رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، مساء الخميس 16 رجب 1438هـ، حفل التخرج السابع والأربعين لطلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الذي أقيم بالاستاد الرياضي بالمدينة الجامعية بالظهران، وضم خريجي الجامعة في الفصل الدراسي الأول والمرشحين للتخرج في الفصل الدراسي الثاني والفصل الصيفي، والبالغ عددهم (1449) طالباً منهم (1033) طالباً بدرجة البكالوريوس و(371) طالباً بدرجة الماجستير و(45) طالباً بدرجة الدكتوراه. وفي كلمته التي ألقاها بالحفل قال صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز “يسعدني أن أكون معكم هذه الليلة في هذه المناسبة السعيدة لهذه الجامعة المميزة ، في حفل تخريج الدفعة السابعة والأربعون من أبناء هذا الوطن ، لنزفهم بعد أن استعدوا لبدء مرحلة جديدة من مراحل العطاء ، لخدمة دينهم ثم مليكهم و وطنهم بما نهلوه من علومٍ ومعارف، لاستكمال مسيرة التنمية في وطنٍ ندين له جميعاً بالحب والعطاء”. وأضاف “إن بلادكم آمنت منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن أن الإنسان هو ركيزة التنمية وأساسها ، وأن الأمم لن تتقدم إلا بالعلم والمعرفة، فذللت الصعاب.. وسخرت الإمكانيات.. وهيأت السُبل.. ووفرت المصادر.. ونشرت المعارف .. واستقطبت الكوادر المؤهلة لتعليم أبنائنا والارتقاء بهم. وشهدنا ثمار هذا الاهتمام من خلال النجاحات المتتالية.. والابتكارات المتجددة.. والأبحاث العلمية المتميزة.. التي حققها أبناء هذا الوطن على كافة الأصعدة والميادين والتي ساهمت أيضاً وستسهم بمشيئة الله في تنمية مجتمعنا ، والوصول به إلى العالمية بتمكنٍ واقتدار. وخاطب الخريجين “أهنئكم على تجاوز هذه المرحلة الهامة من حياتكم العلمية ، وأبارك لكم تخرجكم من هذه الجامعة العريقة ، وآن الآوان لرد جميل هذا الوطن الغالي الذي قدم لنا الكثير ، ولتكونوا أيديّ بناء .. وسواعد عطاء .. وعوامل نماءٍ وارتقاء”. وأضاف “أبنائي بشعور الأب المحب أخاطبكم : إن مفاتيح النجاح لا تتحقق إلا بالتوكل على الله حق توكله ، ثم بالعمل الجاد الصادق.. والتطوير المستمر.. والثقة بالنفس.. كما أن المنافسة في سوق العمل لا تَعرف إلا روح المبادرة والإصرار على النجاح والتميز ، فالفيصل هنا يتجسد بالعطاء الصادق والأداء المتميز. وقال “أبنائي : الآمال المعقودة عليكم كبيرة ، وطموحنا بكم لا حد له ، فالنجاح يسيرٌ لمن توكل على الله وعزم أمره .ولكم في من سبقكم ممن تخرجوا من هذه الجامعة وبلغوا مناصب قيادية في أعمالهم خير قدوة ، فكونوا امتداداً لهذا النجاح.” ثم وجه سموه كلمته إلى أولياء الامور قائلا: إخواني أولياء الأمور: تعبتم وسهرتم .. فنلتم وحصدتم .. فهنيئاً لكم ولأبنائكم ، فخيرٌ ما زرعتم ، ونِعمٌ ما حَصدتم وفي ختام كلمته شكر سموه معالي مدير الجامعة د. خالد بن صالح السلطان وأسرة الجامعة على جهودهم في الرقي بأداء الجامعة لتكون مخرجاتها متوافقةً مع احتياج سوق العمل. وأضاف داعياً: أسأل الله العلي القدير أن يحفظ وطننا من كل مكروه.. وأن يديم علينا نعمة الأمن والرخاء . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد .. وعلى آله وصحبه أجمعين من جانبه ألقى معالي مدير الجامعة د. خالد بن صالح السلطان كلمة قال فيها أن احتفال الجامعة بحفل تخرج الدفعة السابعة والأربعين من طلابها يوم من أيام العطاء تهدي الجامعة فيه الوطنَ نخبةً من المتميـزين، الذين نهلوا من معينها، وارتووا من فيض عطائِها، وتشرّبوا مبادئَها وقِيَمَها، فلهم منّا أسمى التهاني والتبريكات، على إنجازِهم وتخرجِهم في هذه الجامعة الرائدة. وأضاف “يسعدني أن أتقدم بخالص الشكر والامتنان لكم يا صاحب السمو أن منحتم حفلنا هذا شرف حضوركم الكريم، لتؤكدوا بذلك حرصكم المستمر على مشاركةِ أبنائِكم فرحتَهم وتتويج جهودهم، ودعمكم المتواصلِ أنشطةَ الجامعةَ ومناسباتِها، وتقديرِكم لدورها المتميز في خدمة الوطن والمواطن.” وقال إن الجامعة حققت – ولله الحمد – إنجازاتٍ رائدة على مستوى التعليم والبحث العلمي والتواصل المجتمعي بفضل الله ثم بفضل الدعم المادي والمعنوي الكبيـر الذي توفره للتعليم حكومتنا الرشيدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأميـر محمد بن نايف بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد الأميـر محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظهم الله. وأشار د. السلطان إلى تشرٌف الجامعة الجامعة ومنسوبوها بتفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله، خلال زيارته الكريمة للمنطقة الشرقية في ربيع الأول الماضي، بتدشين مشاريعِ المرحلة الثانية من تطويرِ المدينةِ الجامعية ، التـي بلغت تكلفتها ملياري ريال، واستهدفت تعزيز البنية التحتية للجامعة، وتطويرَ مرافِقها الحيوية، لتوفيرِ بيئةٍ تعليمية وبحثية مشجعة. وتابع ” كما شرّفتمونا يا صاحب السمو باستضافتكم للجامعة ومنسوبيها مرّتين في مجلس سموكم الأسبوعي العامر هذا العام، أولاهما لتكريم الحاصلين على براءات اختـراع والتعريف بمنظومة الابتكار وتطوير التقنية، والثانية لتكريم فرق التطوع بالجامعة، إضافة إلى رعايتكم الكريمة للاحتفال الذي أقامته جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تكريماً لشقيقتها جامعة الملك فهد للبتـرول والمعادن، باعتبارها أكبـر الجهات الداعمة لها منذ تأسيسها، فشكراً لكم”. وأكد أن الجامعة دأبت على مواصلةِ الإنجاز بإنجازٍ آخر متميز، وإطلاق المبادرة تلو المبادرة، ولأن المقام لا يتسع لاستعراضٍ كاملٍ لنجاحاتِ الجامعة، فسنكتفي بإشارات إلى بعض ما تحقق هذا العام، ومنها: إطلاق الجامعة عدداً من المبادرات والبـرامج، التـي تعزز مشاركتها في تحقيق رؤية 2030، من خلال تعزيزِ كفاءات خريجيها بمهارات عالمية، والريادةِ في مجالات الطاقة والبيئة والمياه، وتوسيعِ أثرِ منظومةِ الابتكار وريادة الأعمال، وإدارِة المؤسسات غير الربحية. ومواصلة المجلس الاستشاري الدولي للجامعة دوره في تفعيل البعدَ العالمي لأداء الجامعة من خلال مناقشة المبادرات التي أطلقتها الجامعة لمواكبة رؤية 2030، ومراجعة الخطة الاستراتيجية الثانية للجامعة وتحديثها. وحصول الجامعة على المركز الرابع عشر عالمياً في قائمة الجامعات الأعلى حصولاً على براءات اختـراع من مكتب براءات الاختـراع الأمريكي بـ مائة وخمسة عشر براءة إختراع في عام 2016م فقط، وأسست الجامعة نتيجة لهذا آليات مستدامة لنقل التقنية والتـرخيص لها وتتجيرها مع شركائها الإستراتيجيين، ومنها ترخيص تقنية تكسير المحفزات لإنتاج النفط الثقيل لشركة (S-Oil) بكوريا الجنوبية، وتقنية المياه شديدة التلوث، التي تم ترخيصها لشركة (Gradient) في الولايات المتحدة الأمريكية، وما يقرب من عشر تقنيات متقدمة في طريقها للتتجير والترخيص. ووجه د. السلطان حديثه للخريجين قائلا: لقد سعدنا بكم وأنتم تتلقون تعليمكم في هذه الجامعة التي جعلت منهجها تعزيزَ القيم لديكم، وتجويد مهاراتَكم، وإثرَاء تجربتِكم الحياتية، وإحداثَ الأثر الإيجابي في سلوككم، إضافة إلى تزويدِكم بالعلوم والمعارف. إن هذا المنهج الفريد في مكوّناته أنتج كفاءات وطنية تتولى أعلى المناصب في قيادة قطاعات ومؤسسات كبـرى في القطاعين العام والخاص . وإننا على يقين أنكم ستكونون في الغد القريب، بإذن الله، نماذجَ رائدةً في مواقَع البناء، وأمثلةً صادقة في الوفاء لهذا الوطن المعطاء. وأضاف “إذ نبارك لكم اليوم تخرجكم في هذه الجامعة ونقدم لكم أطيب تهنئة لهذا الإنجاز ونعبّـر عن سعادة وطننا الغالي بكم، فإننا نسأل الله لكم رفعةً في الدين والعلم، وإخلاصاً في القول والعمل، وحسناً في الخلق، وبراً بالوالدين، وتميزاً في الأداء، متطلعين أن يستمر تواصلكم مع هذه الجامعة ويتعاظم دعمكم لها بعد تخرجكم”. ثم خاطب الآباء والأمهات: “يطيب لنا في هذه المناسبة أن نقول لشركائنا في النجاح والفرحة لكل أب ولكل أم هنيئاً لكم وأنتم ترون هذا اليوم نتيجة ما قدمتم من تربية حانية، ورعاية صالحة، وجهود صادقة، فجزاكم الله خيـراً، ورزقكم بر أبنائكم، وأدام عليكم خيـره وبركته، و زادكم بشرىً وسعادة. ولا ننس أن نقدم شكرنا وتقديرنا لكل من أسهم في هذا النجاح من الأساتذة والموظفين والهيئة الإدارية في هذه الجامعة”. وفي ختام كلمته رفع د. السلطان الشكر لراعي الحفل على حضور هذه المناسبة العزيزة، وحرصه على تكريم أبنائكم الطلاب. وكان الطالب إبراهيم بن عبدالرحمن السويطي ألقى في بداية الحفل كلمة الخريجين، رفع فيها أسمى آيات الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز على رعايته حفل التخرج. وشكر معالي مدير الجامعة وأسرة الجامعة على جهودهم في الارتقاء بأدائها وشكر الآباء والأمهات “على تعهدهم أبناءهم بالرعاية وهو ما ساعد في وصولهم إلى هذه اللحظة الغالية”، وشكر الأساتذة “الذين بذلوا في سبيل تعليمنا الكثير”. وقال إن جامعة الملك فهد خطت لنفسها منهجاً فريداً علماً وبحثاً وعملاً حتى أصبحت وجهة كل طموح وأصبح طلابها هدفاً لكبرى الشركات التي تسعى لاستقطابهم حتى قبل تخرجهم.
مشاركة :