة جنوب غرب المدينة.سياسياً، أجرى وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية توبياس إلوود، محادثات في بغداد وأربيل، أكد خلالها التزام بريطانيا بجهود تحقيق الاستقرار والوحدة في العراق بعد هزيمة «داعش»، بما في ذلك تدريب القوات المسلحة.وذكرت وزارة الخارجية البريطانية أن الوزير إلوود اجتمع في بغداد مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، ووزير الخارجية ابراهيم الجعفري، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، حيث أكد لهم استمرار التزام المملكة المتحدة بجهود تحقيق الاستقرار بعد هزيمة «داعش»، بما في ذلك تدريب القوات العراقية.وفي أربيل، اجتمع الوزير إلوود بأعضاء حكومة إقليم كردستان، بمن فيهم الرئيس مسعود بارزاني، للإعراب عن تقديره للنجاح الذي حققته القوات الكردية في حملة الموصل.
مشاركة :